يبين الشيخ عبدالمنعم عبدالعزيز إمام وخطيب بأوقاف القليوبية: أن التسول بصفة عامة مرفوض شرعاً وهو ظاهرة مرفوضة في المجتمع الإسلامي منذ أقامه رسول الله - صلي الله عليه وسلم - علي أسس من الحفاظ علي العزة والكرامة وطلب المال من وجوهه المشروعة. وكان النبي - صلي الله عليه وسلم - يحذر أصحابه من سؤال الناس وورد في هذا الصدد أحاديث كثيرة منها قوله - صلي الله عليه وسلم - "يأتي السائل يوم القيامة وليس في وجهه قطعة لحم" وقوله - صلي الله عليه وسلم - "اليد العليا خير من اليد السفلي". وهو يعني بذلك أن اليد التي تعطي خير من اليد التي تأخذ" وكأنه بذلك يريد أن يدفع الأمة المسلمة إلي أن تكون دائماً وأبداً أمة معطاءة.. لا أمة أخذة.. وأن تكون أمة دائنة لا أمة مدينة.. كل ذلك من أجل الحفاظ علي عزة وكرامة المجتمع المسلم. والصحابي الجليل حكيم بن حزام ذكر لنا أنه سأل رسول الله - صلي الله عليه وسلم - فأعطاه.. ثم سأله مرة ثانية فأعطاه.. وفي الثالثة قال له النبي - صلي الله عليه وسلم - "ياحكيم أن هذا المال خضر حلو فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه ومن أخذه بأشراف نفس لم يبارك له فيه.. وكان كالذي يأكل ولا يشبع". وتذكر كتب السنة ذلك الرجل الذي جاء يسأل رسول الله - صلي الله عليه وسلم فدفعه النبي صلي الله عليه وسلم أن يأتي بفراشه الذي يملكه وباعه بالمزاد أمام الصحابة.. وقال له: خذ هذا المال فاعمل فيه" فأخذه النبي - صلي الله عليه وسلم - من طريق التسول إلي العمل وهناك الحديث المشهور: "لأن يحمل أحدكم حبله علي ظهره فيحتطب خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه" يتأكد من هذا كله أن السؤال مرفوض من الإنسان المسلم وهو ظاهرة مرفوضة من المجتمع المسلم. وتكون الظاهرة أكثر رفضا إذا اتخذ هؤلاء المتسولون كتاب الله ذريعة إلي هذا الأمر. لأن كتاب الله تبارك وتعالي أعظم وأكرم من أن يتخذ وسيلة لذلك لأنه دستور الأمة المسلمة وقانونها الذي تسير عليه.. والمال الذي يكتسبه هؤلاء المتسولون عن طريق استغلال القرآن الكريم هو مال غير طيب. وإذا كان هؤلاء في حاجة فعلا وعاجزين عن العمل.. وليست لهم موارد لمساعدتهم ومعاونتهم من ألزم الأمور علي مجتمع المسلمين لقول الله تعالي: "وأما السائل فلا تنهر". أما الذين يتخذون من التسول حرفة فلابد من التصدي لهم ومنعهم.. ومحاولة إيجاد عمل شريف يتكسبون منه. بيع أم تسول؟ ويقول الشيخ أيمن كامل إمام وخطيب بأوقاف العبور: إن الذي يحصل علي صورة بيع لأوراق مطبوعةج فيها سور من القرآن الكريم لأنها أخذ مال في مقابل شيء أو ورق مطبوع. ولكن البيع يتم بعرض السلعة دون فرضها.. وفي الصورة المشاهدة تفرض هذه الأوراق المكتوب فيها آيات القرآن الكريم علي الناس. ولكن فرض هذه الأوراق وتقديمها بصورة مهينة للناس يجعلها لونا من ألوان التسول بالقرآن الكريم خاصة إذا اقترنت بالاستعطاف والتذلل.. وفي ذلك امتهان للقرآن الكريم. وعلي الناس ألا يساعدوهمه علي هذا التسول المهين بشراء هذه الأوراق المطبوع عليها آيات القرآن الكريم كما أنه من الواجب علي رجال الأمن أن يمنعوهم من هذا التسول. ويؤكد أن التسول صورة مناقضة لتعاليم الدين السمح لأنه يبرز أسوأ ما في المجتمع.. فأين التكافل أذن وهناك من يستجدي الناس؟! وقد بينت السنة المطهرة أن عمل الرجل بيده خير ألف مرة من استجداء الناس فالإسلام يمنع المسلم من التسول ويحثه علي العمل الشريف. كما أن الإسلام يطلب من الغني أن يساعد الفقير والرسول - صلي الله عليه وسلم يقول: "من جاءه من أخيه معروف من غير إشراف ولا مسألة فليأخذه فإنما هو رزق ساقه الله له. وأطالب الجهات المعنية التصدي لهؤلاء المتسولين بآيات القرآن الكريم حتي نحفظ كتاب الله من الامتهان.