طرق مصر.. تأشيرة مجانية للموت 2-2

سكة الإهمال كلها حوادث

أمس قلنا: إن الشواهد كلها تقول إن طرق مصر تأشيرة مجانية للموت.. ولم تكن كارثة الكوامل ولا محرقة أبوحمص ببعيد.
في تحذيرنا من الخطر القادم كانت الأرقام تشير الي أن مصر تفقد من خيرة أبنائها6700 قتيل وتنزف دماء22 ألفا علي الأسفلت, الذي يتحالف مع نعوش طائرة في كل طريق تحول بقدرة قادر وبفعل مجهول الي طريق للآخرة. واليوم يقترب الطريق من الخطأ البشري من سيارة تعشش فيها ملامح لعدم الصيانة, أو الجودة, أو حتي المواصفات, ويتحالف الجميع في كائن واحد نسميه الإهمال, ومثلما كانت سكة الطرق تأشيرة للآخرة فإن سكة الإهمال كلها حوادث, ويتواصل النزيف.. ومعه يتواصل ملف الأهرام المسائي.
/////////////
سنور بني سويف.. نفق الموت
بني سويف محمد سيد
فتح حادث طلاب البحيرة, وقبله حادث الأتوبيس السياحي علي طريق بني سويف الكريمات الشرقي الشهر الماضي بالقرب من نفق الموت سنور الذي راح ضحيته41 ما بين مصاب وقتيل ملف الطرق القاتلة ببني سويف, بخاصة السريعة التي تشهد يوميا حوادث متكررة تتشابه أسباب حدوثها, والمجني عليه المواطن المصري.
في البداية قدمت الدكتورة تهاني وليم وكيل كلية الهندسة ببني سويف روشتة للحد من الحوادث أولها فصل الحارة المخصصة للنقل الثقيل بحواجز عن بقية السيارات الأخري علي الطرق السريعة, واختيار أتوبيسات بمواصفات خاصة حديثة لسيارات نقل الطلاب بالمدارس الخاصة مع التدقيق في اختيار سائقيها, الإكثار من اللجان المرورية بصفة منتظمة وكثيفة علي الطرق وتزويد الطرق بالوسائل الحديثة كالرادار وكاميرات المراقبة وتفعيل عملها, التدقيق الكبير في اختبارات استخراج رخص القيادة لمنع رعونة السائقين, الكشف الدوري علي تعاطي السائقين للمخدرات وأخيرا زيادة خدمات الإسعاف والمطافيء علي الطرق وسرعةإستجابتها للحوادث.
ويقول مصطفي عبد الحفيظ- موظف: من أشهر أسباب الموت علي طرق المحافظة السريعة التي تربطها شمالا بالقاهرة وجنوبا المنيا نفق سنور شديد الانحدار والطريق من فوقه والموجود علي طريق الكريمات الشرقي الرابط- القاهرة- أسيوط, وذلك في النقطة الواقعة عند مركز ببا التابع لبني سويف حيث ابتلع هذا النفق منذ بداية هذا العام فقط145 مواطنا بين قتيل وجريح وهي خسارة قومية فادحة لأرواح المصريين.
وأضاف عبد الحفيظ, أن رعونة السائقين, ونوم بعضهم أثناء القيادة, والسرعة الجنونية في ظل انبساط الطريق مع عدم وجود رادار إلا في نقاط قليلة ومعروفة من قبل السائق يؤدي أيضا لإزهاق أرواح عديدة من الأبرياء.
ويشير غالب محمد- سائق- إلي علم السائقين بأماكن الكمائن الشرطية الثابتة علي هذا الطريق وهو ما فتح باب عدم الالتزام علي بقية الطريق الذي يخلو من الكمائن والنقاط الأمنية.
من جانبه أكد المستشار مجدي البتيتي محافظ بني سويف أن المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء قام بالتحدث اليه للوقوف علي أسباب حوادث نفق سنور وأشار محلب الي ضرورة وضع طريقة للحد منها وتم الاتفاق والموافقة علي عمل نقاط أمنية وإسعافية علي الطريق للحد من الحوادث وإلزام السائقين بتطبيق معايير السير والالتزام أيضا بالسرعات المقررة.
وأضاف اللواء محمد عماد سامي مدير أمن بني سويف أنه قام بإعطاء أمر مباشر بتشغيل الرادارات المتواجدة بالمحافظة علي مدار24 ساعة وفي أول يوم عمل لها تم ضبط165 سائق غير ملتزم بالسرعات المقررة كما أكد أنه بالتعاون مع قوات الجيش المكلفة بتأمين طريق الجيش الشرقي تقوم القوات المشتركة بتمشيط للطريق شمالا وجنوبا لمنع أي خطر يهدد عمليات السير بجانب مساعدة السيارات المعطلة لمنع حدوث تصادم بها أيضا كما أنه حصل علي تصريح من مديرية الصحة بعمل مندوبي التحاليل بها مع رجال الشرطة ليلا ونهارا حتي أيام الأجازات للحصول علي التحاليل العشوائية الخاصة بتعاطي المواد الخدرة وفي نفس السياق أكد اللواء محمد عزت السكرتير العام لمحافظة بني سويف, أن المحافظ أصدر قرارا أيضا حمل رقم(33) لسنة2014 م, نصت المادة الأولي منه علي تشكيل لجنة برئاستي وعضوية كل من مديري الطرق, والنقل, والمرور, وهيئة الطرق والكباري, ومدير المتابعة بديوان عام المحافظة.
كما نصت المادة الثانية من القرار علي اختصاص هذه اللجنة بمعاينة منطقة سنور شرق النيل, وذلك للوقوف علي الأسباب الحقيقية المؤدية إلي كثرة الحوادث في هذه المنطقة, وعرض الحلول المقترحة لتفادي هذه الحوادث علي أن تكلف اللجنة بعرض تقريرها علي المحافظ خلال أسبوع من تاريخ بدء عمل اللجنة, وذلك لاتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تكرار هذه الحوادث.
كانت المفاجأة عند معاينة الطريق المار فوق نفق سنور والذي يشهد معظم حوادث المحافظة تبين سلامة الطريق وكذا الطريق الدولي, ولا توجد به أي عيوب فنية أن أسباب الحوادث تكون بسبب الشبورة المائية أو رعونة السائقين, والسرعات الزائدة فالسائق غالبا ما يخرج ليلا من القاهرة, أو سوهاج, وعندما يصل إلي الصباح يدخل في النوم فيضطر لتعاطي المهدئات الممنوعة أو تقع الكارثة.