* آثار الحادث الأليم باستشهاد مجموعة من جنودنا علي أيدي القتلة والإرهابيين حفيظة العديد من القراء الذين أرسلوا عبر "الاميل" والفاكس لمعرفة حكم الشرع في هؤلاء القتلة الذين قتلوا الجنود.. وهل هم بغاة أم خوارج؟ وما واجب المسلمين تجاههم؟ ** يقول الشيخ محمد زكي الأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف: الإرهاب عمل مرذول.. مذموم. يجب محاربته شرعا. وتعقب أهله والقضاء عليه.. والارهاب هو تخويف وتفزيع الآمنين.. والاعتداء علي حياتهم وحرماتهم بغير حق وصولا إلي أغراض حرمها الشرع كالاستيلاء. علي الأموال أو هتك الأعراض أو تخريب العمران أو إشاعة الفوضي والاضطراب أو تفريق أمر الجماعة أو الاستيلاء علي الحكم بالقوة والعنف او احتلال أرض الآخرين أو كتم أنفاسهم وكبت حرياتهم ومحاربتهم وفرض الحصار عليهم ليخضعوا للظلم ويستسلموا للبطش والتخويف والإرهاب. هذا النوع من الإرهاب حاربه الإسلام وأوجب علي القادرين محاربته ومواجهته بالقوة الرادعة التي تحمي العباد والبلاد من شروره ومفاسده.. ووضع الضوابط والاحكام التي تجب مراعاتها في سبيل القضاء علي هذا النوع من الطغيان وتأمين حياة الناس. وعرف الفقه الإسلامي هذه الضوابط والأحكام أخذا من كتاب الله وسنة رسوله وذكرها مفصلة في أبواب منه تحمل الاسماء التي تدل علي نوع الاعتداء وتشتمل علي أسلوب مقاومته والعقوبات الرادعة لكل معتد. والبغي هو الخروج علي الإمام بطريق المغالبة ويزيد بعض الفقهاء قيودا أخري كوجود المنعة والتأويل السائغ في نظرهم والرئيس المطاع وغير ذلك. ومن المتفق عليه في جميع المذاهب الشرعية أن قتال الخارجين علي الإمام لا يجوز قبل سؤالهم عن سبب خروجهم فإذا ذكروا مظلمة وجورا وكانوا علي حق وجب علي الإمام رد المظالم ورفع الجور الذي كروه ثم يدعوهم إلي الطاعة وعليهم أن يرجعوا للطاعة فإن لم يرجعوا قاتلهم. وقد ورد بذلك القرآن الكريم قال الله تعالي: "وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما علي الآخري فقاتلوا التي تبغي حتي تفيء إلي أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين" "الحجرات:9" فأمر الله تعالي بالإصلاح ثم بالقتال فلا يجوز أن يقدم القتال علي الإصلاح. ولا يكون الإصلاح إلا برد المظالم ورفع الجور. يجب علي الناس معاونة الإمام العادل علي البغاة حتي يرجعوا إلي أمر الله. والبغاة إن لم يعودوا للطاعة بعد الإصلاح يقاتلهم الإمام لمنع شرهم وصيانة جماعة المسلمين من الفرقة المدمرة وفي ذلك يقول رسول الله صلي الله عليه وسلم: من أتاكم وأمركم جميع علي رجل واحد يريد أن يشق عصاكم أو يفرق جماعتكم فاقتلوه. ويري الأئمة مالك والشافعي وأحمد والظاهرية أنه لا يعتبر الخروج علي الإمام بغيا إلا حينما يبدأ الخارجون باستعمال القوة فعلا أما قبل ذلك فلا يعتبر بغيا ولو تجمعوا. أما أبوحنيفة فيعتبرهم بغاة من وقت تجمعهم بقصد القتال والامتناع من الإمام لأنه لو انتظر حقيقة قتالهم ربما لا يستطيع دفعهم وبوافق الشيعة الزيدية مذهب الحنفية في ذلك. ونري أنه الاقرب إلي الصواب لدفع الفساد ومنع الشرع قبل استفحاله وتقليل الخسائر في الأرواح ما أمكن وبخاصة إذا قدم الإمام النصح وطلب الإصلاح ولم يستجيبوا وأبوا إلا الخروج عليه واستعدوا لذلك.. والله أعلم. إعانة الإمام ويقول الشيخ عبدالحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوي بالأزهر السابق: إذا خرجت طائفة من الناس علي الإمام الذي اختاره المسلمون بغيا وعدوانا وجب علي المسلمين قتالهم وان يعينوا الإمام "الرئيس" علي قتالهم حتي يردوهم عن غيهم أو يقطعوا دابرهم صيانة لوحدة الأمة. وإن قتال الجماعات التي تقاتل الجيش المصري هي فئة باغية خارجة علي الإمام ويجب شرعا علي الإمام أو رئيس الدولة أن يقاتلهم حتي يفيئوا إلي أمر الله. أو حفظ الدماء. وحماية المجتمع من شرهم. وعلي الشعب شرعا أن يقف وقفة واحدة مع الإمام أو الرئيس في حربه لهذه الفئة الباغية. ويقدم الشعب كل المساندة المادية والمعنوية للرئيس وهو يقاتل هؤلاء القتلة. ويري الشيخ الاطرش أن الجنود الذين يقتلون علي أيدي هؤلاء البغاة هم شهداء في حرب لله والرسول وجهاد في سبيله.. أما هؤلاء البغاة فقتلاهم في الجحيم يسحقون