«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قضية التسول فى الاسلام..
نشر في الواقع يوم 30 - 07 - 2011


بقلم جمال الشرقاوى
رؤية تحليلية
ان الحمدلله و الصلاة و السلام على رسول الله صلى الله عليه و سلم.... اما بعد... فإن مسألة " التسول " غدت قضية فى الاسلام و خاصة فى الوقت المعاصر و لا بد من الوقوف عندها فى ضوء " الخطاب الدينى الجديد " و خاصة و ان شهر رمضان على الابواب و ستكثر الشحاذة و التسول و المسألة و قد كنت افكر فى هذا الامر من قديم و لكن حانت الفرصة للكتابة فيه الان و سنبدأ فيه من خلال " الخطاب الدينى القديم " لان الوهابيين السلفيين و صبيانهم مرتزقة الفضائيات هم الذين يتولون اذاعة هذا الحديث و هذه الرواية و يبنون الاحكام بناء عليها و هم اصحاب " الخطاب الدينى القديم " و الرواية كالأتى [ " حدثنا عبدالله بن مسلمة اخبرنا عيسى بن يونس عن الاخضر بن عجلان عن ابى بكر الحنفى عن انس بن مالك أن رجلا من الانصار أتى النبى صلى الله عليه و سلم يسأله فقال أما فى بيتك شيء قال بلى حلس نلبس بعضه و نبسط بعضه و قعب نشرب فيه الماء فقال أئتنى بهما فأتاه بهما فأخذهما رسول الله صلى الله عليه و سلم بيده و قال من يشترى هذين قال رجل انا آخذهما بدرهم قال من يزيد على درهم مرتين او ثلاثا قال رجل انا آخذهما بدرهمين فأعطاهما إياه و أخذ الدرهمين و أعطاهما الانصارى و قال اشتر بأحدهما طعاما فانبذه الى أهلك و اشتر بالأخر قدوما فأتنى به فأتاه به فشد فيه رسول الله صلى الله عليه و سلم عودا بيده ثم قال له أذهب فاحتطب و بع و لا ارينك خمسة عشر يوما فذهب الرجل يحتطب و يبيع فجاء و قد اصاب عشرة دراهم فاشترى ببعضها ثوبا و ببعضها طعاما فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم هذا خير لك من ان تجيء المسألة نكتة فى وجهك يوم القيامة إن المسألة لا تصلح إلا لثلاثة لذى فقر مدقع و لذى غرم مفظع و لذى دم موجع " ] قال الشيخ الالبانى ضعيف سند الحديث فى سنن ابى داود و قال ايضا ضعيف السند فى سنن ابن ماجة و ضعيف فى مشكاة المصابيح و ضعيف فى ضعيف الترغيب و الترهيب و قال " ان المسألة لا تصلح الا لثلاثة لذى فقر مدقع و لذى غرم مفظع و لذى دم موجع " كلمات غير صحيحة فى الحديث حُذفت و ضعيف فى تخريج مشكلة الفقر.... فهل يُبنىَ فى الاسلام حكم يؤخذ من حديث ضعيف و قد اخذ الفقهاء حكم جواز بيع المزايدة من هذا الحديث الضعيف السند بل و الادهى ان به كلمات منكرة ليست من الحديث و نقول لهم انتم حرَّمتم " المسألة " بنص هذا الحديث و بدون مُكابرة كلنا سمعنا هذا الحديث فى المساجد بل و درسناه فى سنوات الدراسة و لم نكن نعرف درجة صحته بل لم نكن من الاساس نعرف ان الحديث ينقسم لقسمين الحديث المقبول و هو الحديث الصحيح لذاته و الصحيح لغيره و الحسن لذاته و الحسن لغيره و قسم الحديث الضعيف و هو الحديث المعلق و المنقطع و المُعضل و المُرسل و لم نكن نعرف ان الحديث الصحيح يؤخذ منه أحكام تعين المسلم فى حياته و لا كنا نعرف ان الحديث الضعيف لا يؤخذ منه حكما للمسلمين الا اذا كان لا يوجد مثله فى بابه و لكن العلماء اتفقوا على قاعدة العمل بالحديث الضعيف و قالوا " يُعمل به فى فضائل الاعمال " و انا اعتقد و الله تعالى اعلم انها ليست مطلقة بل و لا ينبغى لها ان تكن مطلقة لانها بإطلاقها ستفتح على المسلمين ابواب كثيرة من الاعمال ترهق المسلم فلا يستطيع العمل بها و ربما يحدث له فتور و الدليل [ " حدثنا ابو بكر حدثنا زيد بن الحباب اخبرنى معاوية بن صالح اخبرنى عمرو بن قيس الكندى عن عبد الله بن بسر ان اعرابيا قال لرسول الله صلى الله عليه و سلم ان شرائع الاسلام قد كثرت علي أنبئنى منها بشيء اتشبث به قال لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله عز و جل " ] قال الشيخ الالبانى صحيح سند الحديث من صحيح سنن ابن ماجة و قال الله تبارك و تعالى { يريد الله بكم اليسر و لا يريد بكم العسر } [ البقرة - 185 - ] و دليل اخر من سنة سيد ولد ادم فى الدنيا و الاخرة سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم [ " حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة رضى الله عنها قالت : ما خير النبى صلى الله عليه و سلم بين امرين الا اختار ايسرهما ما لم يأثم فإذا كان الاثم كان ابعدهما منه و الله ما انتقم لنفسه فى شيء يؤتى اليه قط حتى تنتهك حرمات الله فينتقم لله " ] صحيح البخارى كتاب الحدود باب اقامة الحدود و الانتقام لحرمات الله...و قال ربنا سبحانه و تعالى { و ما جعل عليكم فى الدين من حرج ملة ابيكم ابراهيم هو سماكم المسلمين من قبل } [ الحج - 78 - ] و لابد من معرفة الدين جيدا حتى لا يضل المسلمين فهم كلهم ليسوا علماء و لا فقهاء و حتى العالم الذى يعرف الدين و يقصُّه للناس غير الفقيه الذى يستنبط الاحكام من النصوص بما تتلائم مع الواقع و ظروف الناس و حالة السائل و هذا غير المحققين الذين يعرفون كذب الرواية من ضعفها من باطلها و هكذا فبالتبعية ايضا بالنسبة للمسلمين فكل منهم يفهم الدين على قدر علمه هو و فهمه هو و فى هذه الحالة لابد من انضباط المسلمين تحت قواعد عامة يتفقوا عليها ليفهموا منها دينهم كى لا يصبحوا مثل الغنم الشريدة فى ليلة شاتية الكل يُفتى و الكل يتكلم و من هنا صار هذا الحال المُزرى هو الفجوة التى صار منها المسلمين ضعاف فى الدين و لا يملكون حصن شرعى او اصولى يتحصنون به اذا ما واجهتهم النوازل و المستجدات ليستخرجوا من شريعتهم ما يتناسب و حجم النوازل و المستجدات الواقعة عليهم و بما لا يتعارض مع الاصول الاسلامية و انما الحاصل الان انهم يتخبطون فى عدم فهم و بغباء عظيم يعودون لظروف الماضى و يجعلونها مقياسا يطبقون عليها مستجدات الواقع ؟!! و لا تدرى السبب ؟!! الا الجهل الغالب عليهم و الامية الدينية المستحكمة فيهم و الدليل قضية واحدة من كثير و هذه القضية هى " قضية التسول فى الاسلام " و هم لا يملكون الا هذا الحديث اليتيم الضعيف و الذى به فقرات ليست منه بل منكرة عليه كما اوضحت لكم فيقذفون به كالقنبلة فى وجوهنا فيقولونه لنا و يصدعوننا به فى كل مناسبة حينما يذكرون التسول او الشحاذة او الذى يمد يده بالسؤال الى الناس و كأنهم يبررون لأنفسهم عدم الانفاق و يُخفون شحهم و بُخلهم بهذه الرواية الضعيفة المنكرة و التى للاسف اخذ منها البعض حكما فقهيا و هو جواز بيع المزايدة !!! و نسوا قول الله تعالى { ان الذين يبخلون و يأمرون الناس بالبخل و يكتمون ما آتاهم الله من فضله و أعتدنا للكافرين عذابا مهينا }[ النساء - 37 - ] و كذلك قول الله تعالى { و لا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيُطوقون ما بخلوا به يوم القيامة و لله ميراث السماوات و الارض و الله بما تعملون خبير } [ أل عمران - 180 - ] و نسوا قول رسول اله صلى الله عليه و سلم [ افضل الصدقة على ذى الرحم الكاشح ] " ذو الرحم المُغالى فى العداوة " صحيح رواه احمد فى إرواء الغليل و غيره ... و نسوا قول رسول الله صلى الله عليه و سلم [ ما نقص مال من صدقة ] صحيح ... و كم رأيت من مجانين و حُقراء و هم على بدعة و على فكر وهابى سلفى يأخذون دينهم للاسف الشديد من مرتزقة الفضائيات الذين هم أداة للفكر الوهابى السلفى العقيم ينهرون متسولا أو شحاذا أو مُحتاجا لمساعدات الناس يمُدُّ يديه مذلولا فى الشوارع و الطرقات و ربما ينامون على الارصفة و على محطات الاتوبيس و يلتحفون بورق الجرائد و حينما اتصدى للأمر أجد الوهابى السلفى الجلف يتعلل بهذا الحديث الضعيف ثم يتعالم قائلا بصلف " ماهو فيه صحة ما يروح يشتغل " !!! هل هذا هو الدين السمح الحنيف من وجهة نظر هؤلاء الأجلاف المرتزقة الأغبياء المُتنطعين الذين يجلسون فى المساجد و لا يعملون أى عمل ثم من يبحث عنهم و يفتش ورائهم يجدهم من الفشلة الذين يأكلون من أموال الصدقات أو التبرعات التى تأتى للمساجد بلا حياء و لا خجل و أقول مرارا و تكرارا أن مصر بلد العاطلين عن العمل و بلد البطالة المُقنعة و هناك من يملكون الشباب و الصحة و لا يجدون العمل و عندنا الطاقات المُعطلة بالملايين و تجد الشخص رجل أو امرأة منهم فى الشارع من يشحذ منك و هو يبكى ثمن تذكرة الاتوبيس و منهم من يسأل الناس أن يطعموه فقط !!! مجتمعنا ظالم و جاهل و أنانى لا يفكر فى غيره أبدا !!! و البعض من الجهلاء يتفلسف بأن هذا الشحاذ أو المتسول عنده أموالا طائلة أو يجلس هنا كل يوم... و أرد على هؤلاء فأقول لكل مُتخلف هل أنت تأكل مرة واحدة و كفى أم تأكل كل يوم ؟! و الجواب بالقطع هو أن كل واحد فينا يأكل كل يوم و كذلك هذاالمتسول أو الشحاذ يأكل كل يوم مثلك فهو اليوم يشحذ ليأكل و غدا أيضا يشحذ ليأكل فلماذا تنكر عليه ذلك.... فهذا الجهل و الغباء و التنطع هو كل ما قدمه لنا الفكر الوهابى السلفى و صبيانه مُرتزقة الفضائيات هو مقاومة هؤلاء المتسولين المحتاجين فقط و تركوا النخبة المُنحطة تسرق المليارات من دم الشعب و ما تمعَّر وجههم القبيح لله تعالى بل و لم يهتز لهم رمش عين قط و لم ينظروا إلى الظلم الاجتماعى و القهر الذى يعانيه هؤلاء المتسولين الذين لا يجدون قوت يومهم و الله العظيم ما دفع الإنسان إلى مد يده لذل السؤال و تعرُّض نفسه لصالح الناس و طالحهم أعطوه أو منعوه أو استهزأوا به أو عنفوه إلا الإحتياج القاسى بالإضافة إلى البخل المستجكم بنفوسهم و نسوا قول مولانا رسول الله صلى الله عليه و سلم [ إذا مات ابن أدم إنقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم يُنتفع به أو ولد صالح يدعوا له ] رواه الجماعة إلا البخارى و ابن ماجه و هو صحيح فى إرواء الغليل ... هذا هو مبلغ علم هؤلاء الأجلاف الذين يعاملون العبد و لا يعاملون الله تعالى خالق العبد و لم يعملوا بالحديث [ " حدثنا ابو بكر بن ابى شيبة و مسدد المعنى قالا حدثنا سفيان عن عمرو عن ابى قابوس مولى لعبد الله بن عمرو عن عبد الله بن عمرو يبلغ به النبى صلى الله عليه و سلم : الراحمون يرحمهم الرحمن إرحموا أهل الأرض يرحمكم من فى السماء ] " لم يقل مسدد مولى عبد الله بن عمرو و قال : قال النبى صلى الله عليه و سلم " و الحديث صحيح سنن أبى داود .. و قال الشيخ الألبانى صحيح سند الحديث .... و ربما يكون هذا المتسول تزوج و كان يعمل ثم تعرض لحدثان الدهر و هو يعول زوجة و أولاد و لا يستطيع الإنفاق عليهم و كذلك الذى لديه مريض يحتاج لنفقات كبيرة جدا لعلاجه و لا يجد فهؤلاء قد وقعوا تحت طائلة { فمن اضطر غير باغ و لا عاد فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم }[ البقرة - 173 - ] فهم يساعدون بفقههم العقيم و خطابهم الدينى القديم على ظلم هذه الفئات التى تريد فقط حق الحياه من مأكل و ملبس و علاج و لا تجده فسبحان الله العظيم لقد اصبحنا فى زمن لا يجد فيه الناس حد الكفاف !! بل هناك من ينكر عليهم ذلك!! و هناك من يتشدقون فى الفضائيات بأن المسلمون لو أدوا فقط زكاة أموالهم و صدقاتهم فلن تجد بينهم محتاجا !!! اقول لهم - لو - الذى يفيد امتناع وقوع الجواب لا متناع وقوع الشرط .... لكن ماذ نعمل الان مع هؤلاء ألن نساعدهم ألن نطالب لهم بحقهم ؟! الوهابييون السلفييون و صبيانهم مرتزقة الفضائيات يطردون هؤلاء الضعفاء من الرحمة و يحولون بينهم و بين حقهم فى ان يتصدق الناس عليهم !! و يتعالمون بالاية الشريفة التى لا يضعونها موضعها ألا و هى { للفقراء الذين احصروا فى سبيل الله لا يستطيعون ضربا فى الارض يحسبهم الجاهل اغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس الحافا ز ما تفعلوا من خير فإن الله به عليم } [ البقرة - 273 - ] اقول للوهابيين السلفيين و صبيانهم مرتزقة الفضائيات و اتباعهم الجهال هل هذه الاية نزلت فى حق الفقراء الذى منعهم فقرهم من الجهاد فى عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم فقط ؟! لو كان جوابكم هو نعم.. نقول لكم انتم قد جففتم معنى الاية و جعلتم القرأن عقيما و حاشا لله تعالى من ان يكون كلامه الشريف عقيما لان معانى الاية الشريفة تتسع لما يحدث فى عصرنا .... و لو سألتكم هل كما تأخذون من الاية ان المتعفف عن السؤال هو الذى لا يسأل الناس فقط اى لقد قصرتم فهمكم للأية فى حدود ان المتعفف لا يسأل و لا يشحذ و لا يُلح فى المسألة أليس كذلك ؟! و الجواب من كلامكم و من كثرة ما سمعناكم تتكلمون عن هذه الاية هو نعم... و اقول لكم هل من الطبيعى ان يتعفف الانسان و هو حتى لم يجد من يعطيه و لا من يُعينه و لا من يكفيه احتياجاته
؟! هذا غير وارد فى العقل و لا فى النقل لان الله تعالى قال { و لا تقتلوا انفسكم ان الله كان بكم رحيما } [ النساء - 29- ] ثم اقول لكم اليس زمن سيدنا و مولانا رسول الله صلى الله عليه و سلم خير القرون ؟! قستقولون نعم... فأقول لكم و قد كان هناك من يسأل الناس أى متسولون و هناك من كان يتعفف و هناك من كان يُلح فى المسألة فستقولون نعم.... فأقول لكم فما بالكم بزماننا الذى امتلأ ظلما و جورا و هُضم حق الكثيرين بالقوة الجبرية و الطغيان العلنى فهل تريدون من يحتاج لحد الكفاف و لا يجده أصلا بل و يُهاجم من المجتمع ان لا يسأل بل و لا يُلح فى المسألة !!! اى منطق تتكلمون به هل انتم مغيَّبون عمَّا يحدث فى العالم من مُعاناة الناس !!! فاسمعوا لقول رسول الله صلى الله عليه و سلم و امتثلوا بدون فلسفة [ ليس المسكين الذى يطوف على الناس فترده اللقمة و اللقمتان و التمرة و التمرتان و لكن المسكين الذى لا يجد غنى يغنيه و لا يُفطن له فيُتصدق عليه و لا يقوم فيسأل الناس ] تخريج السيوطى " مالك حم ق ن د " عن ابى هريرة.... تحقيق الالبانى فى صحيح الجامع.... و الحديث صحيح فى صحيح و ضعيف الجامع الصغير.....لانه من الطبيعى ان المحتاج و لا يجد ما يحتاجه سيسأل الناس و خاصة اذا كان فى عصر الجهل الوهابى السلفى و عصر البطالة و خاصة و ان هؤلاء الناس ايضا ظلمهم القانون فلم ينصفهم بأى حال من الاحوال و لمَّا اعطى الضوء الاخضر بمواده الظالمة للشرطة سلطة القبض على هؤلاء فى الشوارع و هم يسألون الناس إلحافا " إلحاحا " من الجوع و الناس عنهم معرضون ايضا و لو لم يسألون الناس فسيموتون جوعا و حقيقة ان العبرة بالقبض عليهم او بتحريم السؤال إذا كان الحاحا او بتجريم هذه الفئة المتسولة عموما فى نظر القانون بحجة ان هذا التسول عمل لا يليق بمجتمع متحضر كلام لا محل له من الإعراب لإن المتعفف انسان له طاقة فإذا لم يجد قوت يومه و لم يجد انصافا لا من الفرد و لا من المجتمع فسوف يمد يده و ربما يسرق فما العمل لو حدث هذا ؟! فأن يسأل الناس أو يُلحف " يُلح " فى المسألة افضل و أكرم من السرقة أليس كذلك نرجو بل لابد من المجتمع مساعدة هؤلاء عن طريق حقهم الشرعى فى الصدقات و الزكاة كما نص المولى جل فى علاه { و فى أموالهم حق معلوم للسائل و المحروم } [ الذاريات - 19 - ] و كذلك { و الذين فى اموالهم حق معلوم للسائل و المحروم } [ المعارج - 24 - 25 - ] و كذلك { انما الصدقات للفقراء و المساكين و العاملين عليها و المؤلفة قلوبهم و فى الرقاب و الغارمين و فى سبيل الله و ابن السبيل فريضة من الله و الله عليم حكيم } [ التوبة - 60 - ] و الى جانب ذلك لا نتركهم هملا لمن يدفع الصدقة و الزكاة و لمن لا يدفع و لكن لابد من استصدار قانون لهذه الفئة المهمشة لتستطيع ان تحيا حياة كريمة بلا حرمان و لا ذل
جمال الشرقاوى
صحفى وكالة انباء مصر


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.