«التايمز 2024»: جامعة طنطا ال4 محليًا.. وبالمرتبة 66 عالميًا في «الطاقة النظيفة بأسعار معقولة»    «رحلة عزيزة».. انطلاق احتفالية «حماة الوطن» بذكرى دخول العائلة المقدسة أرض مصر    موعد التقديم للالتحاق بمدرسة مياه الشرب بمسطرد في القليوبية 2024    تبدأ من 190 إلى 220 جنيهًا للكيلو قايم.. ارتفاع أسعار الأضاحي داخل سوق المواشي بدمياط    اتحاد العمال: مؤتمر الاستجابة الإنسانية قوة ضغط قانونية وسياسية على إسرائيل    الملك سلمان وولي العهد يعزيان أمير الكويت في ضحايا حريق «المنقف»    النمسا.. 29 سبتمبر موعدا لإجراء انتخابات البرلمان    مفوضية الأمم المتحدة تحتفل باليوم العالمي للاجئين.. وتؤكد أن مصر أوفت بإلتزاماتها    كين: منتخب إنجلترا يشارك فى يورو 2024 لصناعة التاريخ ولكن الطريق صعب    أول تعليق من حارس الأهلي بعد إصابته بكسر في عظام الوجه    يورو 2024| البرتغال تبحث عن إنجاز جديد في عهد رونالدو «إنفوجراف»    سموحة يحشد نجومه لمواجهة بيراميدز    بديلا ل ناتشو.. نجم توتنهام على رادار ريال مدريد    مياه الشرب بدمياط: رفع درجة الاستعداد لاستقبال عيد الأضحى المبارك    إصابة شخص صدمه قطار أثناء عبوره شريط السكة الحديد في أسوان    جهود مكثفة لكشف ملابسات العثور على جثتين فى المعادى    إلهام شاهين: مهرجان الجونة وُلد نجمًا.. والفن ثقافة وليس حفلات    محمد علاء ينضم لفريق عمل مسلسل وتر حساس مع صبا مبارك    عبد المنعم سعيد: القضية الفلسطينية تأخذ ما يستحقه من أهمية فى الجامعة العربية    نجوم الفن يقدمون واجب العزاء لأسرة رئيس غرفة صناعة السينما    «العناني»: مصر تتميز بمقومات أثرية وتاريخية تجعلها قبلة للسياح الأجانب    هل يجوز للأرملة الخروج من بيتها أثناء عدتها؟ أمين الفتوى يُجيب    وكيل «صحة الشرقية» يتابع التشغيل التجريبي لوحدة تفتيت الحصوات بمستشفى كفر صقر    5 فئات ممنوعة من تناول لحمة الرأس في عيد الأضحى.. تسبّب مخاطر صحية خطيرة    الانفصال الأسرى زواج مع إيقاف التنفيذ    أكاديمية الشرطة تناقش الأفكار الهدامة الدخيلة على المجتمع    الأطفال يطوفون حول الكعبة في محاكاة لمناسك الحج بالبيت المحمدي - صور    الأعلى للإعلام: تقنين أوضاع المنصات الرقمية والفضائية المشفرة يتم وفقا للمعايير الدولية    «محاكمة مزيفة».. الجمهوريون يتبنون نظريات المؤامرة بعد إدانة هانتر بايدن    بقيادة رونالدو.. 5 نجوم يخوضون كأس أمم أوروبا لآخر مرة في يورو 2024    الهروب من الحر إلى شواطئ مطروح قبل زحام العيد وارتفاع نسب الإشغال.. فيديو    أسعار فائدة شهادات البنك الأهلي اليوم الاربعاء الموافق 12 يونيو 2024 في كافة الفروع    محافظ الغربية يستقبل الأنبا أغناطيوس أسقف المحلة للتهنئة بعيد الأضحى    استجابة ل«هويدا الجبالي».. إدراج صحة الطفل والإعاقات في نقابة الأطباء    5 نصائح مهمة في ظل ارتفاع درجات الحرارة وبداية الموجة الحارة    بلغت السن المحدد وخالية من العيوب.. الإفتاء توضح شروط أضحية العيد    راية أوتو تطلق سيارات إكس بينج الكهربائية لأول مرة في مصر    حملات مكثفة بالإسكندرية لمنع إقامة شوادر لذبح الأضاحي في الشوارع    اتحاد الكرة يرد على رئيس إنبى: المستندات تُعرض أثناء التحقيق على اللجان وليس فى الواتساب    محافظ المنيا يشدد على تكثيف المرور ومتابعة الوحدات الصحية    القوات المسلحة توزع كميات كبيرة من الحصص الغذائية بنصف الثمن بمختلف محافظات    رئيس الأركان يشهد مشروع مراكز القيادة الاستراتيجى التعبوي بالمنطقة الشمالية    هيئة الدواء تعلن تشكل غرفة عمليات لمتابعة وضبط سوق المستحضرات الطبية في عيد الأضحى    مواعيد تشغيل القطار الكهربائي الخفيف ART خلال إجازة عيد الأضحى 2024    الجلسة الثالثة من منتدى البنك الأول للتنمية تناقش جهود مصر لتصبح مركزا لوجيستيا عالميا    أسماء جلال تتألق بفستان «سماوي قصير» في العرض الخاص ل«ولاد رزق 3»    "يورو 2024".. البرنامج الكامل من الافتتاح حتى النهائي    مساعد وزير الصحة لشئون الطب الوقائي يعقد اجتماعا موسعا بقيادات مطروح    مسؤول إسرائيلى: تلقينا رد حماس على مقترح بايدن والحركة غيرت معالمه الرئيسية    عفو رئاسي عن بعض المحكوم عليهم بمناسبة عيد الأضحى 2024    وزير الإسكان يوجه بدفع العمل في مشروعات تنمية المدن الجديدة    «الأوقاف» تحدد ضوابط صلاة عيد الأضحى وتشكل غرفة عمليات ولجنة بكل مديرية    إي اف چي هيرميس تنجح في إتمام خدماتها الاستشارية لصفقة الطرح المسوّق بالكامل لشركة «أرامكو» بقيمة 11 مليار دولار في سوق الأسهم السعودية    "مقام إبراهيم"... آية بينة ومصلى للطائفين والعاكفين والركع السجود    اليونيسف: مقتل 6 أطفال فى الفاشر السودانية.. والآلاف محاصرون وسط القتال    حبس شقيق كهربا في واقعة التعدي علي رضا البحراوي    زواج شيرين من رجل أعمال خارج الوسط الفني    حسن مصطفى: تصريحات حسام حسن تحتاج للهدوء وأداء المنتخب يتطلب تحسينات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قضاء حوائج الناس.. نعمة من الله.. فلا تملوها

تعوّد الصوفيون أن يحتفلوا بموالد الأولياء والصالحين في ذكري وفاة هؤلاء الأولياء.. كل واحد حر يضرب نفسه بخنجر أو سكين أو خنزير.. لكن .. يجب ألا يؤخَذ ذلك علي أنه عقاب علي ما جري لسيدنا الحسين. وكل أمة لها نصيب من يوم عاشوراء.
سيدنا نوح عليه السلام نجاه الله من الغرق ورست مركبه علي جبل "الجودي" يوم عاشوراء.. سيدنا إبراهيم عليه السلام نجاه الله من النار يوم عاشوراء.. سيدنا موسي عليه السلام نجاه الله من الغرق يوم ضرب البحر بعصاه ¢ فانفلق كل فلق فكان كالطود العظيم ¢ يوم عاشوراء.. سيدنا عيسي عليه السلام رُفِع يوم عاشوراء.. سيدنا يونس نجاه الله من بطن الحوت يوم عاشوراء.. سيدنا أيوب شفاه الله وعوضه عن أولاده وأمواله يوم عاشوراء.
كل أمة تتبع نبياً من هؤلاء الأنبياء أو كل من يحبهم يجب أن يحب يوم عاشوراء.. ويحتفل به.. لكن.. أين نصيب الأمة المحمدية من يوم عاشوراء؟ لا النبي وُلِد يوم عاشوراء ولا الإسراء والمعراج كان يوم عاشوراء.. لا فتح مكة كان في ذلك اليوم ولا انتصار المسلمين في غزوة من غزواتهم كان فيه.. فهل تفرح كل الأمم بيم عاشوراء ما عدا الأمة المحمدية؟
لقد استشهد سيدنا الحسين في كربلاء يوم عاشوراء.. لكن.. هل هذا الحادث يدعو إلي الفرح؟ إن كل المظاهر السابقة فيها فرح.. نجاة من غرق.. نجاة من نار.. نجاة من بطن حوت.. نجاة من مرض سقيم.. فهل استشهاد سيدنا الحسين مظهر يستحق الفرح؟ يستحق الاحتفال به؟
إن نجاة معظم الأنبياء يوم عاشوراء مناسبة تستحق الفرح.. فقد نجو من الشرور.. لكن.. نجاتهم تبعها بقاءهم في الدنيا بكل متاعبها وهمومها وعيوبها.. أما ما جري لسيدنا الحسين فهو النجاة من الدنيا نفسها.. هي النجاة التي ليس بعدها ألم.. هي النجاة التي لا يخشي بعدها شيئاً.. هي الغني الذي ليس بعده فقر.. والشفاء الذي ليس بعده مرض.. والشبع الذي ليس بعده جوع.. هو الحل الذي ليس بعده مشكلة.. كل ذلك تُجمَع في استشهاد سيدنا الحسين.. وهي مناسبة تستحق الفرحة.. فلماذا يحولها البعض إلي مأتم وسرادق عزاء وألم وحزن وأوجاع ودماء ودموع؟
لقد استلم سيدنا الحسين راية الريادة عندما بُشِّر بأنه سيد شباب أهل الجنة.. ولحظة استشهاده هي اللحظة التي التقي فيها مع سيدنا علي بن أبي طالب والسيدة فاطمة الزهراء وسيدنا رسول الله عليه الصلاة والسلام.. هذا هو كما قلنا المكسب الذي ليس بعده خسارة.. والفرج الذي ليس بعده ضيق.. والعطاء الذي ليس بعده سلب.. والفرح الذي ليس بعده كرب.. لقد سيدنا الحسين الأرض المليئة بالظلم والغدر وذهب إلي جنات الله حيث لا ظلم ولا قهر.
لقد تعَوَّد الصوفية أن يحتفلوا بمولد الأولياء والصالحين في ذكري وفاة هؤلاء الأولياء.. إن يوم الميلاد يشبه يوم دخول الامتحان.. ويوم الاستشهاد يشبه يوم النجاح بتفوق وامتياز.. يوم الميلاد يوم بداية الاختبار.. وهناك احتمال للمكسب واحتمال للخسارة احتمال للنجاح واحتمال للسقوط.. لكن.. يوم الاستشهاد هو يوم التصنيف الذي ليس بعده تصنيف.. يوم القبول الذي ليس بعده رفض.. يقول سبحانه وتعالي: ¢ قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون ¢
طبعاً كل واحد حر يضرب نفسه بخنجر أو سكين أو جنزير.. لا أحد يعاتبه علي ما يفعله بنفسه.. لكن.. يجب ألا يؤخَذ ذلك علي أنه عقاب علي ما جري لسيدنا الحسين.. أو تعبير عن ذنب التقصير في إنقاذه.. إن سيدنا الحسين ليس خالداً في الدنيا.. ولا كان قادراً علي تغيير مصيره.. لقد لقي ربه وهو راضي.
إن كل الأنبياء الذين نجاهم الله في يوم عاشوراء عادوا وامتُحِنوا في الدنيا.. أما سيدنا الحسين فقد لقي ربه شهيداً دون اختبارات أخري.. وإذا كان الذين يبكون عليه يبكون علي فقد أو خسارة فهو لم يخسر شيئاً.. بل كسب كل شئ.
هم يبكون لأنهم لم يناصروه.. إذن يبكون علي أنفسهم لا عليه.
يروي الأصمعي أن رجلاً كان يطوف بالكعبة ويقول: "اللهم اغفر لي وأظنك لن تغفر" وكررها كثيراً.. فقال له الأصمعي: "يا رجل.. هذا موطن رحمة ورجاء فلماذا تقول ما تقول؟" قال الرجل: "أنا كنت من القوم الذين قتلوا الإمام الحسين فنمت ورأيت مناماً أن محكمة نُصِبت.. والقاضي فيها رسول الله عليه الصلاة والسلام ويمثل الادعاء فيها سيدنا جبريل عليه السلام الذي يترافع بعبارة واحدة: "أترجو أمة قتلت حسيناً شفاعة جده يوم القيامة".
إن البكاء علي سيدنا الحسين وإظهاره في صورة البائس الضعيف المهزوم المهدود الذي لا ناصر له ولا معين هو انتقاص من فدره الشريف.. ومكانته الرفيعة.. إن البكاء لا ينصر من نبكي عليه.. بل يُضعِفه.. والذي يحب سيدنا الحسين يحب شمائله وخصاله وهي ذاتها الشمائل والخصال النبوية.. الصدق.. المودة.. الرحمة.. التسامح.. المغفرة.. العطاء بلا حدود.
لقد كان سيدنا الحسين في خلوة.. وتجَمَّع الناس حول داره في انتظاره.. ومر سيدنا الحسن فوجدهم علي ما هم عليه.. وعرف ما بهم.. إنهم فقراء ينتظرون سيدنا الحسين حتي ينتهي من خلوته.. فكتب له عبارة علي ورقة تقول: "احتياج الناس إليكم من نعم الله عليكم فلا تملّوها فتعود نقماً" ووضعها تحت الباب.. وقرأها سيدنا الحسين.. وأصبحت فيما بعد من أشهر العبارات التي يرددها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.