في عزيمة واصرار شديد تحولت الإعاقة إلي دافع كبير للتفوق والنجاح.. فلم يستسلم المواطن محمد عبدالحافظ - مدرس التربية الرياضية بمنية النصر لإعاقة ولديه هاني - وهو كفيف البصر. وأحمد المعاق بشلل الأطفال.. وسبحان الله.. بعزيمة وهمة أخذ الأب علي عاتقه أن يجعل القرآن الكريم ربيع قلبه وقلب ولديه. فما كان منه إلا ان عمل علي توفير المناخ المناسب لهما في تمكين أداء الرسالة وهي حفظ القرآن الكريم وتجويده بطريقة صحيحة. فألحقهما بالأزهر الشريف ومعهد القراءات بعدما ختما القرآن الكريم حفظاً وتجويداً. فها هو هاني.. الابن الأكبر.. يعد مثالاً يفتخر به كل مصري فرغم انه كفيف البصر إلا أنه استطاع بتوفيق من الله تعالي ان يحصل علي المركز الأول في القراءات العشر علي مستوي العالم. يقول هاني: منذ عدة أعوام حضرت حفلاً لتكريمي في حفظ القرآن وحين قرأت في الحفل الذي يحضره العديد من الوفود من الدول العربية والإسلامية وجدت رجلاً يقترب مني ويطلب رقم "هاتفي" ثم فوجئت بعدها بأسبوعين باتصال من إمارة الشارقة وطلب مني ان اقرأ عبر التليفون.. بعدها أرسلوا لي دعوة بصحبة والدي لتكريمي في الامارات وبحمد الله قرأت هناك في أربع حفلات.. ثم قرأت في الحفل الختامي أمام أمير الشارقة د. محمد بن سلطان القاسمي - الذي منحني درعاً ذهبية وجائزة مالية بعدما أثني عليَّ وعلي أدائي في القرآن الكريم. المسابقة الدولية ويعد هاني الأول علي معهد القراءات بمراحله المختلفة تخرج فيه والتحق بكلية أصول الدين والدعوة الإسلامية بالمنصورة والتي يدرس فيها الآن.. وأكرمه الله تعالي بالحصول علي المركز الأول في المسابقة الدولية لحفظ القرآن الكريم ثم الأول علي مستوي العالم في القراءات العشر عام .2008 ويضيف مَنَّ الله سبحانه وتعالي عليَّ بنعمة القرآن والتي ليس بعدها نعمة فقد وهبني الله تعالي من خلالها حب الناس.. وأجيد تقليد القراء العمالقة الشيخ محمد عبدالعزيز حصان. والشيخ الشحات محمد أنور. والشيخ محمد الليثي.. وأدين بالفضل لوالدي والدور العظيم الذي لعبه في حياتي بعد الله سبحانه وتعالي فيما وصلت إليه من مكانة عليا بين الناس. القراءات العشر أما الأخ أحمد.. فقد مَنَّ الله سبحانه وتعالي عليه بحفظ وتجويد القرآن وقراءته بالقراءات العشر حيث يعد من القلائل في تقديم المدارس القرآنية الكبري في دنيا التلاوة فهو يجيد أيضاً تقليد المشايخ مصطفي إسماعيل ومحمد السيد ضيف وعبدالوهاب الطنطاوي. ورغم أن "أحمد".. وُلد مشلولاً ولا يستطيع السير إلا بواسطة والده إلا انه استطاع ان يحصل علي المركز الأول علي مستوي الجمهورية في حفظ القرآن الكريم وتجويده وفي علم القراءات العشر.. ويدين بالفضل لكل من ساعده ووقف بجواره في حفظ وتعلم القرآن الكريم والقراءات القرآنية.