* يسأل علي داود من طنطا بالغربية: أرجو شرح قول رسول الله صلي الله عليه وسلم: "مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين. واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع"؟ * * يقول الشيخ زكريا نور من علماء الأزهر: هذا الحديث اسناده حسن وورد في سنن أبي داود في الصلاة وأخرجه أحمد والصلاة عماد الدين. ولذا خاطب الرسول "صلي الله عليه وسلم" ولي الصبي سواء أكان أباً أو جداً أو وصياً أو قيماً بأن يأمروا الصبي بأداء الصلوات بعد استكمال سبع سنين ويضربوه علي تركها بعد عشر. ولا يخفي ما في ذلك من الفوائد التي تعود علي الولي وعلي الصبي وعلي المجموع البشري أيضاً. أما الولي فإحرازه ثواب الائتمار بأمر النبي صلي الله عليه وسلم. وأما الصبي فلأنه يعتادها. فينشأ وقلبه معلق بالمحافظة عليها. ويكون ذلك أدعي إلي عدم تضييعها متي بلغ سن التكليف. وأما النوع البشري فلأن الإنسان متي حافظ علي الصلوات. ومن أسبابها ما ذكر يرجي خيره للعباد. ويقل شره. ويظهر ذلك جلياً للمتبصر في قول العليم الحكيم جل شأنه "إن الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر" "45" سورة العنكبوت. ولا يخفي أيضاً ما في الصلاة من الفوائد الصحية التي منها ما يعود علي الجسم من النشاط عقب الغسل والوضوء اللذين يدعو لسان حالهما إلي تنقية الباطن من دون الحقد والحسد وغير ذلك مما يضر بالنفس الخالدة. كما يعود علي الجسم بأعظم فائدة صحية ألا وهي الحركة من قيام وركوع واعتدال وسجود وغير ذلك مما يقوي العضلات إلي غير ذلك من الفوائد. ويدلنا الحديث علي أن صلاة الصبي بعد ما عقل صحيحة وقال الشافعي: علي الآباء والأمهات أن يؤدبوا أولادهم ويعلموهم الطهارة والصلاة. ويضربوهم علي ذلك إذا عقلوا. فمن احتلم أو حاض أو استكمال خمس عشرة سنة لزمه الفرض. وروي عن ابن عباس انه قيد عكرمة علي تعليم القرآن والسنن والفرائض. وقال ابن عمر: أدب ابنك فإنك مسئول عن ولدك ماذا علمته. وقال الله تعالي: "يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً" "6" سورة التحريم وفي تعليمهم أحكام الدين وشرائع الإسلام قيام بحفظهم من عذاب النار كما يفيد الحديث انه ينبغي أن يفرق بين الصبيان في المضجع بعد ما بلغوا عشر سنين.