حذر المشاركون في ندوة ¢ فتنة التكفير وخطورتها علي الفرد والمجتمع ¢ التي نظمتها مديرية أوقاف الجيزة بمسجد مصطفي محمود من تفشي سرطان التكفير في المجتمعات الإسلامية .. وأوضحوا أن الأمية الدينية والتعصب هي ¢ الأب الروحي¢ للتكفير منذ بدايته أيام حكم الإمام علي كرم الله وجهه حتي الآن .. وهاجموا التوظيف السياسي والاقتصادي والاجتماعي للتكفير بحثا عن مناصب أو كراس أو الاستيلاء علي أموال من يتم اتهامهم بالكفر. في البداية تحدث الدكتور نصر فريد واصل. مفتي الجمهورية الأسبق. عن تفشي ظاهرة التكفير الذي يتم من خلال قيام أقلية من الجهال المتعصبين بتكفير غالبية الناس في مجتمعاتنا الإسلامية ويستحلون دماءهم وأموالهم ليس عندهم من الإسلام أو شرعيته من شيء ويفعلون ذلك لمال يغريهم أو عقيدة غير صحيحة ولهذا فإن التكفير أمر خطير وانتشر بشكل كبير في العالم الإسلامي وقد استغله أعداء الإسلام من الصهاينة ويشجعونه لأنه يخدم مصالحهم المعادية للإسلام والمسلمين لهذا فهم يشعلونها حتي تراق دماء المسلمين وتنتشر الفوضي بينهم تنفيذا للمبدأ الاستعماري "فرق تسد". وأوضح الدكتور نصر فريد واصل. أن هناك من يكفرون الناس الذين يخالفونهم في عقائدهم السياسية واستباحوا دماءهم من أجل مناصب أو كراسي الحكم مع أن الإسلام لا يعترف بتكفير أي مسلم يشهد الشهادتين إلا إذا اعترف بأنه يستحل ما حرمه الله من الكبائر وغيرها وأقر بذلك ويكون وفق وقائع وأدلة ثابتة ويصدر حكم بالتكفير من المؤسسة القضائية المختصة حكما نهائيا بلا نقض ويتولي محاسبة ولي الأمر حال خروج أحد المسلمين عن الملة فلا يستحل دمه أو يتم قتله إلا بعد أن يستتاب. وأشار الدكتور واصل إلي حرمة ما نراه الآن في مصر من تكفير واستحلال لدماء الضباط والجنود والرجال والأطفال ونفس الأمر ينطبق علي بقية الدول العربية والإسلامية بل انه لا علاقة له بالإسلام .. ما بعد الندوة الطريف انه بعد أن انتهي الدكتور واصل من الندوة الأكاديمية التي لم يتطرق فيها إلي تفاصيل ما يجري علي أرض الواقع وفوجئ الجميع قبيل انصرافهم بالدكتور نصر فريد يتلقي سؤالا مكتوبا من أحد الأئمة يطلب فيه حكم الشرع في المظاهرات وما يحدث فيها من اشتباكات إلي حالات قتل فلما أراد أن يرد الدكتور واصل اقترح الحاضرون أن تتم الإجابة في الميكروفون والجميع وقوف بمن فيهم المفتي الأسبق فهاجم المظاهرات سواء في الجامعات حيث وصف الطلاب المشاركين فيها بأنهم ¢تلاميذ الشيطان¢ يخربون في مؤسسات العلم ويخدمون أعداء الوطن ويتلقون تمويلا من جهات مشبوهة ولا يستفيد من هذه المظاهرات سوي الصهيونية العالمية. لم يقف هجوم الدكتور واصل عند هذا الحد بل شمل هجومه أيضا المظاهرات الفئوية التي تعطل عجلة الإنتاج وتضر بمصالح الوطن وكذلك المظاهرات الموجودة في الشوارع وتروع الآمنين وتعطل مصالح الناس وتعتدي علي المنشآت العامة والخاصة وكذلك لا تجوز المساواة بين ضحايا الجيش والشرطة الذين يقومون بواجبهم في حفظ الأمن مع المخربين الذين ينتهزون المظاهرات فرصة لتدمير الوطن والإضرار بالمواطنين. أوضح الدكتور واصل أنه لا يوجد مبرر شرعي للمظاهرات المطالبة بعودة الشرعية من خلال عودة الرئيس المعزول محمد مرسي مؤكدا انه لا شرعية دينية له لأن الشرعية أمر ¢مدني ¢ لا ¢ ديني ¢ وبالتالي فإن من حق الشعب - الذي منحه الشرعية - أن يسحبها منه مثلما تم في 30 يونيه. عبدالمقصود ضال مضل شن الدكتور واصل هجوما علي فتوي الدكتور محمد عبدالمقصود بأن دماء رجال الشرطة والجيش حلال ولا تجوز الصلاة عليهم أو دفنهم في مقابر المسلمين قائلا: دماء من ماتوا في رقبته وهو من المفسدين لأنه غير متخصص في العلوم الشرعية لكونه أستاذاً في كلية الزراعة بجامعة الأزهر ولهذا فإن فتاويه ضالة مضلة ويتحمل وزرها أمام الله. وانتقد واصل تراجع دور الأزهر في الفترات الماضية وخاصة أثناء حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك ووصف الدكتور واصل دعاة التكفير ب "الخوارج الجدد" الذين ينشرون الفساد في المجتمع ويدمرون أمنه ولهذا يجب أن يقام عليهم حد الحرابة لقول الله تعالي: "إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافي أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيى فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابى عَظِيمى". دوافع التكفير تحدث الشيخ جابر طايع مدير أوقاف الجيزة فأوضح أن التكفير سرطان يصيب المجتمعات الإسلامية في مقتل وإذا تأملنا دوافعه سنجد أن هناك من يكفرون الناس الذين يخالفونهم لتحقيق مكاسب سياسية والوصول إلي المناصب وكراسي الحكم بدون وجه حق فيتم تكفير منافسيهم لتشويه صورتهم لدي الرأي العام ومن دوافعه أيضا لمن يخالفونهم في العقيدة تحقيق مكاسب دنيوية مثل الذين قاموا بتكفير المسيحيين لاستحلال الاستيلاء علي محلات الذهب المملوكة لهم. وقال الشيخ طايع: من المؤسف ان فتنة التكفير التي انتشرت بشكل ملحوظ في مصر خلال الآونة الأخيرة ولابد من التصدي لها بالحوار مع التغرير بهم من الشباب لتصحيح المفاهيم المغلوطة لديه أما من كفر وحمل السلاح وقتل وخرب واستحل الأموال والأعراض فإن مواجهته تكون بالسلاح لأنه من المفسدين في الأرض.