وانتشرت ظاهرة التسول في رمضان بشكل لافت, لدرجة أن هناك بعض الناس من غير محترفي التسول يمارسونها في رمضان فيجعل أحدهم من نفسه متسولا تحت شعار رمضان كريم ويجلس في الشوارع أو علي قارعة الطريق وأمام المساجد مرتديا ثياب التسول ويمد يده طالبا صدقة من صدقات شهر رمضان الذي يقبل فيه الناس وهم صائمون علي العطاء والتصدق من أجل القربي إلي الله, وهو الأمر الذي يجعل أعداد المتسولين تزداد في رمضان بشكل لافت للنظر, لدرجة أنهم يطلقون علي شهر رمضان لفظ موسم أي تزداد فيه دخولهم بشكل كبير. وحول ظاهرة انتشار الأطفال والنساء الذين يحترفون التسول في المواصلات العامة ويقومون بتوزيع مطبوعات تتضمن سورا وآيات قرآنية في الشهر الكريم يقول الدكتور مبروك عطية الأستاذ بجامعة الأزهر,ان التسول ظاهرة يرفضها الإسلام. والذين يمارسون هذه العادة يجمعون أموالا من السحت الحرام. وهؤلاء يتظاهرون بالحاجة والمرض ويتفننون في ذلك وغالبيتهم أغنياء أو قادرون علي العمل, وقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم كما في الصحيح: من سأل الناس أموالهم تكثرا فإنما يسأل جمرا فليستقل أو ليستكثرأي أن مال التسول شؤم علي صاحبه, يتحول إلي جمر يكوي به يوم القيامة, وفي حديث آخر صحيح يقول عليه الصلاة والسلام: لا تزال المسألة بأحدكم حتي يلقي الله وليس في وجهه مزعة لحم أي قطعة لحم. ومعناه أنه يأتي يوم القيامة ذليلا لا كرامة له عند الله. أما من يتسولون بالسور والآيات القرآنية فإن الإثم يتعاظم وتتضاعف الجريمة لأن هذا الصنيع امتهان للمصحف الشريف واستخفاف بكلمات الله. فقد تقع هذه المطبوعات القرآنية في يد حائض أو نفساء أو جنب أو غير مسلم بل قد يتقاذفها الناس وتسقط علي الأرض, وهذا كله ذنب كبير وإثم عظيم. ومن الخير أن نمتنع عن مساعدة هؤلاء الذين يتسولون ويمتهنون المصحف الشريف, وطالب المسئولين أن يتعقبوا هؤلاء ويلحقوهم بأعمال شريفة تتناسب معهم يكتسبون منها الرزق الحلال. ويؤكد الدكتور أحمد عبد الرحيم السائح, أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر,أن الإسلام الحنيف يرفض التسول شكلا وموضوعا: فكيف إذن يكون المرء صائما ويفعل شيئا يرفضه الإسلام؟! ولذلك ينبغي أن تكون هناك جمعيات إسلامية يصب فيها المسلمون من صدقاتهم المتعددة في شهر رمضان وغير رمضان وهذه الجمعيات تقوم بعمل دراسات اجتماعية لكي تعرف من يستحقون العطاء والصدقة, وكثير من العلماء قالوا: إذا كان شهر رمضان شهر عطاء, فالإنسان المؤمن يضاعف أعماله الخيرية في هذا الشهر, ويوجد متسولون فعلا يحتاجون للعطاء, أو متسول محترف يأخذ التسول تجارة, وما أكثر هذا النوع, لذا ينبغي علي المجتمع اللجوء للجمعيات الخيرية الصادقة التي تبذل ما في وسعها في عمل الأبحاث الاجتماعية حتي تعطي من يستحق وينبغي علي المسلم أن يتعرف علي الفقير الحقيقي وذلك من خلال أقاربه, وأصدقائه ومن خلال المسجد, حتي لا تذهب الصدقات إلي محترفي التسول, وحول الأسلوب الأمثل للتعامل مع المتسول يقول الدكتور السائح, إذا شعرت أن هذا الشخص يستحق, أعطه ما تقدر عليه, إما إذا شعرت أنه متسول محترف فعليك أن ترده ردا وتقوم بنصحه وتبين له أن النهج الإسلامي يقوم علي حب العمل, والعمل عبادة والأفضل أن تبحث عن عمل تنفع به نفسك وتنفع غيرك, وتنصحه بالذهاب لإحدي الجمعيات الخيرية وهذا أفضل لأن ذلك سيوضح لك, إذا كان فقيرا حقيقيا أم متسولا محترفا, والمسلم يجب عليه أن يتعرف علي أقاربه المحتاجين وأهل بلده وأهل الحي الذي يسكن فيه ويضاعف ذلك في شهر الخير والبركة.