قال تعالى: «ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا»، وهذا نموذج طيب لطفل صغير عمره لم يتعد 13 عاماً، لكنه بمثابة العالم الكبير، استطاع أن يحقق ما لم يحققه العلماء الكبار، فقد اتخذ شريف سيد مصطفى منذ سنى حياته الأولى حفظ القرآن الكريم طريقاً لحياته ليتمكن في عمر السابعة وفي ثلاثة أشهر فقط من حفظ القرآن الكريم كاملاً، بل وحصل على اجازة في القراءات العشر في 6 أشهر فقط، ولم يقتصر جهده على حفظ القرآن فقط، بل حفظ 11 ألف حديث نبوي من البخاري ومسلم، وكرم في العديد من المسابقات المحلية والدولية والعالمية، وحصل على أكثر من 75 شهادة تقدير في مسابقات القرآن الكريم على مختلف المستويات، وبالرغم من أن الطريق كان شاقاً لكن كله انجازات، ولم يخل الوالد بجهد أو مال في سبيل أن يرى ثمرة ما غرسه في أولاده تنمو أمام عينيه، «الوفد» ذهبت اليه في منشأة ناصر، حيث يقطن هناك وسط أسرته القرآنية، ومن ثم حاورته وهذا نص الحوار: في البداية نود نبذة بسيطة عن حياتك؟ - اسمي شريف سيد مصطفى، أبلغ من العمر 13 عاماً وأدرس بالصف الثالث الاعدادي الأزهري، وبفضل الله وجهد اسرتي ومساندتهم لي حفظت القرآن في سن مبكرة بالاضافة الى المتون والقراءات العشر والأحاديث النبوية الشريفة، وأخطب الجمعة وأجيد فن الانشاد الديني أيضاً. حدثنا عن رحلتك مع كتاب الله؟ - عندما كنت صغيراً كنت أستمع للمصحف المعلم للشيخ الحصري في سن الرابعة من عمري، وكنت أردد وراءه، وغيره من المشايخ الكبار، فشعر والدي بأن ملكة الحفظ لدى سريعة، فذهب بي الى دار تحفيظ القرآن الكريم وحفظت القرآن حتى السابعة من عمري، وقد تفرغ والدي لي، وأخذ يعطيني برنامجاً يومياً في حفظ القرآن، وبدأ معي بنصف صفحة كنت أحفظها وأسمعها أمامه حتى وصلت الى أن أحفظ عشر صفحات في اليوم الواحد، وكان الأمر يسيراً بالنسبة لي وممتعاً ودائما ما كان يشجعني والدي ويحفزني مادياً ومعنوياً، ولم يبخل علىَّ بشىء حتى ختمت حفظ القرآن الكريم في ثلاثة أشهر فقط. وكم المدة التي حفظت فيها القراءات العشر؟ - بفضل الله بدأت حفظ القراءات العشر من سن التاسعة وأتممتها في ستة أشهر، وهى عادة تؤخذ وتدرس في 8 سنوات، فكان هذا حافزاً لبذل مجهود أكبر وتكثيف الدورات، فكنت في الشهر الواحد أحفظ ما يتم حفظه في 6 أشهر أو 12 شهراً، وكنت أراجع وأحفظ حوالي 20 ساعة يومياً في القراءات العشر وحفظ المتون، وكنت أسمع القراءات على يد الشيخ سيد هارون أستاذي ومعلمي حفظه الله وكان يراجع معي كثيراً حتى حفظته في 6 أشهر فقط والحمد لله. هل اقتصر جهدك على حفظ القرآن فقط؟ - لا.. بل حفظت أحاديث البخاري ومسلم وما انفرد به الشيخان وعددها 11 ألف حديث في 40 يوماً، ثم درست الفقه الحنفي والفقه الشافعي وعلم العروض وعلم رسم المصحف وأحفظ تفسير الجلالين، كما أدرس الآن علم مقارنة الأديان وأحفظ 48 إنجيلا و84 توراة و23 زابورا، وأحفظ متن التحفة والجزرية والشاطبية والدرة وأجزاء من ألفية ابن مالك ونونية ابن القيم. ما أهم الجوائز والتكريمات التي حصلت عليها؟ - حصلت على المركز الأول في مسابقة الأزهر الشريف لعامين متتاليين «2010 - 2011»، ومثلت مصر في مسابقة البحرين، وحصلت على المركز الأول في مسابقة الخرافي 2011 والمركز الثالث بمسابقة الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن بالسعودية، والمركز الأول في مسابقات تاج القرآن وحصلت على أكثر من 75 شهادة تقدير على مستويات مختلفة، وتم تكريمي في العديد من الدول العربية والاسلامية، وتم اختياري مؤخراً سفير العرب للطفولة من قبل اتحاد السفراء العرب. بصراحة.. إلى من ترجع هذا الفضل في حفظك للقرآن؟ - الحمد لله والفضل كله لله، أولاً وأخيراً الذي منّ الله علىَّ به من نعمته بأن وهبني ملكة الحفظ السريع، وغرس في قلبي حب كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، بالاضافة الى اهتمام أسرتي، فلم يبخل والدي ووالدتي علىَّ بجهد، فقد فرغ والدي وقتها وانتقل معي الى أماكن كثيرة في رحلتي لحفظ القرآن ومتونه وقراءاته، فقد ذهب معي للمحلة الكبرى وكفر الشيخ لطلب العلم على يد الشيخ سيد هارون أبو الدهب، والأحاديث النبوية في ثبت الأمير من د. علي توفيق النحاس، وقد أجزت من الشيخ مصباح ابراهيم الشيخ امام الجامع الابراهيمي الدسوقي، وهو من أعلى الأسانيد في العالم وحصلت على اجازة في حفظ أحاديث الصحيحين من الشيخ وحيد عبد السلام بالي. أخيراً.. ما طموحاتك وأمنياتك؟ - أضع دائما أمنية والدى نصب عيني، فقد قال لي: «أتمنى أن أراك أفضل عالم في الأرض لنشر مبادئ الدين الحنيف ومبادئه السامية وأن ينفعل بك البشرية كلها.. وأن أصبح طبيباً وأدعو الله أن أحقق أمنية والدي جزاء ما قدم لي.