طالب الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر القائمين علي المسلسلات والأفلام التي تعرض الآن علي الناس بألا يذهبوا بالبقية الباقية من الحياء عند أبنائنا وبناتنا مشيرا إلي أنه يبدو أن هناك فكرة شيطانية خبيثة تهدف إلي تعويد البنات وتعويد الأولاد علي عدم الحياء. والأعمال الفنية التي تُشَجِّع النشء الصغير علي عدم الحياء. لا تُعَبِّر عنَّا. ولا تُعَبِّر عن مجتمعنا ولا عن مشكلاته. ولا تُعَبِّر عن بيوتنا ولا تُعَبِّر عن بِلادنا. فهؤلاء أناس يعيشون في أبراج عاجية ويُعَبِّرونَ عن مشاكلهم هُم. أمَّا الشَّعب. فهو غير ما يصورنه. ولذلك هم لا يُعَبِّرونَ عنَّه. ولا عن أحلامه. ولا يَشعرون بآلامه. وأضاف الطيب تعليقا علي الأعمال الفنية التي عرضت في رمضان ووفي عيد الفطر أن الحياء هو حالة تعتري الإنسان السويَّ الذي لم تتشوه فطرته حينما يخشي من لوم الآخرين عليه في فعلي. أو في قولي من الأقوال. وهو خُلُقى يبعث علي فعل الحسن وترك القبيح. وذلك أن هناك تغيرات نفسية داخلية وخارجية تمنع الإنسان من فعل القبيح أو قوله حين يريد الإقدام عليه. وتدفعه دائمًا إلي فعل الشيء الحسن. وهذا ما يتوافق مع فطرة الإنسان التي جُبِلَ عليها» إلا أن الكثيرين الذين يخرجون علي هذا الخُلُق أو هذه الطبيعة أو هذه الفطرة. يريدون للناس أن يتخلوا عن حيائهم. وأن يأتوا من الأفعال ما قد تستحيي منه الحيوانات. ومع ذلك لا يجدون حرجا أو بأسًا في أن يفعلوا مثل هذه الأفعال. أكد شيخ الأزهر أن الحياء خُلُق من الأخلاق الحميدة. ومن عظمته أن الله تعالي اتصف به. فالنبي - صلي الله عليه وسلم - كان يقول: ¢ إِنَّ رَبَّكُمْ حَيِيىّ كَرِيمى يَسْتَحِي مِنْ عَبْدِهِ إِذَا رَفَعَ يَدَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا لَيسَ فِيهِمَا شَيئًا¢. فاتصاف الله تعالي بصفة الحياء. يؤكد رفعة هذا الخلق. وقد اتصف به أيضًا النبي - صلي الله عليه وسلم. فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: ¢ كان النبيُّ- صلي الله عليه وسلم أشدَّ حياءً من العذراء في خِدْرِها¢ أي: في خيمتها أو في شأنها. والقرآن الكريم وصفه - صلي الله عليه وسلم بأنه يستحيي في قوله: "فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثي إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ" الأحزاب: 53. فالقرآن الكريم يصف النبي - صلي الله عليه وسلم بأنه يستحيي. حيث تأذَّي النبي - صلي الله عليه وسلم من بقائهم بعد أن طعموا. ولكنه استحيا أن يطلب منهم أن يقوموا عنه. أو أن يتركوه و الحياء قرين الإيمان. قرن بينهما النبي- صلي الله عليه وسلم في قوله: ¢الحياءُ والإيمانُ قرناءُ جميعاً. فإذا رُفِعَ أحدُهما رُفع الآخر¢ وهذا ما نراه واقعا في حياتنا العامة. حيث تجد بضاعة منعدمي الحياء. من الإيمان والتقوي والدين. رقيقة وقليلة وتافهة جدًا. بخلاف مَنْ يستحيي. فإنه يستحي من الله. بل بعض الناس يستحيي من الملائكة التي لا تراها.