كرر الرئيس الأمريكي باراك أوباما في الآونة الأخيرة ان أي إجراء يتخذ لصالح الأمن القومي لبلاده مباح وضروري حتي لو كان هذا الإجراء هو التجسس أو التنصت علي حكومات الدول الصديقة والحليفة. ومما لا شك فيه ان هذا هو السلوك نفسه الذي تسلكه كل الدول في العالم الآن. فإذا ما استشعرت دولة ما خطرا علي أمنها القومي لا تتواني في مهاجمته ودرئه. فالمنطق السائد في عالم اليوم هو منطق القوة ومنطق إن لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب. أقول هذا الكلام بمناسبة الخطاب السري الذي كشفت عنه جريدة الأخبار بتاريخ 28 يناير الحالي 2014 والمرسل من قبل خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في دمشق إلي اسماعيل هنية في غزة متضمنا خطة القيام ببعض العمليات التخريبية في مصر لا يتسع المجال لذكر تفاصيلها. الظروف الحالية تفرض علي مصر التعامل بحكمة وفي نفس الوقت بحسم مع هذا الملف. فالرجلان مشعل وهنية ومن معهما كسامي أبوزهري وفوزي برهوم وموسي أبومرزوق عليهم أن يثبتوا غير ما ورد في ذلك الخطاب. ولقد ذكرت الثلاثة الآخرين لأنهم لا يمكن أن يكونوا بمناي عما ورد في ذلك الخطاب فتصريحاتهم حول مصر دائما ما تعكس شرا. المهم يجب علي مصر أن تتخذ إجراءاتها وتستجيب لمطلب حماس بتشكيل لجنة تقصي الحقائق حول الاتهامات الموجهة لقادتها فإذا ما ثبتت صحتها وجب تقليم أظافر هؤلاء القادة العابثين بمصير قضيتهم دون أن يقع ضرر علي شعب فلسطين الشقيق. فغلق المعابر علي سبيل المثال لا يتضرر منه غير المرضي والمحتاجين وطلاب العلم والمغتربين لا اسماعيل هنية ولا خالد مشعل. وإذا كنا نحن المصريين نعترف بان حركة حماس قد خرجت من عباءة جماعة الإخوان التي أسسها حسن البنا في مصر عام 1928. فهذا يعني اننا الذين جلبنا هذا البلاء للشعب الفلسطيني. وبالتالي لا تجوز لنا المشاركة في حصاره. كما أن الحكمة تقتضي ان أية إجراءات تتخذها مصر يجب أن تراعي الإبقاء علي وجود الحركة. أقصد حماس. فوجودها مطلوب في مقابل وجود الحركات الصهيونية المتطرفة في إسرائيل. وهي ورقة كثيرا ما تكون رابحة علي طاولة أية مفاوضات مع الكيان الصهيوني لكن بعد إعادتها -أي الحركة- إلي الطريق المستقيم. ونتمني علي الاعلام المرئي أن يفرق بين قادة حماس وبين شعب فلسطين الشقيق. وليفهم هذا الاعلام الأرعن ان تحرير فلسطين ليس مسئولية الفلسطينيين وحدهم وان الأماكن المقدسة في فلسطين كمدينة القدس والصخرة المشرفة والمسجد الأقصي والحرم الإبراهيمي ليست ملكا للفلسطينيين. وليعلم هذا الاعلام ان إسرائيل ليست عدوا للفلسطينيين وحدهم بل عدو لمصر أيضا. ولكنها كمرض السرطان أو الفيرس الخطير الكامن مؤقتا بسبب الشارع المصري الثائر. ولكنه سرعان ما ينشط إذا أصيب الشارع بالخمول. فلسطين بعد استراتيجي لمصر وشعبها شقيق لنا شئنا أم أبينا فلا تحملوه وزر الجماعة التي تسمي أنصار بيت المقدس. فلا تزر وازرة وزر أخري. قال الشاعر عن الوجود الإسرائيلي في القدس: يا لهف نفسي أحقا أن صخرتنا في القدس قد غاث أنجاس الوري فيها وهل صحيح بأن المومسات بها صيرن أقداسنا حمرا لياليها يا أمة دفنت في الرمل هامتها كي لا تري الواقع المهزوم يخزيها أما سمعت بأولي القبلتين وقد تبختر الكفر في أقداسها تيها أين الملايين للشيطان نرخصها