الإنسان الإيجابي في الإسلام

بنظرة واقعية إلي الناس في هذه الأيام نري التشاؤم والضيق والكبت سمة من أبرز السمات التي تحل بالأكثرين بسبب ما يرونه من غيوم تحجب أنوار المستقبل ولا تنبئ عندهم عن انفراج مما يشكون .. وهذه عندي من النظرآت التشاؤمية التي تدمر الإنسان بل تدمر المجتمع بأسره وديننا لا يقبل ذلك وتعاليمه تقضي علي فيروسات اليأس دائما . فالإسان صنعة الرحمن والصانع دائما لا يترك صنعته للرياح تسيرها كيفما تشاء بل يتابعها بعطفه ورحمته لذا كرم الرحمن هذا الإنسان الذي صنعه بيده علي سائر المخلوقات ودعاه الي العمل والمسارعة في الخيرات¢ ومن أبطأ به عمله لم يسرع به حسبه ¢ فلابد أن يكون المسلم إيجابيا في حركته لا سلبيا. إذ الإيجابي هو الذي ينفع نفسه وغيره : ¢ وخير الناس أنفعهم للناس ¢ هكذا ورد عن رسول الرحمن. ومن يزعم أن ديننا يدعو إلي التواكل لا التوكل والسلبية لا الإيجابية فهو واهم جاهل . قال تعالي عن الإنسان السلبي . والإيجابي: إنهما لا يستويان في الدرجة عند ه سبحانه : "وضرب الله مثلا رجلين أحدهما أبكم لا يقدر علي شئ وهو كل ّ علي مولاه أينما يوجهه لا يأت بخير هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو علي صراط مستقيم". لا يمكن أن يستوي الذي أينما يوجه لا يأت بخير ولا ينفع أحدا بل دائما يشكو ويبكي ويلطم الخدود ويشق الجيوب ولا أمل له في المستقبل لا يمكن أن يستوي مع الإيجابي الذي يدعو للحق ويأمر بالعدل والإنصاف ويسير في الحياة علي صراط مستقيم مبتسما متفائلا آمله في الله كبير وعلي الله يتوكل ولا يتواكل. هذا الإنسان هو الذي ينفع ويفكر ويدبر ويساعد ولا يتأخر عن نفع الآخرين وهو الإيجابي الذي يحبه الله ورسوله والمؤمنون ولا يتشاءم أبدا ولا ييأس من روح الله مطلقا.. ولذا نعقد مقارنة بين الإنسان الإيجابي الذي يريده الإسلام وبين السلبي الذي ينفر منه الخير والإحسان : وذلك في نقاط لعلها تفيد القارئ. ونجملها فيما يلي : 1- الإنسان الإيجابي دائما تراه يفكر في الحلول . والإنسان السلبي دائما يفكر في المشكلات. 2- الإنسان الإيجابي لا تنضب أفكاره .. و الإنسان السلبي لا تنضب أعذاره! 3- الإنسان الإيجابي يساعد الآخرين ... والإنسان السلبي يتوقع المساعدة من الآخرين 4- الإنسان الإيجابي يري أن هناك حلاً لكل مشكلة ... والإنسان السلبي يري مشكلة في كل حل. 5- الإنسان الإيجابي يري الحل صعبًا لكنه ممكن .. و الإنسان السلبي يري الحل ممكنًا لكنه صعب. 6- الإنسان الإيجابي لديه آمالى يحققها .. و الإنسان السلبي لديه أوهام وأضغاث أحلام يبددها. 7- الإنسان الإيجابي يري في العمل أملا .. والإنسان السلبي يري في العمل ألما 8- الإنسان الإيجابي ينظر إلي المستقبل ويتطلع إلي ما هو ممكن ... والإنسان السلبي ينظر إلي الماضي ويتطلع إلي ما هو مستحيل. 9- الإنسان الإيجابي يناقش بقوةي وبلغةي لطيفة .. والإنسان السلبي يناقش بضعفي وبلُغةي فظة. 10- الإنسان الإيجابي يتمسك بالقيم ويتنازل عن الصغائر. والإنسان السلبي يتشبث بالصغائر ويتنازل عن القيم 11-- الإنسان الإيجابي مُتفائل في نظرته للحياة ومجرياتها. و الإنسان السلبي متشائم ونظرته للحياة سوداوية 12- الانسان السلبي دائما متشائم. الايجابي دائما متفائل وتفكيره منطقي.. نسأل الله أن يكون كل فرد منا إيجابيا متفائلا لا سلبيا متشائما اللهم آمين .