* يسأل عماد الدين عبدالله باز من الجيزة: هل هناك مساجد قامت مقام المسجد النبوي في نشر العلم ؟ ** يجيب الشيخ عثمان عامر من علماء الأزهر: المسجد في الإسلام بوتقة تنصهر فيها نفوس المسلمين وتذوب فيها أرواحهم لتتجرد من علائق الدنيا وملذاتها ومتعها الفانية إلي العمل للدار الباقية. ونيل ثواب الله تعالي كما أن بالمسجد تتحقق ظهارة المكان وطهارة الأبدان من الأدران. وطهارة القلب من الأحقاد والأضغان. إنه مكان إعلان العبودية لله والتبرؤ من كل شريك له سبحانه وقد مدح الله تعالي المقيمين للمساجد وروادها فقال تعالي: "إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وأتي الزكاة ولم يخش إلا الله....." آية رقم 18 من سورة التوبة. وقال تعالي: "في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة..." الآيتان 36. 37 من سورة النور. وكان أول عمل عمله النبي صلي الله عليه وسلم حينما دخل المدينة هو اقامة المسجد النبوي الشريف الذي مدحه الله تعالي في القرآن فقال تعالي: "..... لمسجد أُسس علي التقوي من أول يوم أحق أن تقوم فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين" آية رقم 108 من سورة التوبة. وكان هذا المسجد هو مكان التقاء المسلمين بالرسول صلي الله عليه وسلم في كل يوم للصلاة ومدارسة أحوالهم ووضع الحلول لمشكلاتهم كما كان المسجد هو مكان تعليم أمور الدين وتثقيف المسلمين من خلال حلقات الرسول صلي الله عليه وسلم العلمية وخطبه المنبرية. ففي المسجد النبوي تخرج هؤلاء: المصلح العظيم كأبي بكر الصديق. والعبقري الفذ كعمر بن الخطاب والفارس المغوار كعلي بن أبي طالب. والقائد المحنك كخالد بن الوليد والمحدث العظيم كأبي هريرة. والمفتي الخبير كابن عباس. والفيلسوف البارع كسلمان الفارسي. ولما انتقل الصحابة رضوان الله عليهم والتابعون لهم بإحسان. إلي الأمصار في الفتوحات تأسوا بالنبي صلي الله عليه وسلم في اقامة المساجد في البلاد التي فتحوها فشيدوا المساجد الكبيرة التي كانت منارات علمية وإشعاعات ثقافية تنشر الوسطية الإسلامية. ومن هذه المساجد علي سبيل المثال: 1 جامع عمرو بن العاص بالقاهرة بمصر سنة 20 ه 642 م. 2 الجامع الأموي بدمشق بسوريا سنة 96 ه 705 م. 3 جامع الزيتونة بتونس سنة 116 ه 737 م. 4 جامع المنصور ببغداد بالعراق سنة 145 ه 762 م. 5 جامع القرويين بفاس بالمغرب سنة 245 ه 859 م. 6 جامع الأزهر بالقاهرة بمصر سنة 359 ه 970 م. فكانت هذه المساجد تقوم بمهمة المسجد النبوي الشريف وتكمل دوره في نشر الإسلام.