شاءت ارادة الله تعالي أن تستقبل قرية ميت فضالة مركز أجا دقهلية عام 1928 المولود حافظ محمود الصانع الذي قدر الله تعالي له أن يحرم من نعمة البصر وعوضه بنعمة البصيرة .. ولأن القرية "مسقط رأسه" كانت مشهورة ومازالت بحب اهلها للعلم والعلماء وقراء القرآن لذا فقد وهبه والده لخدمة القرآن الكريم والعلم .. وبالفعل تتحقق امنية الاب ويصبح الابن فيما بعد من اشهر علماء القرآن الكريم والقراءات بالداخل والخارج بالاخص في المملكة العربية السعودية التي درس لابنائها علم القراءات لمدة اربعة اعوام مما جعلهم يتمسكون به الا انه اصر علي العودة الي مصر لخدمة دينه ووطنه وطلبة العلم الذين وصفهم بالمشاعل التي ستضيئ طريق العلم للاجيال القادمة التي ستحمل الراية من بعدنا ان شاء الله .. ولأن الله تعالي قد تعهد بحفظ كتابة الكريم لذا نجد ما بين الحين والحين من يحفظ كتابه عن ظهر قلب امثال الشيخ حافظ الصانع ويقوم بتعليمه للآخرين .. وكعادتها في اداء رسالتها السامية بتكريم العلماء وحملة القرآن والنوابغ التقت عقيدتي العالم الجليل الشيخ حافظ الصانع واجرت الحوارالتالي: * في البداية اسألكم عن رحلتكم مع القرآن الكريم ومتي بدأت؟ * * بحمد الله تعالي شرفني ربي بحفظ كتابه في سن العاشرة علي يد فضيلة الشيخ ابراهيم الزمزمي وجودته علي فضيلة الشيخ السعيد محمد العوضي. وأري ان تلك الرحلة قد بدأت مبكرا حيث أن شيخي الذي تعلمت القرآن علي يديه قد اشركني معه في تعليم التلاميذ بكتابه وتكرر نفس المشهد مع شيخي الذي جودت القرآن علي يديه حيث اسند إلي القيام بتعليم التلاميذ والطلبة الجدد بالكتاب .. ثم نزحت الي مدينة القاهرة والتحقت بمعهد القراءات الذي كان ملحقا بكلية اللغة العربية وهناك شرفت بالتلمذة علي يد اعلام القراءات علي مستوي الدنيا المشايخ الافاضل : عامر عثمان .. رؤوف سالم .. رزق خليل حبة وبحمد الله كان نجاحي بشهادة التجويد عام 1959 حيث حصلت علي المركز الرابع علي مستوي الجمهورية وفي عام 1963 حصلت علي الشهادة العالمية وفي عام 1967 جاء ترتيبي الأول علي الجمهورية في شهادة التخصص ثم عينت مدرسا لعلم القراءات والتجويد بمعهد المنصورة الديني ثم وفقني ربي للحصول علي ليسانس الدراسات الاسلامية والعربية شعبة عامة عام 1973. * وماذا عن رحلتكم الي المملكة العربية السعودية وما الذي دفعكم للعودة؟ * * لقد كانت رحلة موفقة جداً وكم كنت سعيدا بها حيث كنت اجد الحفاوة البالغة منهم وتوقيرهم للعلم والعلماء وحرصهم علي التعلم وكانوا كلما قربت المدة علي الانتهاء اجدهم يلحون علي في الطلب بأن ابقي معهم حتي لو ادي الامر لأن اظل معهم طوال عمري .. أصررت علي العودة الي مصر من اجل خدمة ديني ووطني وطلبة العلم الذين هم في امس الحاجة اي تحصيل علم القراءات وتثبيته نظرا لندرة معلميه واري أنه من الأمانة أن اؤدي رسالتي العلمية تجاه أبناء بلدي وخلاف ذلك اعتبره خيانة ليس لطلبة العلم في مصر فقط بل للوطن بالكمله. * وما الذي قدمته نافعاً لطلبة العلم في مصربعد العودة؟ * * بحمد الله سجلت لهم أشرطة كاسيت لشرح متون الطيبة .. والشاطبية .. والدرة كما اقوم بتدريس القراءات والاقراء واعطاء الاجازات الي اليوم. * واخيرا .. ماذا يمثل لكم القرآن وهل كان فقد البصر نقمة أم نعمة من وجهة نظركم؟ * * القرآن بالنسبة لي كل شئ في حياتي حيث أري أنه سر الوجود وأمل الحياة ولا اتخيل حياتي بدونه .. اشعر بأنوار القرآن تتلألأ بداخلي والخلاصة انني بحمد الله ما كان لي ان اتخطي حاجز المحلية الي العالمية الا بالقرآن الكريم .. احمد الله ربي ان جعلني مكفوف البصر لتضاء بصيرتي بأنوار كلام الله عز وجل. * قلت للشيخ حافظ وما هي حكايتكم مع عضوية المقرأة بوزارة الاوقاف * * للاسف الشديد بعد قرارات وزير الأوقاف الأخيرة باختبار كل شيوخ المقارئ فوجئت بإشارة تليفونية من الاوقاف بضرورة ذهابي الي الوزارة للاختبار في القرآن الكريم بعد تدريسي لعلوم القرآن والقراءات لأكثر من 50 عاما وأنا عضو مقرأة منذ عام 1972 وتتلمذت علي أساتذة القراءات في مصر الشيخ عامر عثمان والشيخ عبدالفتاح القاضي لذلك فانا عاتب علي وزير الاوقاف الذي لم يفرق في قراراته بين العالم والمبتدئ فهل يعقل أن أخضع لاختبارات من أحفادي بعدرحلتي الطويلة مع القرآن الكريم.