تحالف النقابات المهنية الانتخابي.. يثير الجدل

مخاوف من اقحام النقابات في السياسة وإبعادها عن الدور الخدمي

أثار إعلان اتحاد النقابات المهنية عن تشكيل تحالف انتخابي وإعداد قائمة موحدة تضم 15 نقابة وفق معايير محددة لاختيار أعضاء النقابات المهنية الراغبين في الترشح لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة علي قائمة اتحاد النقابات المهنية حالة من القلق والجدل. حيث اعتبره البعض محاولة للزج بالنقابات المهنية في العمل السياسي وابعادها عن دورها في خدمة أعضائها مهنيا واجتماعيا ونقل الصراعات السياسية لداخلها مما يفجرها من الداخل. والذي عمق هذه المخاوف الاتجاه الي دخول شخصيات سياسية من خارج النقابات في هذا التحالف الانتخابي. بينما يري المدافعون عن الفكرة أن الهدف منها هو الدفع بكوادر شبابية ذات خلفية سياسية متميزة تليق بالمستوي الخاص بمجلس النواب القادم واقتحام العمل السياسي والاستفادة من امكانيتها العلمية لاثراء الواقع السياسي ومنع سيطرة الفلول والتيارات الدينية والعصبيات ورؤوس الاموال من السيطرة علي البرلمان.
وكان اتحاد النقابات المهنية. قد اعلن خوضه الانتخابات البرلمانية المقبلة بقائمة موحدة تضم 15 نقابة. وهي نقابات العلاج الطبيعي. والمحامين. والرياضيين. والموسيقيين. الاطباء البيطريين. والزراعيين. والعلميين. والاجتماعيين. والتجاريين. والمرشدين السياحيين. والفنون التطبيقية. والصيادلة. والتطبيقيين. والسينمائيين. والمهن التمثيلية وتم اختيار سامح عاشور. نقيب المحامين ورئيس اتحاد المحامين العرب لرئاسة التحالف حيث يعتبر هو صاحب مبادرة التحالف لخوض الانتخابات البرلمانية القادمة.وأكد الدكتور أسامة برهان نقيب الاجتماعيين. أن تكوين تحالف بين النقابات المهنية لخوض الانتخابات البرلمانية هدفه مواجهة ومنع سيطرة اصحاب رؤوس الأموال علي الانتخابات البرلمانية. مبينا أن المشاورات مستمرة للوصول لرؤية وموقف موحد. وسنعقد جلسات عمل ومؤتمرات لبحث الفكرة وتوسيع دائرة النقاش المجتمعي لخوض المهنيين الانتخابات المقبلة وسيشارك فيها شخصيات سياسية وعامة.
وقال سامح عاشور. نقيب المحامين. أن الظروف السياسية التي تمر بها مصر تستوجب اتحاد الأحزاب والنقابات في انتخابات البرلمان المقبل. مؤكدا أن التحالف ليس الهدف منه تقلد المناصب التنفيذية قبل اختبار اعضائه واختيارهم من الشعب. وانما طرح رؤية لخلق تحالفا وطنيا حقيقيا وبرلمانا قويا يستهدف إعلاء شأن الدستور وتطبيقه.وحذر ناجي الشهابي. المنسق العام لأحزاب التيار المدني الاجتماعي. من الزج بالنقابات المهنية في المعترك السياسي. مؤكدا أن التحالفات السياسية والانتخابية ينبغي أن تكون تحالفات بين شخصيات سياسية وقوي حزبية تمارس العمل السياسي وليس شخصيات مهنية وكيانات نقابية بعيدة عن العمل السياسي.
وشدد علي أن التحالف الانتخابي للنقابات لن يكون له أي فرص نجاح علي أرض الواقع ومصيره الفشل لافتقاره أساسيات العمل العام وغياب الشخصيات السياسية المتمرسة والتي لها رصيد شعبي في الشارع ولدي المواطنيين.ورفض المهندس طارق النبراوي. نقيب المهندسين. فكرة خوض النقابات المهنية الانتخابات. مشيرا الي أن دعوة اتحاد النقابات المهنية لترتيب تحالف نقابي انتخابي لخوض انتخابات مجلس النواب القادمة يعد عملا سياسيا وهو ليس من صميم عمل النقابات المهنية ولا من تقاليدها. وأوضح أن النقابات لا تمنع اعضائها من المشاركة السياسة وممارسة العمل السياسي بالصفة الشخصية. مضيفا أن الزج بالنقابات في العمل السياسي يحمل مخاطر تفجير النقابات بالصراعات السياسية وتفتيها وتقسيم اعضائها. ولهذا ينبغي علي النقابات أن تركز في دورها والارتقاء باعضائها مهنيا وعلميا واجتماعيا وتحقيق أفضل مكاسب مهنية وخدمية لهم.