حالات شد وجذب شديدة بين حزب النور وقياداته من جانب وقيادات إخوانية ومن الجماعة الاسلامية من جانب آخر في محاولة للتأثير علي وجوده في المشهد السياسي المصري وللتأثير علي استعداداته للمعارك الانتخابية الرئاسية ثم البرلمانية القادمة. الأمر الذي اعتبره مراقبون محاولة لتأليب الاسلاميين علي الحزب في الانتخابات القادمة. المعركة الأولي بدأت بتصريحات للدكتور يونس مخيون.رئيس حزب النور. أكد فيها استنكاره للهجوم المستمر من قيادات فيما يسمي بتحالف دعم الشرعية عبر فضائية الجزيرة ومن بينهم الدكتور طارق الزمر القيادي البارز بحزب البناء والتنمية.. كاشفا النقاب عن اتصال تليفوني بينهما صبيحة الثالث من يوليو تبادلا فيه الرؤي حول الموقف السياسي وقتها وبعد ساعات من خطاب مرسي الأخير المعروف اعلاميا بخطاب ¢الشرعية¢. وكيف أن طارق الزمر تمني لو أن حزب البناء والتنمية دعيي لاجتماع المجلس العسكري برموز سياسية بينها حزب النور لاعلان خارطة الطريق وكون الزمر كان متحمسا للغاية لاعلان مرسي القبول بالانتخابات الرئاسية المبكرة. وبعد إعلان خارطة الطريق اتصل الزمر به وأشاد بوجود النور في المشهد وقال له:¢ أنا شعرت أنكم سبب في عدم إلغاء الدستور وتعطيله فقط وواضح أن دوركم في هذا الأمر مهم¢. وبعد ذلك عند اعتراض النور علي الدكتور محمد البرادعي اتصل به طارق الزمر وشكره علي هذا الموقف. وقال: "وجودكم مهم في المشهد". واستنكر مخيون موقف الزمر الذي لم تتوقف بينهما الاتصالات الا عندما علم أنه مطلوب للأمن وأنه فوجئ به يهاجمهم علي قناة الجزيرة ويتهمهم بأنهم عملاء أمن دولة. وهو يعلم أنه يقول غير الحقيقة إذ كانت علاقتهم جيدة وكانوا علي تواصل دائم وكان هو يتفق مع آرائهم وتمني أن لا يهاجمهم بصورة تتنافي مع أخلاقه. هذه التصريحات استفزت الدكتور طارق الزمر وقيادات الجماعة الاسلامية اذ نفي الزمر حدوث هذه الاتصالات جملة وتفصيلا. وأن الاتصالات انقطعت تماما بين الحزبين بعد فشل مبادرة حزب النور للتقريب بين جبهة الانقاذ والإخوان واتخاذه موقفا متحيزا للجبهة وتخليه عن مساندة التيار الاسلامي. وهو الأمر الذي تواصل معه التلاسن لحد تبادل الاتهامات بالكذب بين الجانبين. ولم تتوقف معارك الاخوان ودعم الشرعية مع حزب النور عند هذا الحد بل خاض معركة أخري مع الشيخ سلامة عبدالقوي المتحدث الرسمي السابق باسم وزارة الاوقاف في عهد الإخوان. حول اتهامات النور للأوقاف بالأخونة وعجز حزب النور عن إثبات إدعاءاتهم بأخونة الدولة ووالدعوة بالمساجد وخضوع الوزير وقتها بشكل كامل للاخوان وهو الأمر الذي استفز حزب النور بشكل قوي اضطر معه رئيس حزب النور لاصدار بيان وضح فيه حقيقة ما حدث. بدأت الأزمة حين خرج الشيخ سلامه عبدالقوي في برنامجه علي قناة ¢رابعة¢ موجها سهاما واتهامات بالإفتراء والكذب للدكتور يونس مخيون. الأربعاء الماضي. قائلاً: أحمد شفيق وأمن الدولة أعطوا د. يونس مخيون ملف الأخونة الذي قدمه للدكتور محمد مرسي وأنه قال أن هناك 13ألف وظيفة. وأن الدكتور يونس مخيون وحزب النور والدعوة السلفية شنوا حربا شعواء علي الدكتور طلعت عفيفي ووزارة الأوقاف في عهد الإخوان بسبب مآرب شخصية ودون إثبات لحالة واحدة ترتبط بعملية أخونة أو إستبعاد أحد العلماء الكفاءات من السلفيين لصالح أحد دعاة الاخوان. وأن الدكتور يونس مخيون وجه سبابا علنيا للدكتور طلعت عفيفي دون مراعاة لسنه ولا لعلمه ولا لمكانته كوزير وتعامل معه كما الاستاذ الذي يوبخ تلميذه. وإتهمه بأن الاخوان يحركونه كيفما شاءوا وهو الأمر الذي استفز الدكتور طلعت عفيفي وقتها بشكل كبير حيث استنكر علي الدكتور يونس مخيون ما قاله من اتهامات علي خلاف الحقيقة.علي حد وصف الشيخ سلامه عبدالقوي. من جهة أخري رد الدكتور يونس مخيون رئيس حزب النور في بيان رسمي للحزب بأن حقيقة ما حدث أنه ذهب علي رأس وفد من حزب النور لمقابلة وزير الأوقاف السابق¢د.طلعت عفيفي¢ لمناقشة عدة موضوعات ومنها أن الوزير قد قرر تشكيل لجان لإعادة تقييم كل خطباء المكافأة حتي الذين تم اجتيازهم اختبارات الوزارة وحصلوا علي تصاريح. فكان هناك تخوف كبير من سيطرة الإخوان علي لجان التقييم مما يشكك في حياديتها. وكذلك كان هناك شكاوي كثيرة من محاولة الإخوان السيطرة علي المناصب العليا بالوزارة في جميع المحافظات وقد تم هذا بالفعل. أضاف: و عندما أخذت أعرض الموضوع بهدوء فوجئت بأن الوزير انفعل انفعالا شديدا واحمر وجهه واعترض علي ما أقوله فطرحت عليه مثالا واحدا يبرهن علي صدق تخوفنا. ومن شدة انفعال الوزير ودفاعه عن أخونة الوزارة طلب عبد الله بدران السماح بإنهاء المقابلة لعدم جدواها و قال للوزير: لا خير فينا إن لم نقلها ولا خير فيكم إن لم تسمعوها. ولكن تدخل الحاضرون لتهدئة الجو وانتهي اللقاء بصورة ودية. أشار الي أنه إذا كل ما قاله سلامة عبد القوي ليس له أساس من الصحة بل كله كذب وافتراء. وإستشهد بأحد الحاضرين في هذه الجلسة - وهو مستعد للشهادة - وهو الشيخ جابر طايع ¢ وكيل وزارة الأوقاف بالجيزة الآن¢. وعندي إثباتات أخري تدل علي صدق ما أقول و كذب ادعاء سلامة¢الإخواني¢ سوف أخرجها إذا استدعي الأمر. بل عندي وقائع كثيرة غير هذه الواقعة ولكن أكتفي بهذه حاليا. وأقول لسلامة عبد القوي: لقد فتحت علي نفسك بابا ما كنت أريد أن أفتحه. وختم بيانه بقوله ل ¢الإخوان¢: كفاكم كذبا وتضليلا وظلما فهذا الذي أرداكم وأسقطكم.. وأي مشروع إسلامي تدعون!!