لم تمنعه نشأته داخل قرية معدومة الخدمات ومنسية من حسابات المسئولين من أن يتفوق ويحفظ القرآن الكريم كاملًا بإجازة في القراءات العشر، فرغم أن عمره لم يتجاوز العاشرة لكن لديه من اللباقة والثقافة ما يجعلك تشعر أنه رجل على اعتاب الأربعين. أتم الطفل "أحمد عبدالهادي أحمد" حفظه للقرآن الكريم في السابعة من عمره على يد شيوخ قريته والقرى المجاورة له. ورغم حداثة سنه إلا أنه أتم دراسته للقراءات العشر وأنهى قراءته للشاطبية عزبة" أبوعطوة " بالمحسمة القديمة التي تجاورها مناطق "الشيخ سليم" وتتمركز بها بؤر إجرامية وينعدم فيها التواجد الأمني وتنتشر بها أعمال البلطجة لم تمنع "أحمد" من أن يتحدى البيئة المحيطة به ليقدم نموذجًا صالحًا ناجحًا. وقريته تعاني من انعدام خدمات الصرف الصحي ونقص الخبز وتأزم المواصلات لم تقف حائلًا أمام الطفل للوصول للعالمية. هذا الطفل الذكي كسر الجمود الفكري الذي يوجه حافظ القرآن لمنابر المساجد فقط فأعلن منذ صغره أنه يحفظ القرآن ليكون له دليلًا وعونًا على تحقيق حلمه في أن يكون رائدًا للفضاء. فاستغرق في قراءة الكتب العلمية وخاصة علوم الهندسة والفضاء متمنيًا أن يلتحق بالهندسة ويتخصص في دراسة الفيزياء وعلوم الفضاء ليصعد الفضاء. أحمد التلميذ بالصف الثالث الابتدائي بمدرسة الشيخ سليم الابتدائية بقرية المحسمة القديمة بالإسماعيلية يحصد كل عام المركز الأول على أقرانه في مدرسته. وحصل على المركز الأول في مسابقة "الماهر بالقرآن"على مستوى الجمهورية وعلى المركز السابع على مستوى العالم الإسلامي كأصغر حافظ للقرآن الكريم. لباقته وخفة الظل التي يمتاز بها وثقافته الواسعة التي تتعدى سنه الصغير لفتت الانظار إليه. وما أبهر الجميع أن تخرج كل هذه المواهب من طفل قروي يعيش في قرية فقيرة محرومة في الخدمات وتتدنى بها المرافق العامة . يقول أحمد "بدأت حفظ القرآن الكريم وأنا في الخامسة من عمري داخل مسجد القرية وتتلمذت على يد الشيوخ محمود القطاوي ومصطفى عبدالمتجلي وإبراهيم مسلم وسيد الجاويش، ومنذ بدء حفظي لآيات القرآن الكريم كنت أجد سهولة ويسر في الحفظ خاصة أن والدي ووالدتي كانوا يشجعونني على الحفظ ويراجعون معي كل ما أحفظه أولا بأول وفي أقل من 3 سنوات كنت قد اتممت بفضل الله حفظ القرآن كاملًا. ويضيف أحمد "تقدمت في عدة مسابقات على المستوى المحلي وبعضها على المستوى الدولي وكان اهمها مسابقة الماهر بالقرآن "لصغار حفظة القرآن "حيث حصلت على المركز السابع على مستوى العالم الإسلامي وهذ المركز اثلج صدري وكنت كلما تقدمت في حفظ كتاب الله استشعر بنور روحاني يزداد داخلي من عند الله تعالي. ويؤكد أنه رغم حفظه لكتاب الله فإن أحلامه وطموحاته لا تقتصر على الدعوة داخل المساجد وإنما الدعوة بأخلاق القرآن بين زملائه في المدرسة وبين اقرانه في النادي أثناء تدريبه على كرة القدم. وأيضا طموحاته في أن يدرس العلوم التطبيقية وخاصة الهندسة ليحقق حلمه في أن يكون رائدًا للفضاء.