* تسأل مديحة من دمياط .. ما حكم زيارة النساء للمقابر؟ ** يقول الشيخ عثمان عامر من علماء الأزهر : اختلف العلماء في هذه المسألة اختلافا كثيرا . والصحيح جواز زيارة النساء للمقابر لهذه الأدلة: 1- روي أنس بن مالك - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلي الله عليه وسلم - أنه قال : كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها . فإنها ترق القلب وتدمع العين وتذكر الآخرة . ولاتقولوا هجراً - رواه الحاكم. وفي هذا الحديث نلاحظ أمرين اثنين: أ - عموم قول الرسول - صلي الله عليه وسلم - ألا فزوروها . حيث يوحي الأمر في قوله - صلي الله عليه وسلم - :" فزوروها" بأنه للرجال والنساء علي السواء بدليل أن النهي في أول الحديث "كنت نهيتكم" كان لهما معا . فناسب بعد ذلك أن يكون الأمر كذلك. ب- مشاركة النساء للرجال في السبب الذي ذكره الرسول - صلي الله عليه وسلم - لزيارة المقابر . وهو الذي من أجله شرعت الزيارة وهو العبرة من زيارة الموتي وتذكر الآخرة والاتعاظ بما آل إليه أمر الموتي . مما يرقق القلب ويدمع العين. 2- روي أنس بن مالك - رضي الله عنه - أيضا : أنه مر الرسول - صلي الله عليه وسلم - بامرأة عند قبر "وهي تبكي" فقال لها : اتق الله واصبري . فقالت : إليك عني فإنك لم تصب بمصيبتي . ولم تكن تعرفه . فقيل لها : إنه رسول الله - صلي الله عليه وسلم - فأتت باب النبي - صلي الله عليه وسلم - فلم تجد عنده بوابين . فقالت : يارسول الله إني لم أكن أعرفك . فقال لها رسول الله - صلي الله عليه وسيلم - : إنما الصبر عند الصدمة الأولي - رواه البخاري ومسلم والبيهقي. وقد علق العيني في عمدة القاري . وابن حجر في فتح الباري . علي هذا الحديث بقولهما : ... وفيه جواز زيارة القبور مطلقا سواء كان الزائر رجلاً أو امرأة . وسواء كان المزور مسلما أو كافراً . لعدم الفصل في ذلك. فيفهم من الحديثين المذكورين معا . والمرويين عن أنس بن مالك - رضي الله عنه : أن زيارة المقابر مستحبة للرجال والنساء علي السواء وأما حديث رسول الله - صلي الله عليه وسلم - والذي رواه أصحاب السنه عن ابن عباس - رضي الله عنهما - والذي فيه : لعن الله زوارات القبور .. الخ قال القرطبي في التعليق عليه : اللعن المذكور في الحديث إنما هو للمكثرات من الزيارة كما تقتضيه الصيغة من المبالغة . ويقصد بذلك كلمة "زوارات" التي هي جمع لكلمة "زوارة" ولعل السبب ما يفضي إليه ذلك من تضييع حق الزوج . والتبرج . وماينشأ من الصياح ونحو ذلك. وعلي ذلك فزيارة النساء للمقابر مستحبة لاشيء فيها متي قصد بالزيارة الإحسان إلي الميت بالدعاء وإلي الزائر بالعظة والاعتبار . وخلت عن تجديد الأحزان ومظاهر الجزع . ومن صور اللهو والتسلية . ودخلت المرأة إلي المقابر ملتزمة بزيها الشرعي . غير متبرجة متي خلت الزيارة من كل هذه المنهيات . وخلصت للدعاء والعظة . كانت مشروعة للرجال والنساء علي السواء.