منذ ثورة يناير وحتي اليوم انتشرت ظاهرة جديدة علي المجتمع المصري وهي الشتائم والتلاسن والسب والقذف في أي مكان وفي أي وقت .في قناة فضائية أو في برنامج أو علي مواقع التواصل الاجتماعي وفي الصحف أيضا . أصبح الشتم والسب واللعن مباحا ومتاحا بمجرد اختلافك مع آخر أو في حال هاجمك أي شخص. الالفاظ البذيئة والاباحية اصبح معتادا سماعها في أي وقت وفي أي مكان وحتي الأفلام والدراما التليفزيونية التي من المفترض أن ترتقي بأذواق المشاهدين لها أصبحت هي الأخري مرتعا لكل ماهو بذئ وأصبح معتادا أيضا سماع ألفاظ بذيئة وخارجة فيها.أما البرامج الحوارية والتوك شو فأصبحت مرتعا لهذه الألفاظ . وعلي مواقع التواصل وخاصة الفيس بوك فحدث ولا حرج مهازل بمعني الكلمة. والسؤال الآن كيف وصلنا لهذه المرحلة ؟ وهل اصبحت هذه هي لغة العصر الجديدة؟ اظهرت دراسة أجراها باحثون بكلية الآداب بجامعة القاهرة . أن برنامج ¢البرنامج¢ الذي يقدمه الإعلامي الساخر باسم يوسف. يساهم بدرجة ملحوظة في شيوع ¢الألفاظ البذيئة والإيحاءات الجنسية¢ بين أفراد المجتمع المصري. وجاء في الدراسة التي أجراها باحثون بقسم علم النفس: ¢لأول مرة في تاريخ مصر يتم تقديم برنامج يحمل الكثير من الشتائم والإيحاءات ليشاهده كل أفراد الأسرة المصرية مجتمعين. بل ويتم استخدام هذه الألفاظ للضحك بعد ذلك. من هذه الألفاظ كلمة "عمرو" التي تحمل معني آخر بالطبع. فهناك قطاعات كبيرة لم تسمع بالشتيمة المبطنة لها من قبل. بالإضافة إلي كلمة "فشخ" التي لم تكن دارجة قبل استخدام الإعلامي باسم يوسف لها¢. اقترحت الدراسة وقف إذاعة برنامج ¢البرنامج¢ حفاظًا علي القيم المصرية الأصيلة. والذوق العام الذي بات مهددًا بمزيد من البذاءات. كما جاء بالدراسة. طبعا وللانصاف نحن لا نحمل برنامج البرنامج سبب كل ماحدث للمجتمع المصري فنحن بطبيعتنا شعب لا نعرف لغة الخلاف ولا نجيد مناقضة الحجة بالحجة والرأي وبالرأي وعندما نشعر بضعف موقفنا نلجأ الي الشتيمة والسباب لانقاذ أنفسنا. بعد أن أعلن المشير السيسي ترشيح نفسه في الانتخابات لرئاسية فوجئنا جميعا بامرأة محسوبة علي الاعلام أسمها آيات العرابي تطلق هاشتاجا بذيئا جدا عن المشير السيسي استخدمت فيه لفظا دونيا قبيحا لم نعتاده بأي حال من الأحوال وأن يتم تبادله علنيا والأغرب أن يكون صادرا من امرأة والأغرب منه أن تساهم سيدات وفتيات في انتشار هذا الهاشتاج وكأن هذه الكلمة أصبحت عادية فهل الكره والغل السياسي سبب لأن يصبح كل شئ مباحا في مصر حتي الكلمات القبيحة؟ ظاهرة خطيرة تفسر الدكتورة هدي زكريا. استاذ علم الاجتماع - جامعة الزقازيق خطورة هذه الظاهرة علي المجتمع قائلة : بالفعل أصبحت ظاهرة خطيرة جدا علي المجتمع. اعتياد الشتم والسب والقذف شيء جديد علينا أولا وخطير ثانيا . لم يعد هناك ضابط ولا رابط لائ شئ نهائيا. كل من تسول له نفسه ان يقول كلمة يقولها بغض النظر عن معناها وخطورتها أو أن كانت مناسبة أو لا؟. وأضافت : نعيش حالة من الانفلات الاخلاقي بشكل كبير جدا وهي تحتاج الي وقفة حالا لانها يجب أن تنتهي من حياتنا فورا والمشكلة الأكبر أن أطفالنا الصغار شاهدون هذا وبطبيعة الحال يقلدونه ومع الوقت سيكون لدينا جيل خارج عن السيطرة الاخلاقية . وقالت الدكتور هدي : هناك حالة انفلات اعلامي كبيرة جدا نشاهدها في القنوات الفضائية والبرامج الحوارية والمسلسلات والأفلام ناهيك عما يحدث من مهازل علي صفحات التواصل الاجتماعي هي أمور كلها تحتاج الي مراجعة ووقفة حازمة حتي تنتهي وإن كنت لا أعتقد انها ستزول بسهولة أو بين ليلة وضحاها. عن حكم الشرع في تلك القضية يقول الدكتور محمد نبيل غنايم الأشهر الحرم لها فضل كبير بينه رسول الله صلي الله عليه وسلم وشهر رجب واحد من هذه الاشهر قال تعالي ¢إِن عدةَ الشهور عند الله اثْنَا عشر شهراِ في كتَاب اللّه يوم خلق السماوات والأَرض منها أَربعة حرم ذلك الدين الْقَيم فَلاَ تظْلمواْ فيهِن أَنفسكم.¢ومعني ولا تظلموا أنفسكم أن الظلم في هذه الأشهر خطيئة كبيرة جدا.ومن هذا الظلم الظلم بين العباد بعضهم بعضا ومنها التبابذ والسب والقذف والتطاول. واضاف الدكتور غنايم : هذه امور منهي عنها وحرام شرعا ويجب التوقف عنها فورا وان يكون شهر رجب فرصة كبيرة للتوبة عن هذه الافعال وان نتوقف عنها نهائيا. وأنهي الدكتور نبيل غنايم كلامه بدعوة من أدمنوا هذه الشتائم والألفاظ السيئة الي سرعة التوبة والاستغفار والاقلاع عنها في هذه الاشهر الحرم المباركة. مخالفة للدين يقول الدكتور عادل عبد الشكور . إمام مسجد عبد الرحمن بمدينة نصر : للأسف الشديد نحن أمام ظاهرة خطيرة ومنتشرة جدا هذه الأيام وهي السب والقذف والشتم واللعن وعلي أتفه الاسباب.تحول المجتمع الي نموذج سييء للغاية ما كنا نتمناه لنا أبدا. واضاف : نحن الان في شهر رجب وهو من الأشهر الحرم وبعده شعبان ثم رمضان وهي فرصة كبيرة لنتوقف عن هذا الفعل البغيض والحرام شرعا وان نعود السنتنا علي قول الخير وحده وعلي المسلم أن يحفظ لسانه عن الألفاظ البذيئة. ويعود نفسه علي الصمت أو قول الخير» فقد جاء في الصحيح ¢من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت¢.وقال صلي الله عليه وسلم: ليس المؤمن بالطعان. ولا اللعان. ولا الفاحش. ولا البذيء¢ . ومعلوم أن القذف يعد كبيرة من كبائر الذنوب. ولذلك شدد الإسلام العقوبة علي فاعله في الدنيا والآخرة.