لحظة قاتلة علي النفس الإنسانية عندما يأتيك خبر مقتل أحد أبنائك في حادث سير وهو في طريقه للمدرسة التي لم يصل لها بعد. فتغتاله رعونة وإهمال سائق منعدم الضمير لا يحترم قوانين وآداب المرور في بلد يفقد كل يوم المئات من أبنائه بسبب هذه الحوادث المؤلمة. حتي أصبحت الأمنية الوحيدة للأم المصرية أن يعود أبناؤها من مدارسهم سالمين. ما ذنب أبنائنا أن يضيعوا في هذه الحوادث البشعة؟ وما ذنب أبائهم وأمهاتهم في فقد فلذات أكبادهم نتيجة هذا الإهمال؟ هل ذنبنا جميعا أننا تربينا ونشأنا في بيئة تعيش علي الإهمال وعدم احترام الدم المصري الذي يزهق كل يوم بغير حساب فالقاتل أو المهمل لا يحاسب في بلادنا!!. كل يوم نستيقظ علي هذه الأخبار الصادمة التي تصيبنا بالهم والحزن. وكل واحد فينا يضع يده علي قلبه ويدعو الله تعالي أن يسترها مع أبنائه حتي يعودوا إلي منازلهم سالمين. إحساس مخيف ومشاعر مقلقة أصابتنا بالأوجاع والأمراض. حادثة مصرع 18 تلميذا حرقا بعد اصطدام الحافلة التي كانت تقلهم الي مدرستهم صباح الأربعاء الماضي بشاحنة لنقل المواد البترولية بالقرب من مدينة دمنهور. حادثة بشعة بكل ما تحمله هذه الكلمة من معاني. ومشاهد جثث التلاميذ وهي محترقة أدمت قلوبنا وأحزنتنا علي الحال والإهمال الذي وصلنا إليه. ليس هذا هو الحادث الأول ولن يكون الآخير يحدث لأبنائنا بهذه الصورة البشعة. طالما انعدم الضمير الإنساني لدي المسئولين. وتاهت أرواح التلاميذ بين مؤسسات الدولة خاصة وزارة التعليم والداخلية. الجميع تنصل من المسئولية. فأرواح الناس رخيصة في نظرهم طالما لا يوجد من يحاسبهم. وطالما لا توجد لدينا ثقافة استقالة المسئول أيا كان منصبه بعد كل حادثة يستشعر أن ضميره يؤنبه علي تقصيره في حق هؤلاء الضحايا. أرقام ضحايا حوادث السير بمصر من القتلي والمصابين مفزعة وصادمة بل تفوق ضحايا الحروب والإرهاب الذي يضرب البلاد بعنف. حوالي 7 آلاف قتيل سنويا ومئات الآلاف من المصابين. لم نسمع بهذا الكم من الخسائر في الأرواح علي مستوي العالم حتي النامي. المنظومة كلها بحاجة إلي تغيير حتي نحافظ علي أرواح أبنائنا. أخيرا سمعنا عن تغليظ العقوبات والكشف عن متعاطي المخدرات والعقاب المشدد لكل من أهمل. فالإهمال جريمة في حق الوطن. حتي يتوقف نزيف الدم الطلابي في مصر.