فجر حادث طلاب سوهاج الذى وقع أمس الأحد، وقبله حادث الأتوبيس السياحى على طريق بنى سويف الكريمات الشرقى الشهر الماضى بالقرب من نفق الموت "سنور" الذى راح ضحيته 41 ما بين مصاب وقتيل تفحم منهم 9 جثث لم يستدل أهليتهم عليهم إلا بتحاليل الوراثية المعروفة ب"DNA"، فجر ملف الطرق القاتلة ببنى سويف، بخاصة السريعة التى تشهد يوميا حوادث متكررة تتشابه أسباب حدوثها، والمجنى عليه المواطن المصرى. فى البداية يقول مصطفى عبد الحفيظ (موظف): من أشهر مسببات الموت على طرق المحافظة السريعة التى تربطها شمالا بالقاهرة وجنوبا المنيا نفق سنور شديد الانحدار والطريق من فوقه والمتواجد على طريق الكريمات الشرقى الرابط - القاهرة - أسيوط، وذلك فى النقطة الواقعة عند مركز ببا التابع لبنى سويف حيث ابتلع هذا النفق منذ بداية هذا العام فقط 142 مواطنا بين قتيل وجريح وهى خسارة قومية فادحة لأرواح المصريين. وأضاف عبد الحفيظ، أن رعونة السائقين، ونوم بعضهم أثناء القيادة، والسرعة الجنونية فى ظل انبساط الطريق مع عدم وجود رادار إلا فى نقاط قليلة ومعروفة من قبل السائق يؤدى أيضا لإزهاق أرواح عديدة عليه. يضيف عصمت صلاح موظف بالضرائب: أنا دائم السفر على طريق الكريمات بسبب تواجد عملى بالقاهرة، ونعانى دائما من الشبورة المائية فى الصباح الباكر، ولا يقوم السائق بالالتزام بالسرعة المقررة فتحدث الحوادث إما بالاصطدام من الخلف، أو الأمام ونحتاج لمنظومة أمنية تنتشر انتشارا واسعا غير محدد التواجد لتسيطر على تلاعب السائقين بأرواحنا. مؤكدا على أن هذا لا يعفى الجهات المسئولة عن تأمين الطرق فى فرض تلك النقاط الأمنية والرادار بشكل دائم بجانب زيادة وعى السائقين بالنقاط الخطرة على تلك الطرق. ويشير غالب محمد -سائق- إلى علم السائقين بأماكن الكمائن الشرطية الثابتة على هذا الطريق وهو ما فتح باب عدم الالتزام على بقية الطريق الذى يخلو من الكمائن والنقاط الأمنية. ومن جانبه قام المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء بالتحدث إلى المستشار مجدى البتيتى محافظ بنى سويف للوقوف على أسباب حوادث نفق "سنور"، وضرورة وضع طرق للحد منها وتم الاتفاق والموافقة على عمل نقاط أمنية وإسعافية على الطريق للحد من الحوادث وإلزام السائقين بتطبيق معايير السير والالتزام أيضا بالسرعات المقررة. وفى نفس السياق أكد اللواء محمد عزت السكرتير العام لمحافظة بنى سويف، أن المحافظ أصدر قراراً أيضا حمل رقم (33) لسنة 2014م، نصت المادة الأولى منه على تشكيل لجنة برئاستى وعضوية كل من مديري الطرق، والنقل، والمرور، وهيئة الطرق والكباري، ومدير المتابعة بديوان عام المحافظة. كما نصت المادة الثانية من القرار على اختصاص هذه اللجنة بمعاينة منطقة "سنور" شرق النيل، وذلك للوقوف على الأسباب الحقيقية المؤدية إلى كثرة الحوادث في هذه المنطقة، وعرض الحلول المقترحة لتفادي هذه الحوادث على أن تكلف اللجنة بعرض تقريرها على المحافظ خلال أسبوع من تاريخ بدء عمل اللجنة، وذلك لاتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تكرار هذه الحوادث. وكانت المفاجأة عندما قمنا بزيارة الطريق المار فوق نفق "سنور" والذى يشهد معظم حوادث المحافظة حيث لم نجد أى شيء يعوق السائق، والطريق دولى، ولا توجد به أيه عيوب فنية وتوصلنا إلى أن أسباب الحوادث تكون بسبب الشبورة المائية، ورعونه السائق، والسرعات الزائدة فالسائق غالبا ما يخرج ليلا من القاهرة، أو سوهاج، وعندما يصل إلى الصباح يدخل فى النوم بعد أن أهلك بدنه بالقيادة. وهو ما أكده معظم المصابين فى الحوادث التى يشهدها هذا المكان، وأضاف عزت أن الشرطة يجب أن تقوم باختبارات التعاطى عند البوابات المنتشرة على الطريق، وتوزيع أكبر عدد ممكن من الرادارات الضوئية على الطريق ليعلم السائق بأنه مراقب بالرادار، ولا يتعدى السرعات المقررة حفاظا على أرواح المصريين جميعا.