* يسأل رمضان أبوالسعود من المنصورة: ذكر القرآن الكريم أهم الحوادث في حياة الرسول صلي الله عليه وسلم وهي حادثة الإفك.. فما الدروس التي يمكن أن يأخذها المسلم من خلال هذه الحادثة؟ ** يقول الشيخ عثمان عامر من علماء الازهر: تتلخص حادثة الافك في اتهام أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها- بالزنا زوراً وبهتاناً وإفكا. وقد حدث هذا عندما تخلفت أمنا السيدة عائشة- رضي الله عنها- عن الجيش ثم جاءت مع الصحابي صفوان بن المعطل- رضي الله عنه- محمولة علي بعيرة في هودج معززة مكرمة وكان ذلك في أعقاب غزوة بني المصطلق كما ذكر ذلك المحدثون: أمثال البخاري ومسلم. وأهل المغازي والسير: أمثال الواقدي والذهبي وابن سعد وأهل التفسير: أمثال الطبري وابن كثير والرازي. وعند مجئ السيدة عائشة- رضي الله عنها- مع الصحابي صفوان بن المعطل- رضي الله عنه- انطلقت الشائعات وانتشرت انتشار النار في الهشيم فعمت مجتمع المدينة بأسرة ولم تقتصر علي الاشخاص المعنيين بها ولا العائلات التي تنتمي إليها وكان القصد من هذه الشائعات هو النيل من النبي- صلي الله عليه وسلم- وأهل بيته. ومن هنا وجهت السهام إلي أقرب الناس إليه وألصقهم به وهي زوجة السيدة عائشة- رضي الله عنها. وقد روج لهذه الشائعات المنافقون وتولي كبرها عبدالله بن أبي بن سلول- زعيم المنافقين. ومن عجب أن السورة التي نزلت بسبب هذه الحادثة وفي أعقابها تسمي بسورة النور وهي السورة التي سمي الله تعالي نفسه فيها بالنور فقال تعالي: "الله نور السموات والأرض".. آية رقم 35 وقد جاءت لتحول ظلام المدينة الذي نشأ عن كذب الكذابين وإفك الأفاكين إلي نور يظهر الحقيقة واضحة جلية وذلك من خلال: 1- ست عشرة آية تبرئ أم المؤمنين السيدة عائشة- رضي الله عنها- اشتملت علي عدة دروس وعبر منها: أ- حث المؤمنين علي تغليب جانب التفاؤل في الحياة علي جانب التشاؤم فعلي المؤمن الا ينظر إلي الماضي إلا بمقدار أن يمسح الآثار السيئة المترتبة عليه ثم ينطلق سريعا إلي المستقبل أي أنه لايقف طويلا عندما يكره من الاقدار. فقد يأتيه الخير من الشر والشر من الخير والمرة من ؟؟. والمضرة من المسرة. قال تعالي: "إن الذين جاءوا بالافك عصبة منكم لاتحسبوه شرالكم بل هو خير لكم.." آية رقم 11 ب- تحذير جماعة المسلمين إذا سمعوا حديثاً مثل الذي سمعوه وسار بينهم قوم بفتنة كهذه التي حدثت أن يتحصنوا بحصن الظن الحسن بالمؤمنين والمؤمنات كما يظنون بأنفسهم. قال تعالي: "لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا" آية رقم 12 ج- نهي المسلمين عن التسرع في نقل الحديث وإشاعته بين الناس من غير ترو أو تدبر قال تعالي: "إذتلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ماليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم" آية رقم .15 ء- بيان سنة ثابتة من سنن الله تعالي في الكون وهي أن الطيبين يجعلهم الله تعالي من نصيب الطيبات والطيبات يجعلهن الله تعالي من نصيب الطيبين. ه- براءة السيدة عائشة- رضي الله عنها- مما افتري عليها زوراً وبهتانا براءة الذئب من دم ابن يعقوب براءة أعلت درجتها ورفعت منزلتها إلي يوم الدين قال تعالي: "الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات أولئك مبرءون مما يقولون.." آية رقم 26 2- اشتملت هذه السورة علي عدة تشريعات وآداب تحمي الاسرة المسلمة والمجتمع المسلم من الفساد واختلاط الانساب ومن ذلك: أ- تشريع الحدود: كحد الزنا وحد القذف وحد اللعان ب- آداب الاستئذان في دخول بيوت الغير ج- غض الأبصار وحفظ الفروج. ء- حرمة الاختلاط بين الرجال والنساء الاجنبيات.