في قصص القرآن الكريم أو دراما الكتاب المقدس ملامح ودروس مهمة جداً لكل فنان حقيقي.. يحترم عمله.. نعم القصص في أغلبها أبطالها الأنبياء.. لكن فيها أيضا شخصيات أخري حاربت هؤلاء الأنبياء وهم بالمعني الدرامي تمثل الجانب الآخر.. وهو يحقق الصراع الدرامي.. وهذا معناه.. ان الدنيا منذ بدء الخليقة تقدم علي الصراع بين الإنسان وشيطانه.. وبين الإنسان وأخيه.. وبين الإنسان والطبيعة وبين الإنسان ونفسه.. أي ان وجود الشر والأشرار في الدراما مسألة مهمة لأن مهمة القصة أن تكشف لنا ان الخير دائما لابد ان ينتصر في نهاية المطاف.. هذه رسالة ضرورية.. لأن مهمة الفن اكتشاف مواطن الجمال والرقي في النفس البشرية في مواجهة قوي القبح والانحطاط. القصة في القرآن أو الحكاية دائما لها هدف.. وفيها عظة وعبرة وفيها أيضا ما يسري عن النفس المتعبة.. ويشحنها بطاقة متجددة من الأمل. وفي دراما حياتنا التي نصنعها نحن البشر.. وهي ما تعلمنا من القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة.. ان الهدف قد يكون صنع الابتسامة.. لأن رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم قال إن تبسم المرء في وجه أخيه صدقة.. والله يغمر برحمته الإنسان السمح في بيعه وشرائه.. وقيمة القصة في القرآن الكريم .. تضع فوق كاهل المؤلف بصفة خاصة والفنان عموماً مسئولية ضخمة.. ثم أن كل قصة لها طبيعة خاصة في شخصياتها وزمانها ومكانها.. وهذا ضد منهج التكرار والاستنساخ والتقليد الذي يتبعه الذي يمتهن الفن عن طريق الاستسهال لا الإجادة والابتكار. الله يأمرنا بإتقان العمل مهما كانت نوعيته.. ويأمرنا كذلك في كتابه الكريم بالتأمل والتدبر والتفكر والعقلانية والعمل الفني الذي لا يحرك القلب والعقل معاً.. هو عمل سطحي وساذج.. والعمل الذي يمجد الانحلال علي الحلال هو عمل مدمر وقاتل.. لأن الرسائل التي يمكن ان يتضمنها الفيلم والمسلسل كفيلة بأن توثر في الناس تأثيرا بالغا. ومن هنا يكون دور المنتج أو الممول أساسياً لأنه ينفق علي العمل الفني حتي يظهر للوجود.. وقد انتبه اليهود الصهاينة إلي أهمية الفن.. واستثمروا فيه المليارات وامتلكوا زمام المؤسسات الاعلامية العالمية حتي يمكنهم السيطرة علي العالم والاستحواذ علي الوعي ونشر الشائعات والأكاذيب وتجارة المفاسد بأنواعها والترويج لها. فأين المنتج العربي المسلم الذي يؤمن بأن عمله في ميدان الفن المحترم يضمن له المكسب في الدنيا والآخرة.. وأمامه دليل علي ذلك مسلسل يوسف الصديق الذي أنتجته إيران وتكلف حوالي 7 ملايين دولار أي ما يعادل 50 مليون جنيه وهي تكلفة مسلسل مصري عادي في ظل وصول أرقام الانتاج إلي ما يتجاوز ال100 مليون جنيه مثلما قرأنا عن سرايا عابدين ومع ذلك حقق يوسف وهو مسلسل ديني محترم مع تحفظي علي ظهور نبي الله علي الشاشة.. حقق المسلسل أرباحا زادت علي 100 مليون جنيه.. ومعني هذا ان الجمهور العربي عموماً بما فيهم المسلم والمسيحي يبحث عن العمل الجيد.. فهل وصلت الرسالة؟