يثور بين الحين والأخر الحديث عن تنقية كتب التراث التي يتم تدريسها في المعاهد الأزهرية وينادي المتابعون للعملية التعليمية بالأزهر بمراجعة كل كتب التراث وتنقيته كسبيل أساسي من سبل تطوير التعليم في الأزهر الشريف والحقيقة ان الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب منذ قدم إلي المشيخة وهو يتابع بنفسه تنفيذ الخطط الموضوعة من اجل تنفيذ ذلك التطوير والعمل علي الإستفادة من رسالات للماجستير والدكتوراه والابحاث القيمة التي تمت داخل أروقة الأزهر پلتنقية التفسير مما يسمي بالاسرائيليات مؤكدا دوما أننا پبحاجة الي اعادة النظر وليس الحذف. والتعديل فعلي سبيل المثال نقوم بالتعليق عليها بهوامش في اسفل الصفحة نبين انها مدخولة او غير وثيقة حتي يحترس القاريء منها. وحذفها قد يفيد كما فعل الشيخ الصابوني حينما اخرج مختصر ابن كثير منقحا من كثير من الروايات غير الوثيقة واقتصر علي الصحيح منها. يقول الدكتور محمد الدسوقي أستاذ الشريعة بجامعة القاهرة : بلا شك فإن من أهم السلبيات الموجودة في المعاهد الأزهرية هو تدريس كتب التراث القديم دون تنقيح أو إعادة صياغتها وعرضها بما يتناسب مع الفكر العصري. وتطوير التعليم الأزهري لا بد أن يرتكز في المقام الأول علي نهج الإمام محمد عبده من حيث أهمية التربية. ومتابعة العلوم الجديدة. علي أن يشمل هذا التطوير الاهتمام باللغات الأجنبية. وإدخال كافة العلوم داخل المعاهد الأزهرية حتي تلك التي تتعلق بالتعليم الفني في إطار مواكبة العصر وملاءمة الواقع. وأكد د. الدسوقي: أن قضية تنقية كتب التراث تحتاج لمعالجة موضوعية جادة وواعية تدرك أن التراث فكر إنساني يعبر عن مفاهيم علماء الكتاب والسنة وأن هذا الفكر بشري لا يخلو من بعض الهفوات أو الاجتهادات التي يمكن الرد عليها. وأوضح: لكن هذا لا يعني أن تراثنا مليء بالأفكار الفاسدة فنحن ننفرد بأن تراثنا صدي لعقيدتنا وأن بعض الذين يتخذون من الروايات الضعيفة أو المدسوسة عمداً في تراثنا نيتهم فاسدة ولديهم أهداف خاصة حول الطعن في كل التراث الإسلامي ودوره الحضاري. كي لا يعترفون باسهاماته في بناء الحضارة الإنسانية. علي الرغم من أن الإسلام في الأندلس وغيرها ساعد الغرب علي التقدم والخروج من عصر الظلام عندما تم نقل الفكر والنتاج العلمي لعلماء الإسلام وترجموا كتب التراث وفي مرحلة تالية درسوا هذا التراث جيداً بهدف التعرف علي الشخصية العربية الإسلامية قبل. پتوجههم لاستعمار عالمنا الإسلامي . كما أنه لا يستطيع أحد أن ينكر وجود ملايين الكتب والمخطوطات العربية الإسلامية في مكتبات أوروبا. وأضاف د. دسوقي: إن الذين يتعقبون ما دس في تراث الأمة من أفكار غير إسلامية ويهاجمون الصحابة يسعون للطعن في الإسلام وليس الصحابة والتشكيك في كل الثوابت الإسلامية مما يعد ظاهرة مخطط لها من جهات معينة تخدم أعداء الإسلام ولا تسعي للحرية الفكرية كما يدعون. وقال : إبان هذا الصراع الذي تتعرض له الأمة من حروب ساخنة وباردة كي لا تحقق نهضة أو مستقبلاً كريماً يجب علي المؤسسات الإسلامية أن تهتم بالرد علي هذه الافتراءات خاصة إذا كانت ممن يحملون أسماء إسلامية ومطلوب من الأزهر الشريف ومجمع البحوث الإسلامية بذل مزيد من الجهد لتفنيد هذه الأباطيل. أما السكوت فخطأ كبير يزيد من مساعي أعدائنا للنيل من ديننا. كما يجب أن نبين أن قضية تنقية كتب التراث لاتمثل مشكلة تقلقنا لأنه يمكن معالجتها خاصة أن العلماء قديماً وحديثاً تنبهوا إليها وكتبوا فيها أبحاثاً وردوا عليها بطريقة موضوعية غاية في الوضوح والدقة. ويري د. محمد أبوليلة الأستاذ بجامعة الأزهر: إن تنقية كتب التراث الديني من الشوائب أمر مطلوب فمنذ عهد الخلفاء الراشدين كان الصحابة لا يأخذون إلا من أهل العدل والثقات ويتركون أهل الفسق والبدع فلا ينقلون عنهم بل ويحذرون منهم. وعلي هذا الأساس لابد أن يستمر العلماء ليخرجوا للناس الصحيح من خلال منهج واضح منضبط لقطع الطريق علي المتشككين ومن يطلقون الشبهات والإفتراءات ضد الإسلام. وأضاف أبوليلة: مع الأخذ في الاعتبار أن هناك فئة يحاولون استغلال هذا المنهج لينادوا بالتخلي عن بعض المسلمات الدينية. بزعم أن هذا هو سبيل التقدم وهدفهم محاولة إقتلاع الهوية الإسلامية والاستعاضة عنها بالهويات الغربية. مما يجعلهم يمثلون الجانب الآخر من التطرف مقابل الفريق الذي يرفض المساس بكتب التراث وتنقيتها من الشوائب العالقة بها . ولذا وجب التحذير وبشدة عند التعامل مع هذه القضية التي يجب معالجتها من خلال المصادر الصحيحة المتمثلة في العقل والنقل علي أن تتبناها هيئات ومؤسسات دينية رسمية حتي لا يظل الإسلام أسيراً لأقوال وفتاوي پلا تمت له بصلة ولا تعبر عن حقيقته وجوهره. وأنا أذكر في هذا السياق حديثاً ورد في مسند ابن ماجة جاء فيه حدثنا بن خلف عن عبدالأعلي عن محمد بن اسحاق عن عبدالله بن أبي بكر عن عائشة قالت: ?لقد نزلت آية الرجم ورضاعة الكبير عشرا ولقد كان في صحيفة تحت سريري فلما مات رسول الله ¢ وتشاغلنا بموته دخل واجن فأكلها¢ وهو بالطبع حديث مدسوس ولكنه للأسف موجود ولهذا فنحن في حاجة لمشروع قومي لتنقية كتب التراث؟