ما إن أعلن المهندس إبراهيم محلب الزيادة الجديدة في أسعار الطاقة. إلا وانهالت الألسنة مستنكرة لهذه الزيادة. وانطلقت المزايدات علي الفقير. الأغنياء يزرفون دموع التماسيح حزناً علي أحوال الفقراء الجديدة. وخلال متابعتي الميدانية حول ردود فعل الشارع حول قرار زيادة أسعار الطاقة خرجت بمعلومة هامة وهي أن الفقير ساكت.. لا يبدو عليه الطامة الكبري. بينما الغني مستنكر.. متاجر بفقر الفقير. جلست مع سعاه.. مع مديرين في شركات بترول مع عاملين في شركات كبيرة.. فكانت الشكوي كل الشكوي من الاغنياء وتزداد الشكوي مراراً كلما ازداد الإنسان ثراء. أما الفقير فجلس كما هو وكما كان.. وكأنه يقول بينه وبين نفسه "ضربوا الأعور علي عينه.. قال مضروبة مضروبة!!" فالفقير ظروفه صعبة في كل الأحوال سواء مع ثراء الاثرياء أو مع تهاوي الاغنياء.. هو.. هو. أما الأثرياء.. فقد سمعت منهم من يقول: أختي مديرة كبيرة في إحدي الشركات الكبيرة تحصل علي "7000" جنيه في الشهر. ولما علمت بارتفاع أسعار الطاقة شدت في شعرها وانهارت كيف نعيش؟! شخص آخر يعمل مديراً في إحدي شركات البترول قال: "والله أنا بدور علي أي عقد عشان أخرج من البلد دي" علي فكرة هذا الشخص الذي يبكي لا يقل راتبه عن عشرة آلاف جنيه. وحينما أردت أن أتحدث مع هؤلاء قلت لهم لا نريد مزايدات بآلام الفقراء خاصة أن الكل منا تمتلئ جنبات بيته بكل الخيرات.. فمن يصعب عليه الفقير فليعطي الفقير من كنوزه التي كنزها خلال السنوات الماضية وبالتالي الفقير يعيش هو وأسرته في ظل هذه الظروف.. طبعاً عند هذا الحد لم يعقب أي من هؤلاء البكاءون.