18 يونيو 2025.. أسعار الأسماك بسوق العبور للجملة اليوم    18 يونيو 2025.. الدولار يرتفع 32 قرشا أمام الجنيه مع بداية التعاملات    الرقابة المالية تصدر القواعد والمعايير المهنية لقيد ومزاولة نشاط الوساطة في التأمين أو إعادة التأمين    مسئول إيراني: الضرر قد يلحق بعدد كبير من دول الجوار إذا استهدفت إسرائيل منشآتنا النفطية    انخفاض الحرارة وأمطار.. تفاصيل حالة الطقس في مصر حتى الأحد 22 يونيو    ضبط 14 مركزا لعلاج الإدمان بدون ترخيص والقبض على 15 مشرفا ومسئولا    المنصورة.. تركيب رادارات ولوحات إرشادية على الطريق الدائري لتقنين السرعات    الصحة: إصدار أكثر من 18 مليون قرار علاج على نفقة الدولة خلال 5 سنوات    وزير الدفاع الإسرائيلى: سنقصف رموزا سيادية وحكومية إضافية فى إيران قريبا    «جوتيريش» يطالب بالتحقيق في «قتلى الجوع» بغزة.. ويشدد على ضرورة إدخال المساعدات    قنصل مصر في نيويورك يدعم بعثة الأهلي    رئيس "ضمان جودة التعليم" يستقبل وفد الهيئة الليبية    ب«34 خلسة».. إطلاق حملة لضبط وصلات مياه الشرب المخالفة بدمياط الجديدة (تفاصيل)    تراجع جماعي لمؤشرات البورصة بمستهل تعاملات جلسة الأربعاء    تحرير 576 مخالفة لعدم ارتداء «الخوذة» وسحب 906 رخص خلال 24 ساعة    نتيجة الشهادة الإعدادية فى 7 محافظات بالاسم ورقم الجلوس    ضبط قضايا إتجار بالنقد الأجنبي بقيمة 5 ملايين جنيه خلال 24 ساعة    ترامب يؤجل حظر تيك توك للمرة الثالثة بتمديد جديد لمدة 90 يومًا    الموت يفجع الفنانة هايدي موسى    رئيس جامعة أسيوط يترأس اجتماع مركز استشارات الحاسبات لبحث تطوير الخدمات الرقمية    إنقاص الوزن وزيادة النشاط.. ماذا يحدث لجسمك عند تناول مشروب الكمون والليمون صباحًا؟    المعركة بدأت.. ومفاجأة كبرى للعالم| إيران تعلن تصعيد جديد ضد إسرائيل    تركي آل الشيخ يكشف كواليس زيارته لعادل إمام    "فات الميعاد" يتصدر المشاهدات وأسماء أبو اليزيد تشارك أول لحظات التصوير    بحضور رئيس جامعة حلوان.. رسالة علمية عن "منير كنعان" بمجمع الفنون والثقافة    صحة إسرائيل: 94 مصابا وصلوا إلى المستشفيات الليلة الماضية    تداول 11 الف طن بضائع و632 شاحنة بموانئ البحر الأحمر    «زي النهاردة».. وفاة قديس اليسار المصرى المحامى أحمد نبيل الهلالي في 18 يونيو 2006    نائب وزير الصحة تزور قنا وتشدد على تنفيذ برنامج تدريبي لتحسين رعاية حديثي الولادة    الهلال ضد الريال وظهور مرموش الأول.. مواعيد مباريات اليوم في كأس العالم للأندية 2025    طريقة عمل الحجازية، أسهل تحلية إسكندرانية وبأقل التكاليف    تياجو سيلفا: فلومينينسي استحق أكثر من التعادل ضد دورتموند.. وفخور بما قدمناه    وكيل لاعبين يفجر مفاجآت حول أسباب فشل انتقال زيزو لنادي نيوم السعودي    الإيجار القديم.. خالد أبو بكر: طرد المستأجرين بعد 7 سنوات ظلم كبير    "أدوبي" تطلق تطبيقًا للهواتف لأدوات إنشاء الصور بالذكاء الاصطناعي    «رغم إني مبحبش شوبير الكبير».. عصام الحضري: مصطفى عنده شخصية وقريب لقلبي    الرئيس الإماراتي يُعرب لنظيره الإيراني عن تضامن بلاده مع طهران    مؤتمر إنزاجي: حاولنا التأقلم مع الطقس قبل مواجهة ريال مدريد.. ولاعبو الهلال فاقوا توقعاتي    نائب محافظ شمال سيناء يتفقد قرية الطويل بمركز العريش    غادة عبدالرازق راقصة كباريه في فيلم «أحمد وأحمد» بطولة السقا وفهمي (فيديو)    إسرائيل تهاجم مصافي النفط في العاصمة الإيرانية طهران    كوريا الجنوبية تمنع توتنهام من بيع سون لهذا السبب!    التفاصيل الكاملة لاختبارات القدرات لطلاب الثانوية، الأعلى للجامعات يستحدث إجراءات جديدة، 6 كليات تشترط اجتياز الاختبارات، خطوات التسجيل وموعد التقديم    مينا مسعود: السقا نمبر وان في الأكشن بالنسبة لي مش توم كروز (فيديو)    جاكلين عازر تهنئ الأنبا إيلاريون بمناسبة تجليسه أسقفا لإيبارشية البحيرة    الشيخ أحمد البهى يحذر من شر التريند: قسّم الناس بسبب حب الظهور (فيديو)    ألونسو: مواجهة الهلال صعبة.. وريال مدريد مرشح للتتويج باللقب    سي بي إس: لا يوجد توافق بين مستشاري ترامب بشأن إيران    نجم سموحة: الأهلي شرف مصر في كأس العالم للأندية وكان قادرًا على الفوز أمام إنتر ميامي    جدال مع زميل عمل.. حظ برج الدلو اليوم 18 يونيو    الجبنة والبطيخ.. استشاري يكشف أسوأ العادات الغذائية للمصريين في الصيف    الأبيدى: الإمامان الشافعى والجوزى بكيا من ذنوبهما.. فماذا نقول نحن؟    المنيا خلال يومين.. حقيقة زيادة أسعار تذاكر قطارات السكك الحديدية «التالجو» الفاخرة    العدل يترأس لجنة لاختبار المتقدمين للالتحاق بدورات تدريبية بمركز سقارة    اللواء نصر سالم: الحرب الحديثة تغيرت أدواتها لكن يبقى العقل هو السيد    فضل صيام رأس السنة الهجرية 2025.. الإفتاء توضح الحكم والدعاء المستحب لبداية العام الجديد    الشيخ خالد الجندي يروي قصة بليغة عن مصير من ينسى الدين: "الموت لا ينتظر أحدًا"    أمين الفتوى يكشف عن شروط صحة وقبول الصلاة: بدونها تكون باطلة (فيديو)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قضية التسول فى الاسلام..
نشر في الواقع يوم 30 - 07 - 2011


بقلم جمال الشرقاوى
رؤية تحليلية
ان الحمدلله و الصلاة و السلام على رسول الله صلى الله عليه و سلم.... اما بعد... فإن مسألة " التسول " غدت قضية فى الاسلام و خاصة فى الوقت المعاصر و لا بد من الوقوف عندها فى ضوء " الخطاب الدينى الجديد " و خاصة و ان شهر رمضان على الابواب و ستكثر الشحاذة و التسول و المسألة و قد كنت افكر فى هذا الامر من قديم و لكن حانت الفرصة للكتابة فيه الان و سنبدأ فيه من خلال " الخطاب الدينى القديم " لان الوهابيين السلفيين و صبيانهم مرتزقة الفضائيات هم الذين يتولون اذاعة هذا الحديث و هذه الرواية و يبنون الاحكام بناء عليها و هم اصحاب " الخطاب الدينى القديم " و الرواية كالأتى [ " حدثنا عبدالله بن مسلمة اخبرنا عيسى بن يونس عن الاخضر بن عجلان عن ابى بكر الحنفى عن انس بن مالك أن رجلا من الانصار أتى النبى صلى الله عليه و سلم يسأله فقال أما فى بيتك شيء قال بلى حلس نلبس بعضه و نبسط بعضه و قعب نشرب فيه الماء فقال أئتنى بهما فأتاه بهما فأخذهما رسول الله صلى الله عليه و سلم بيده و قال من يشترى هذين قال رجل انا آخذهما بدرهم قال من يزيد على درهم مرتين او ثلاثا قال رجل انا آخذهما بدرهمين فأعطاهما إياه و أخذ الدرهمين و أعطاهما الانصارى و قال اشتر بأحدهما طعاما فانبذه الى أهلك و اشتر بالأخر قدوما فأتنى به فأتاه به فشد فيه رسول الله صلى الله عليه و سلم عودا بيده ثم قال له أذهب فاحتطب و بع و لا ارينك خمسة عشر يوما فذهب الرجل يحتطب و يبيع فجاء و قد اصاب عشرة دراهم فاشترى ببعضها ثوبا و ببعضها طعاما فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم هذا خير لك من ان تجيء المسألة نكتة فى وجهك يوم القيامة إن المسألة لا تصلح إلا لثلاثة لذى فقر مدقع و لذى غرم مفظع و لذى دم موجع " ] قال الشيخ الالبانى ضعيف سند الحديث فى سنن ابى داود و قال ايضا ضعيف السند فى سنن ابن ماجة و ضعيف فى مشكاة المصابيح و ضعيف فى ضعيف الترغيب و الترهيب و قال " ان المسألة لا تصلح الا لثلاثة لذى فقر مدقع و لذى غرم مفظع و لذى دم موجع " كلمات غير صحيحة فى الحديث حُذفت و ضعيف فى تخريج مشكلة الفقر.... فهل يُبنىَ فى الاسلام حكم يؤخذ من حديث ضعيف و قد اخذ الفقهاء حكم جواز بيع المزايدة من هذا الحديث الضعيف السند بل و الادهى ان به كلمات منكرة ليست من الحديث و نقول لهم انتم حرَّمتم " المسألة " بنص هذا الحديث و بدون مُكابرة كلنا سمعنا هذا الحديث فى المساجد بل و درسناه فى سنوات الدراسة و لم نكن نعرف درجة صحته بل لم نكن من الاساس نعرف ان الحديث ينقسم لقسمين الحديث المقبول و هو الحديث الصحيح لذاته و الصحيح لغيره و الحسن لذاته و الحسن لغيره و قسم الحديث الضعيف و هو الحديث المعلق و المنقطع و المُعضل و المُرسل و لم نكن نعرف ان الحديث الصحيح يؤخذ منه أحكام تعين المسلم فى حياته و لا كنا نعرف ان الحديث الضعيف لا يؤخذ منه حكما للمسلمين الا اذا كان لا يوجد مثله فى بابه و لكن العلماء اتفقوا على قاعدة العمل بالحديث الضعيف و قالوا " يُعمل به فى فضائل الاعمال " و انا اعتقد و الله تعالى اعلم انها ليست مطلقة بل و لا ينبغى لها ان تكن مطلقة لانها بإطلاقها ستفتح على المسلمين ابواب كثيرة من الاعمال ترهق المسلم فلا يستطيع العمل بها و ربما يحدث له فتور و الدليل [ " حدثنا ابو بكر حدثنا زيد بن الحباب اخبرنى معاوية بن صالح اخبرنى عمرو بن قيس الكندى عن عبد الله بن بسر ان اعرابيا قال لرسول الله صلى الله عليه و سلم ان شرائع الاسلام قد كثرت علي أنبئنى منها بشيء اتشبث به قال لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله عز و جل " ] قال الشيخ الالبانى صحيح سند الحديث من صحيح سنن ابن ماجة و قال الله تبارك و تعالى { يريد الله بكم اليسر و لا يريد بكم العسر } [ البقرة - 185 - ] و دليل اخر من سنة سيد ولد ادم فى الدنيا و الاخرة سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم [ " حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة رضى الله عنها قالت : ما خير النبى صلى الله عليه و سلم بين امرين الا اختار ايسرهما ما لم يأثم فإذا كان الاثم كان ابعدهما منه و الله ما انتقم لنفسه فى شيء يؤتى اليه قط حتى تنتهك حرمات الله فينتقم لله " ] صحيح البخارى كتاب الحدود باب اقامة الحدود و الانتقام لحرمات الله...و قال ربنا سبحانه و تعالى { و ما جعل عليكم فى الدين من حرج ملة ابيكم ابراهيم هو سماكم المسلمين من قبل } [ الحج - 78 - ] و لابد من معرفة الدين جيدا حتى لا يضل المسلمين فهم كلهم ليسوا علماء و لا فقهاء و حتى العالم الذى يعرف الدين و يقصُّه للناس غير الفقيه الذى يستنبط الاحكام من النصوص بما تتلائم مع الواقع و ظروف الناس و حالة السائل و هذا غير المحققين الذين يعرفون كذب الرواية من ضعفها من باطلها و هكذا فبالتبعية ايضا بالنسبة للمسلمين فكل منهم يفهم الدين على قدر علمه هو و فهمه هو و فى هذه الحالة لابد من انضباط المسلمين تحت قواعد عامة يتفقوا عليها ليفهموا منها دينهم كى لا يصبحوا مثل الغنم الشريدة فى ليلة شاتية الكل يُفتى و الكل يتكلم و من هنا صار هذا الحال المُزرى هو الفجوة التى صار منها المسلمين ضعاف فى الدين و لا يملكون حصن شرعى او اصولى يتحصنون به اذا ما واجهتهم النوازل و المستجدات ليستخرجوا من شريعتهم ما يتناسب و حجم النوازل و المستجدات الواقعة عليهم و بما لا يتعارض مع الاصول الاسلامية و انما الحاصل الان انهم يتخبطون فى عدم فهم و بغباء عظيم يعودون لظروف الماضى و يجعلونها مقياسا يطبقون عليها مستجدات الواقع ؟!! و لا تدرى السبب ؟!! الا الجهل الغالب عليهم و الامية الدينية المستحكمة فيهم و الدليل قضية واحدة من كثير و هذه القضية هى " قضية التسول فى الاسلام " و هم لا يملكون الا هذا الحديث اليتيم الضعيف و الذى به فقرات ليست منه بل منكرة عليه كما اوضحت لكم فيقذفون به كالقنبلة فى وجوهنا فيقولونه لنا و يصدعوننا به فى كل مناسبة حينما يذكرون التسول او الشحاذة او الذى يمد يده بالسؤال الى الناس و كأنهم يبررون لأنفسهم عدم الانفاق و يُخفون شحهم و بُخلهم بهذه الرواية الضعيفة المنكرة و التى للاسف اخذ منها البعض حكما فقهيا و هو جواز بيع المزايدة !!! و نسوا قول الله تعالى { ان الذين يبخلون و يأمرون الناس بالبخل و يكتمون ما آتاهم الله من فضله و أعتدنا للكافرين عذابا مهينا }[ النساء - 37 - ] و كذلك قول الله تعالى { و لا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيُطوقون ما بخلوا به يوم القيامة و لله ميراث السماوات و الارض و الله بما تعملون خبير } [ أل عمران - 180 - ] و نسوا قول رسول اله صلى الله عليه و سلم [ افضل الصدقة على ذى الرحم الكاشح ] " ذو الرحم المُغالى فى العداوة " صحيح رواه احمد فى إرواء الغليل و غيره ... و نسوا قول رسول الله صلى الله عليه و سلم [ ما نقص مال من صدقة ] صحيح ... و كم رأيت من مجانين و حُقراء و هم على بدعة و على فكر وهابى سلفى يأخذون دينهم للاسف الشديد من مرتزقة الفضائيات الذين هم أداة للفكر الوهابى السلفى العقيم ينهرون متسولا أو شحاذا أو مُحتاجا لمساعدات الناس يمُدُّ يديه مذلولا فى الشوارع و الطرقات و ربما ينامون على الارصفة و على محطات الاتوبيس و يلتحفون بورق الجرائد و حينما اتصدى للأمر أجد الوهابى السلفى الجلف يتعلل بهذا الحديث الضعيف ثم يتعالم قائلا بصلف " ماهو فيه صحة ما يروح يشتغل " !!! هل هذا هو الدين السمح الحنيف من وجهة نظر هؤلاء الأجلاف المرتزقة الأغبياء المُتنطعين الذين يجلسون فى المساجد و لا يعملون أى عمل ثم من يبحث عنهم و يفتش ورائهم يجدهم من الفشلة الذين يأكلون من أموال الصدقات أو التبرعات التى تأتى للمساجد بلا حياء و لا خجل و أقول مرارا و تكرارا أن مصر بلد العاطلين عن العمل و بلد البطالة المُقنعة و هناك من يملكون الشباب و الصحة و لا يجدون العمل و عندنا الطاقات المُعطلة بالملايين و تجد الشخص رجل أو امرأة منهم فى الشارع من يشحذ منك و هو يبكى ثمن تذكرة الاتوبيس و منهم من يسأل الناس أن يطعموه فقط !!! مجتمعنا ظالم و جاهل و أنانى لا يفكر فى غيره أبدا !!! و البعض من الجهلاء يتفلسف بأن هذا الشحاذ أو المتسول عنده أموالا طائلة أو يجلس هنا كل يوم... و أرد على هؤلاء فأقول لكل مُتخلف هل أنت تأكل مرة واحدة و كفى أم تأكل كل يوم ؟! و الجواب بالقطع هو أن كل واحد فينا يأكل كل يوم و كذلك هذاالمتسول أو الشحاذ يأكل كل يوم مثلك فهو اليوم يشحذ ليأكل و غدا أيضا يشحذ ليأكل فلماذا تنكر عليه ذلك.... فهذا الجهل و الغباء و التنطع هو كل ما قدمه لنا الفكر الوهابى السلفى و صبيانه مُرتزقة الفضائيات هو مقاومة هؤلاء المتسولين المحتاجين فقط و تركوا النخبة المُنحطة تسرق المليارات من دم الشعب و ما تمعَّر وجههم القبيح لله تعالى بل و لم يهتز لهم رمش عين قط و لم ينظروا إلى الظلم الاجتماعى و القهر الذى يعانيه هؤلاء المتسولين الذين لا يجدون قوت يومهم و الله العظيم ما دفع الإنسان إلى مد يده لذل السؤال و تعرُّض نفسه لصالح الناس و طالحهم أعطوه أو منعوه أو استهزأوا به أو عنفوه إلا الإحتياج القاسى بالإضافة إلى البخل المستجكم بنفوسهم و نسوا قول مولانا رسول الله صلى الله عليه و سلم [ إذا مات ابن أدم إنقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم يُنتفع به أو ولد صالح يدعوا له ] رواه الجماعة إلا البخارى و ابن ماجه و هو صحيح فى إرواء الغليل ... هذا هو مبلغ علم هؤلاء الأجلاف الذين يعاملون العبد و لا يعاملون الله تعالى خالق العبد و لم يعملوا بالحديث [ " حدثنا ابو بكر بن ابى شيبة و مسدد المعنى قالا حدثنا سفيان عن عمرو عن ابى قابوس مولى لعبد الله بن عمرو عن عبد الله بن عمرو يبلغ به النبى صلى الله عليه و سلم : الراحمون يرحمهم الرحمن إرحموا أهل الأرض يرحمكم من فى السماء ] " لم يقل مسدد مولى عبد الله بن عمرو و قال : قال النبى صلى الله عليه و سلم " و الحديث صحيح سنن أبى داود .. و قال الشيخ الألبانى صحيح سند الحديث .... و ربما يكون هذا المتسول تزوج و كان يعمل ثم تعرض لحدثان الدهر و هو يعول زوجة و أولاد و لا يستطيع الإنفاق عليهم و كذلك الذى لديه مريض يحتاج لنفقات كبيرة جدا لعلاجه و لا يجد فهؤلاء قد وقعوا تحت طائلة { فمن اضطر غير باغ و لا عاد فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم }[ البقرة - 173 - ] فهم يساعدون بفقههم العقيم و خطابهم الدينى القديم على ظلم هذه الفئات التى تريد فقط حق الحياه من مأكل و ملبس و علاج و لا تجده فسبحان الله العظيم لقد اصبحنا فى زمن لا يجد فيه الناس حد الكفاف !! بل هناك من ينكر عليهم ذلك!! و هناك من يتشدقون فى الفضائيات بأن المسلمون لو أدوا فقط زكاة أموالهم و صدقاتهم فلن تجد بينهم محتاجا !!! اقول لهم - لو - الذى يفيد امتناع وقوع الجواب لا متناع وقوع الشرط .... لكن ماذ نعمل الان مع هؤلاء ألن نساعدهم ألن نطالب لهم بحقهم ؟! الوهابييون السلفييون و صبيانهم مرتزقة الفضائيات يطردون هؤلاء الضعفاء من الرحمة و يحولون بينهم و بين حقهم فى ان يتصدق الناس عليهم !! و يتعالمون بالاية الشريفة التى لا يضعونها موضعها ألا و هى { للفقراء الذين احصروا فى سبيل الله لا يستطيعون ضربا فى الارض يحسبهم الجاهل اغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس الحافا ز ما تفعلوا من خير فإن الله به عليم } [ البقرة - 273 - ] اقول للوهابيين السلفيين و صبيانهم مرتزقة الفضائيات و اتباعهم الجهال هل هذه الاية نزلت فى حق الفقراء الذى منعهم فقرهم من الجهاد فى عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم فقط ؟! لو كان جوابكم هو نعم.. نقول لكم انتم قد جففتم معنى الاية و جعلتم القرأن عقيما و حاشا لله تعالى من ان يكون كلامه الشريف عقيما لان معانى الاية الشريفة تتسع لما يحدث فى عصرنا .... و لو سألتكم هل كما تأخذون من الاية ان المتعفف عن السؤال هو الذى لا يسأل الناس فقط اى لقد قصرتم فهمكم للأية فى حدود ان المتعفف لا يسأل و لا يشحذ و لا يُلح فى المسألة أليس كذلك ؟! و الجواب من كلامكم و من كثرة ما سمعناكم تتكلمون عن هذه الاية هو نعم... و اقول لكم هل من الطبيعى ان يتعفف الانسان و هو حتى لم يجد من يعطيه و لا من يُعينه و لا من يكفيه احتياجاته
؟! هذا غير وارد فى العقل و لا فى النقل لان الله تعالى قال { و لا تقتلوا انفسكم ان الله كان بكم رحيما } [ النساء - 29- ] ثم اقول لكم اليس زمن سيدنا و مولانا رسول الله صلى الله عليه و سلم خير القرون ؟! قستقولون نعم... فأقول لكم و قد كان هناك من يسأل الناس أى متسولون و هناك من كان يتعفف و هناك من كان يُلح فى المسألة فستقولون نعم.... فأقول لكم فما بالكم بزماننا الذى امتلأ ظلما و جورا و هُضم حق الكثيرين بالقوة الجبرية و الطغيان العلنى فهل تريدون من يحتاج لحد الكفاف و لا يجده أصلا بل و يُهاجم من المجتمع ان لا يسأل بل و لا يُلح فى المسألة !!! اى منطق تتكلمون به هل انتم مغيَّبون عمَّا يحدث فى العالم من مُعاناة الناس !!! فاسمعوا لقول رسول الله صلى الله عليه و سلم و امتثلوا بدون فلسفة [ ليس المسكين الذى يطوف على الناس فترده اللقمة و اللقمتان و التمرة و التمرتان و لكن المسكين الذى لا يجد غنى يغنيه و لا يُفطن له فيُتصدق عليه و لا يقوم فيسأل الناس ] تخريج السيوطى " مالك حم ق ن د " عن ابى هريرة.... تحقيق الالبانى فى صحيح الجامع.... و الحديث صحيح فى صحيح و ضعيف الجامع الصغير.....لانه من الطبيعى ان المحتاج و لا يجد ما يحتاجه سيسأل الناس و خاصة اذا كان فى عصر الجهل الوهابى السلفى و عصر البطالة و خاصة و ان هؤلاء الناس ايضا ظلمهم القانون فلم ينصفهم بأى حال من الاحوال و لمَّا اعطى الضوء الاخضر بمواده الظالمة للشرطة سلطة القبض على هؤلاء فى الشوارع و هم يسألون الناس إلحافا " إلحاحا " من الجوع و الناس عنهم معرضون ايضا و لو لم يسألون الناس فسيموتون جوعا و حقيقة ان العبرة بالقبض عليهم او بتحريم السؤال إذا كان الحاحا او بتجريم هذه الفئة المتسولة عموما فى نظر القانون بحجة ان هذا التسول عمل لا يليق بمجتمع متحضر كلام لا محل له من الإعراب لإن المتعفف انسان له طاقة فإذا لم يجد قوت يومه و لم يجد انصافا لا من الفرد و لا من المجتمع فسوف يمد يده و ربما يسرق فما العمل لو حدث هذا ؟! فأن يسأل الناس أو يُلحف " يُلح " فى المسألة افضل و أكرم من السرقة أليس كذلك نرجو بل لابد من المجتمع مساعدة هؤلاء عن طريق حقهم الشرعى فى الصدقات و الزكاة كما نص المولى جل فى علاه { و فى أموالهم حق معلوم للسائل و المحروم } [ الذاريات - 19 - ] و كذلك { و الذين فى اموالهم حق معلوم للسائل و المحروم } [ المعارج - 24 - 25 - ] و كذلك { انما الصدقات للفقراء و المساكين و العاملين عليها و المؤلفة قلوبهم و فى الرقاب و الغارمين و فى سبيل الله و ابن السبيل فريضة من الله و الله عليم حكيم } [ التوبة - 60 - ] و الى جانب ذلك لا نتركهم هملا لمن يدفع الصدقة و الزكاة و لمن لا يدفع و لكن لابد من استصدار قانون لهذه الفئة المهمشة لتستطيع ان تحيا حياة كريمة بلا حرمان و لا ذل
جمال الشرقاوى
صحفى وكالة انباء مصر


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.