أجمع الفقهاء علي صحة صلاة الصغير أو الصغيرة إذا بلغ سن التمييز في الجملة وسن التمييز هو سن السادسة أو السابعة. لما أخرجه أحمد والدار قطني وأبوداود بسند فيه مقال. ومن حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده. أن النبي - صلي الله عليه وسلم - قال: "مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين. واضربوهم عليها وهم أبناء عشر. وفرقوا بينهم في المضاجع" وفي رواية عند الدار قطني والطبراني من حديث انس. بلفظ: "واضربوهم عليها لثلاث عشرة". وإذا صحت صلاة الصغير المميز فإن إمامته لمثله صحيحة أيضا بالإجماع. فإذا أم الصبي المميز صبية آخرين فإن جماعتهم تكون صحيحة بغير خلاف. ويسري عليها فضل الجماعة الوارد في مثل ما أخرجه الشيخان عن ابن عمر. أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة" وأخرج البخاري عن أبي هريرة أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "صلاة الرجل في جماعة تضعف علي صلاته في بيته وفي سوقه خمسا وعشرين ضعفا. وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج إلي المسجد لا يخرجه إلا الصلاة لم يخط خطوة إلا رفعت له بها درجة وحط عنه بها خطيئة. فإذا صلي لم تزل الملائكة تصلي عليه مادام في مصلاه. اللهم صل عليه. ارحمه.. ولايزال أحدكم في صلاة ما انتظر الصلاة". أما إذا كان الإمام صبيا مميزا والمأموم بالغا - رجلا أو امرأة - فقد فرق الفقهاء في ذلك بين صلاة الفرائض كالصلوات الخمس. وبين الصلوات النوافل كالضحي والتهجد والتراويح. "1" أما الصلوات النوافل: فجمهور الفقهاء علي جواز وصحة إمامة المميز للبالغين من الرجال والنساء. لأن صلاة النافلة مبناها التسامح. ولذلك صحت علي الراحلة. أي في وسائل المواصلات وهي سائرة. والمختار عند الحنفية: عدم جواز إمامة الصغير المميز للبالغ مطلقا. لأن الإمام يجب ان يكون أقوي من المأموم. لكون الإمام يحمل عن المأموم القراءة والسهو. "2" وأما الصلوات الفرائض: كالصلوات الخمس المكتوبة. والصلاة المنذورة. فقد ذهب جمهور الفقهاء من الحنفية والمالكية والحنابلة إلي أنه يشترط لصحة الإمامة فيها ان يكون الإمام بالغاً. فلاتصح إمام الصغير المميز للبالغ في الفرائض. لما أخرجه الديلمي باسناد ضعيف. ان النبي - صلي الله عليه وسلم - قال: "لا تقدموا صبيانكم" ولأن الإمام يجب ان يكون أكمل حالا من المأموم. لأنه يحمل عنه في القراءة والسهو. وذهب الشافعية: إلي صحة صلاة الجماعة إذا كان الإمام صغيراً مميزاً وكان المأموم بالغا. لما أخرجه البخاري من حديث عمرو بن سلمه "أنه كان يؤم قومه علي عهد رسول الله - صلي الله عليه وسلم - وهو ابن ست أو سبع سنين".