في الوقت الذي يُصدِّر فيه الأزهر علم الإسلام إلي كل بقاع الدنيا.ويقف المسلمون في العالم كله إجلالا وتقديرا لرسالة هذا المعهد العظيم. والمتمثلة في حفظ بيضة الدين. وتعليم البشر أخلاق سيد المرسلين. ودفع شبهات المبطلين في كل وقت وحين. نري في بلادنا فئة من الكتّاب والإعلاميين أشباه الرجال يحملون أقلاما مسمومة تسطرمقالات تحمل أخبث الكلمات وأوهن العبارات تجاه أزهرنا الشريف. وشيخه الفاضل وعلمائه الأجلاء! فيكتبون بشراسة فاقت الوصف ¢أن الأزهر يكبت الحريات ويدعو إلي الفتنة في البلاد. وهو مقصر في أداء رسالته تجاه وطنه وبلده¢!! وأحدث المقالات في ذلك. مقالة كتبها شخص نكرة بعنوان ¢عفوا شيخ الأزهر لقد فاض الكيل¢ و لا أدري وربي- من اسمه.. - هل هو ذكر أم أنثي.. ولا يعنينا ذلك لأنه أيا كان فهو نكرة مجهولة.. ولكن نعتب علي من سمح له بكتابة تلك السطور الوفيرة. والتي ظهرت في هيئة مقال تفتري علي الأزهر وشيخه الكذب. ويدَّعي صاحبها أن علماء الأزهر دون استثناء غابوا عن الساحة في البلاد. وأنهم لم يشاركوا في أمن البلاد.. ولم يتعاونوا ضد الإرهاب والتكفير ولم يقفوا ضد داعش ولا ضد ختان الإناث وحفلات النكاح في العراق وما يجري في ليبيا وحدود مصر ثم يختم بمطالبة إمام الأزهر بترك منصبه لغيره. وهكذا بلا وعي يريد الكاتب الهمام أن يقوم شيخ الأزهر وعلماؤه الأفاضل بأعمال شيخ الخفراء في القري والنجوع ويمسكون بعصا في تتبع الختان وحفلات النكاح وهجمات في العراق ومسائل الحدود مع غزة وليبيا وغير ذلك. ولا ادري لماذا نسي أن يكتب بإسناد أعمال أخري للأزهر وعلمائه لينزلوا في الأسواق ومتابعة بائعي الجرائد والساندوتشات في الميادين والشوارع إلي غير ذلك من الهرطقات؟!!! هذا الخطاب الإعلامي اللا مسئول تجاه الأزهر وشيخه لا أدري كيف يسمح به ليصل إلي الناس بهذه الطريقة الهابطة؟ وكيف لا تراعي حرمة إمام المسلمين في العالم كله؟ إمام الأزهر الآن؟ هذا الرجل الذي لا تدافع عنه إلا أعماله في مقاومة التكفير ونشر الوسطية بين المسلمين ودعواته للحفاظ علي أمن النفس والمال والعرض والوطن وله باع في كل ما ظنه هؤلاء أنه قد غاب عنه من قضايا تنفع الوطن والدين. ولماذا دائما محاولات توريط الأزهر في أمور لا علاقة له بها بل هي من اختصاصات غيره؟ هل المقصود أن تقل هيبة الأزهر ليفقد مرجعيته في العالم ؟ ولا يولّي المسلمون وجوههم شطر أزهر مصر ولا بلاد مصروالتي عرفت بأزهرها الشريف. فما ذكرت مصر لدي أبناء العالم إلا وحضر اسم الأزهر وما ذكر الأزهر إلا وحضر اسم مصر؟ أم المقصود محاربة رسالة الأزهرالدينية بل محاربة الدين وتعاليمه وهزّ أركانه في القلوب من استجابة لدعوات مدرسة الإلحاد العالمية والتي ظهر نجمها بقوة- بعد أن كانت مختفية من قبل - بعد الحادي عشر من سبتمبر 2001م -وهذا ما نعتقده.. حيث تم النظرمن أصحاب هذ المدرسة إلي الدين بعيون إلحادية غربية فتصوروا أن الدين هو سبب مشاكل العالم وأن التطرف والإرهاب صناعة دينية وأن الدين بوجه عام ما أوجده إلا أصحاب المصالح السياسية والاقتصادية ليخدّروا الناس به - تماما كما كان سائدا في المدرسة الماركسية في القرن السابق.. لذا دأب أصحاب هذه المدرسة علي محاربة كل من ينتمون للأديان عامة وللدين الإسلامي خاصة بل أوجدوا لأنفسهم بعد أحداث سبتمبر جمعيات أهلية ومواقع الكترونية وفروعا في كل أنحاء العالم ودعوا أتباعهم ألا يكونوا رحماء بالمؤمنين بالدين خاصة الدين الإسلامي الذي يُقبل عليه الناس بقوة بل أخرج لهم زعيمهم ¢هارتس¢كتابا يسمي ¢ أوهام الدين ¢ ليؤكد أن الدين أكذوبة وصناعة بشرية وأنه كارثة.. ولما كانت مصر هي رئة المسلمين في العلم الديني بأزهرها. أوقفوا أوقافا لأفراخ لهم في مصر المحروسة ليسلطوا أقلامهم المسمومة علي كل من يحمل الدين أو ينشر رسالة الدين للمسلمين أو يتفوه بكلمة توقر شرع رب العالمين. ولما كان الأزهر هو الذي شرفه المولي بذلك وارتضي منهجه مسلمو العالم وأرسلوا أولادهم من بقاع الدنيا إلي قاعاته لينهلوا من مياهه العلمية العذبة صوّب مجندو المدرسة الإلحادية الغربية هذه أقلامهم تجاهه. وتنمّروا به وأردوا أن يعترضوا علي كل مواقفه التي يحمي بها ثوابت الدين فرأيناهم في الفضائيات ورأينا كتاباتهم في الصحف والمجلات ضد شيخه وعلمائه بهذه الشراسة التي حملها قلم الكاتب الذي نحن بصدد الحديث عن مقاله. بل وأقلام مسمومة مثله غير قليلة لا همَّ لها سوي عض أيادي حماة الدين عامة والأزهر خاصة. ونقول لهؤلاء جميعا: انتبهوا. فما أنتم إلا أداة في يد من يكرهون الدين في العالم من الملحدين والكارهين لكل فضيلة. والدين لا يمكن أن يُنزع من قلوب شرح الله صدرها للإسلام واحترم أصحابها علماء الإسلام. واعلموا أن الأزهر متنبّه تماما لكيد الكائدين وسيؤدي مهمته بقوة في الدفاع عن نقاء العقيدة ونشر الوسطية ومحاربة كل دخيل ولو كره الكارهون و¢موتوا بغيظكم¢.