تنسيق المرحلة الأولى..85.37% للعلمي و81.71% للشعبة الهندسية نظام قديم    موعد التقديم والمزايا.. المستندات المطلوبة للالتحاق بجامعة دمنهور الأهلية    البابا تواضروس يصلي القداس مع شباب ملتقى لوجوس    حروب تدمير العقول !    الحكومة: غلق جميع الفتحات فى الحواجز الوسطى والجانبية بالتحويلات المرورية    وزير السياحة: نستهدف شرائح جديدة من السياح عبر التسويق الإلكتروني    الشمس تحرق جنود الاحتلال بغزة.. إجلاء 16 مقاتلا من القطاع بسبب ضربات شمس    بوتين يعلن إعادة هيكلة البحرية الروسية وتعزيز تسليحها    الكونغو.. مقتل 21 شخصًا على الأقل بهجوم على كنيسة في شرق البلاد    تحقيق| «35 دولارًا من أجل الخبز» و«أجنّة ميتة».. روايات من جريمة «القتل جوعًا» في غزة    بعثة الأهلي تصل القاهرة بعد انتهاء معسكر تونس    رابطة الأندية تحدد يوم 29 سبتمبر موعدا لقمة الأهلى والزمالك فى الدورى    بيراميدز يكشف سبب غياب رمضان صبحي عن مباراة قاسم باشا    ليفربول بين مطرقة الجماهير وسندان اللعب المالي النظيف    جنايات الإسكندرية تقضى بالإعدام شنقا ل"سفاح المعمورة"    ننشر أسماء أوائل الشهادة الثانوية الأزهرية بشمال سيناء.. الطالبات يتفوقن على الطلبة ويحصدن المراكز الأولى    موجة شديدة الحرارة وسقوط أمطار على هذه المناطق.. الأرصاد تحذر من حالة الطقس غدًا الإثنين    مدبولي يوجه بمراجعة أعمال الصيانة بجميع الطرق وتشديد العقوبات الخاصة بمخالفات القيادة    تأجيل محاكمة 108 متهمين بخلية "داعش القطامية" ل 28 أكتوبر    "أنا ست قوية ومش هسكت عن حقي".. أول تعليق من وفاء عامر بعد أزمتها الأخيرة    ب "لوك جديد"| ريم مصطفى تستمتع بإجازة الصيف.. والجمهور يغازلها    هل الحر الشديد غضبًا إلهيًا؟.. عضو بمركز الأزهر تجيب    بتوجيهات شيخ الأزهر.. قافلة إغاثية عاجلة من «بيت الزكاة والصدقات» في طريقها إلى غزة    بعد 11 عامًا.. الحياة تعود لمستشفى يخدم نصف مليون مواطن بسوهاج (صور)    تعرف على طرق الوقاية من الإجهاد الحراري في الصيف    ذكرى وفاة «طبيب الغلابة»    الغربية تستجيب لمطالب أولياء الأمور وتُخفض الحد الأدنى للقبول بالثانوي العام    محافظ دمياط يطلق حملة نظافة لجسور نهر النيل بمدن المحافظة.. صور    «فتح»: غزة بلا ملاذ آمن.. الاحتلال يقصف كل مكان والضحية الشعب الفلسطيني    نجوى كرم تتألق في حفلها بإسطنبول.. وتستعد لمهرجان قرطاج الدولي    غدًا.. وزير الثقافة ومحافظ الإسكندرية يفتتحان الدورة العاشرة لمعرض الإسكندرية للكتاب    يسرا ل"يوسف شاهين" في ذكراه: كنت من أجمل الهدايا اللي ربنا هداني بيها    وزير الثقافة يزور الكاتب الكبير صنع الله إبراهيم بعد نقله إلى معهد ناصر    رانيا فريد شوقي تحيي ذكرى والدها: الأب الحنين ما بيروحش بيفضل جوه الروح    وزير الإسكان يواصل متابعة موقف مبيعات وتسويق المشروعات بالمدن الجديدة    رئيس اقتصادية قناة السويس يستقبل وفدا صينيا لبحث التعاون المشترك    لماذا تؤجل محكمة العدل الدولية إصدار حكمها في قضية الإبادة الجماعية بغزة؟    العثور على جثة شخص بدار السلام    الأردن يعلن إسقاط 25 طنا من المساعدات الغذائية على غزة    تجديد الثقة في الدكتور أسامة أحمد بلبل وكيلا لوزارة الصحة بالغربية    7 عادات صباحية تُسرّع فقدان الوزن    "البرومو خلص".. الزمالك يستعد للإعلان عن 3 صفقات جديدة    بعد عودتها.. تعرف على أسعار أكبر سيارة تقدمها "ساوايست" في مصر    أمين الفتوى: النذر لا يسقط ويجب الوفاء به متى تيسر الحال أو تُخرَج كفارته    قبل كوكا.. ماذا قدم لاعبو الأهلي في الدوري التركي؟    وزير البترول يبحث خطط IPIC لصناعة المواسير لزيادة استثماراتها في مصر    لمروره بأزمة نفسيه.. انتحار سائق سرفيس شنقًا في الفيوم    مجلس جامعة بني سويف ينظم ممراً شرفياً لاستقبال الدكتور منصور حسن    الجيش السودانى معلقا على تشكيل حكومة موازية: سيبقى السودان موحدا    «مصر تستحق» «الوطنية للانتخابات» تحث الناخبين على التصويت فى انتخابات الشيوخ    وزير التموين يفتتح سوق "اليوم الواحد" بمنطقة الجمالية    جواو فيليكس يقترب من الانتقال إلى النصر السعودي    مصر تنتصر ل«نون النسوة».. نائبات مصر تحت قبة البرلمان وحضور رقابي وتشريعي.. تمثيل نسائي واسع في مواقع قيادية    إصابة 11 شخصا في حادثة طعن بولاية ميشيجان الأمريكية    وزير الأوقاف: الحشيش حرام كحرمة الخمر.. والإدعاء بحِلِّه تضليل وفتح لأبواب الانحراف    «الحشيش مش حرام؟».. دار الإفتاء تكشف تضليل المروجين!    وسام أبو على بعد الرحيل: الأهلى علمنى معنى الفوز وشكرا لجمهوره العظيم    تأكيدا لما نشرته الشروق - النيابة العامة: سم مبيد حشري في أجساد أطفال دير مواس ووالدهم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



موسى أبومرزوق: «حماس» ليست ذراع أو رِجل «الإخوان».. ونتلقى دعماً مالياً وعسكرياً من طهران
نائب رئيس المكتب السياسى لحماس يتحدث عن الحركة والإخوان والسلطة فى حوار ل«الوطن»
نشر في الوطن يوم 21 - 09 - 2012

حين تدخل فيلا الدكتور موسى أبومرزوق، نائب رئيس المكتب السياسى لحركة حماس، تدرك أن أبومرزوق غير آمن على حياته فى مصر؛ فالحراس منتشرون فى كل مكان، يفتشون الحقائب والأشخاص بشكل مبالغ فيه، ويظل الأمن يرقبك وأنت تُجرى المقابلة، كأنه ينتظر اللحظة التى تنقض فيها على الرجل. داخل الفيلا المكونة من 4 طوابق يوجد أكثر من 15 فلسطينياً لا تعرف مهمة كل واحد منهم بالتحديد، إلا إذا بادر بالتعامل معك، ومصلى كبير داخل المكان يسع 20 شخصاً، ومكتب يجلس عليه شخص فلسطينى بابه يطل على المصلى، تتأكد أن فيلا أبومرزوق هى مكتب لحركة حماس فى مصر، وإن كان لم يعلن عن ذلك رسمياً.
اعتذر أبومرزوق ل«الوطن»، عن أية مضايقات من الأمن، وقال إنه يخشى الاغتيال، لأن قيادات حماس استهدفوا فى عدة دول عربية، وأضاف أن «حماس» ترحب بفتح مكتب لها فى القاهرة، إلا أن القرار يظل للحكومة المصرية، وأن وجود منطقة حرة بين مصر وغزة يسهم فى رفع معاناة أهالى القطاع، وأن زيارات إسماعيل هنية وخالد مشعل، للقاهرة عقب سقوط نظام مبارك، تؤكد أن مصر تقف الآن على مسافة واحدة من جميع الأطراف الفلسطينية، وأن غزة لا علاقة لها بأحداث رفح؛ لأنها لا تصب فى مصلحتها، نافياً أن يكون هناك أشخاص مطلوبون من قبل الأمن المصرى.
* فى البداية، ما الغرض من الزيارات المتكررة لقيادات حماس إلى القاهرة مؤخراً؟
- دائما بالنسبة للقضية الفلسطينية، القاهرة هى العنوان الأبرز، وليست المسألة هى غزة أو منطقة حرة أو إجراءات على المعبر، هذه مسائل تبدو، فى كثير من الأحيان، العنوان لدى الإعلام، لكنها فى النهاية قضايا صغيرة ضمن الملف الفلسطينى الشامل.
* ولماذا تزايدت هذه الزيارات عقب وصول الإخوان المسلمين إلى السلطة؟
- حماس لم يكن لها أية لقاءات سياسية فى مصر فى عهد مبارك، أو بعده، حتى تولى الدكتور محمد مرسى الرئاسة، وعلى الرغم من أن الشرعية الفلسطينية بعد الانتخابات لم تكن فقط للسلطة الفلسطينية، بل أيضاً لحكومة حماس، ولم يكن لإسماعيل هنية وجميع قيادات حماس أية لقاءات سياسية فى مصر، لا مع رئيس وزراء أو وزير خارجية أو مع رئيس جمهورية، ولقاءات قيادات حماس اقتصرت فى عهد مبارك على المخابرات المصرية، وفى الوقت الحاضر القيادة المصرية الآن فعلاً على مسافة واحدة من جميع الأطراف ولم يرفضوا طلباً للإخوة فى فتح، كما لم يرفضوا طلباً للناس فى حماس، ونؤكد أيضاً ألا يكون هناك ازدواجية فى التمثيل الفلسطينى.
* ومتى ينتهى هذا الانقسام وتمثّل فلسطين بطرف واحد، بدلاً عن حماس وفتح؟
- هناك فيتو أمريكى وإسرائيلى على استمرار هذا الانقسام، ورفض المصالحة وعرقلتها، تحت عنوان أن حماس حركة إرهابية، وإذا كانت جزءاً من السلطة الفلسطينية سوف تحرم الولايات المتحدة السلطة الفلسطينية من الدعم المالى المقدم لها، والمشكلة أن السلطة الفلسطينية، قامت بشكل مؤقت وصولاً إلى الدولة الفلسطينية وحل الدولتين ولمدة 5 سنوات، وأن تنتهى بوجود دولة فلسطينية، والآن السلطة الفلسطينية مهامها ووجودها فى مهب الريح؛ لأن حل الدولتين لم يعد ممكناً ومن يطرح حل الدولة الواحدة واهم، وبالتالى نحن مطالبون بأن نتخذ سياسات مختلفة عما كانت فى السابق، والوحدة الوطنية الآن مسألة مصيرية، وعنوانها وحدة المجلس الوطنى الفلسطينى، والمجلس التشريعى، وفى الرئاسة الفلسطينية، وعدم التنازع عليها، التوحيد فى مؤسسات مجلس الوزراء، وهناك آخرون يرون مسألة الوحدة أمراً غير ممكن فى الوقت الحاضر، وأن الممكن هو إزاحة حماس بأية طريقة من الطرق، لأنه غير مسموح أمريكياً أن تكون جزءاً من المصالحة.
* هل ترى أن المساعدات الأمريكية للسلطة الفلسطينية، هى التى تقف حائلاً أمام المصالحة الفلسطينية؟
- السلطة الفلسطينية إرادتها مرتبطة بالإرادة الأمريكية والإسرائيلية وليست بالإرادة الفلسطينية الحرة، وبالتالى قراراتها مقيدة بصورة أو بأخرى.
* لماذا يجرى تأجيل الانتخابات الفلسطينية من حين لآخر؟
- الانتخابات ليست هى الوحدة الفلسطينية، المشكلة فى أن الأخ أبومازن، اشترط أن تكون الانتخابات عنوان المصالحة، وقبل الحكومة، وهذا أمر فى منتهى الصعوبة؛ بل مستحيل لأن هناك قضايا يجب تجاوزها قبل إجراء الانتخابات، ولم نجر أية خطوات عملية على الأرض فى اتجاه انتخابات المجلس الوطنى الفلسطينى.
* ولماذا بادر إسماعيل هنية بوقف عمل اللجنة المشرفة على الانتخابات الفلسطينية فى قطاع غزة؟
- جرى وقفها مؤقتاً لأن هناك اتفاقاً لم يطبق من قبل السلطة الفلسطينية.
* لكن هناك من يقول إن هنية أغلق اللجنة عقب عودته من القاهرة ما يعنى استقوائه بإخوان مصر؟
- اللجنة جرى إغلاقها قبل أن يكون هناك انتخابات رئاسية فى مصر، وهو قرار مرتبط كما قلت بعدم تطبيق السلطة فى رام الله، لبنود ما اتفق عليه فى القاهرة، لهذا يجب توخى الدقة من الجميع قبل استخدام عناوين غير صحيحة.
* وإلى أى حد شعرت حركة حماس بالارتياح، عقب صعود جماعة الإخوان المسلمين للسلطة فى مصر؟
- نحن مرتاحون لاختيار المصريين؛ فإذا اختاروا الإخوان فنحن ممنونون، وسنكون سعداء بالتعاون معهم، وإذا اختاروا غيرهم سنتعامل معهم، ونحن كنا نتعامل مع النظام السابق، إذ ليس لنا خيار سوى التعامل مع من يختاره المصريون.
* كيف ترى علاقة حركة حماس بإيران، وهل هناك خلاف عن طبيعة العلاقة بين حماس الداخل وحماس الخارج؟
- إيران علاقتها مع حماس قديمة وقوية منذ فترة طويلة، لمواقف إيران من القضية الفلسطينية، ودعمها لحركات المقاومة، فإيران داعمة لحركة حماس بشكل قوى سواء من الناحية السياسية أو المالية أو العسكرية، وعلاقة حماس بإيران ستستمر وهى مصلحة فلسطينية مطلقة، والعلاقة بين حماس وإيران مسألة استراتيجية بالدرجة الأولى، ولا نريد أن يتحول العداء فى المنطقة بسبب خطأ فى بعض السياسات إلى مواجهة بين العرب ككتلة والإيرانيين من جهة أخرى، أو يكون الخلاف والمواجهات مذهبية، وفى المقابل نحن نرى موقف إيران من نظام بشار الأسد خاطئاً.
* الاتهام الموجه إلى حماس بأنها ظلت تساند نظام الأسد، وهو يقتل شعبه إلى أن بدأ ينهار فأغلقت مكاتبها فى سوريا وانسحبت؟
- نظام الأسد، كان يدعمنا، ونقولها وبكل صراحة إن نظامه كان يقف إلى جانبنا فى كل مراحل نضالنا وفى مختلف الجوانب، ولم نر منه إلا خيراً، واختلفنا مع النظام فى معالجته للأزمة السورية، وكنا نرفض الحل الأمنى والعسكرى فى هذه الأزمة، وكانوا هم يرون غير ذلك، وحين رأينا أن الحل الأمنى تعمق خرجنا من سوريا.
* هل ترى أن نظام بشار سيسقط؟
- بلا شك أقول لبشار، إنه لا يوجد حاكم يستطيع أن يواجه شعبه، فى النهاية إرادة الشعب سوف تتحقق وتنتصر.
* ما حقيقة نقل حركة حماس لمكاتبها إلى القاهرة بدلاً من سوريا، وأن مقرها هو مكان إقامتك؟
- حماس، تسعى لأن يكون لها مكاتب فى كل الدول، وكان لها مكاتب فى سوريا والعراق وطهران واليمن والسودان، وغيرها من الدول العربية وبقية دول العالم الإسلامى، وعلاقة حماس مع أية دولة ليست محصورة بافتتاح مكتب أو بشىء من هذا القبيل، بل أن علاقتنا بمصر مصيرية؛ لأن مصر هى بوابة غزة للعالم، كما أن الأردن بوابة الضفة ووجود مكاتب لحماس فى مصر لا يعزز الانقسام الفلسطينى، بل إن افتتاح مكتب يتطلب موافقة الطرفين وبالتأكيد إذا رحبت الإدارة المصرية بوجود مكاتب لحماس فى مصر فذلك بالتأكيد يسعدنا.
* برز الأيام الماضية الحديث عن مشروع توسعة غزة على حساب سيناء أو ما يُطلق عليه «الوطن البديل»؟
- «الوطن البديل»، مشروع وهمى وغير موجود، ولن يقبل فلسطينى بوطن بديل عن وطنه، كما أن هذا المشروع رفضه الفلسطينيون فى عام 1954، حين عرضه عليهم المصريون وطلبت القيادة المصرية توطين بعض الفلسطينيين فى سيناء، إلا أن الفلسطينيين رفضوا.
* من المعروف أن حركة حماس، حركة مقاومة، وفى الواقع لا توجد مقاومة إلا فى خطابات الحركة ولا يوجد شىء على الأرض، بل هناك دوريات تعتقل من يطلق قذائف هاون تجاه إسرائيل؟
- حركة حماس، لم تتخل عن خيار المقاومة، ولكن هناك تغيراً استراتيجياً فى طبيعة وشكل المقاومة، التى تختلف بالتأكيد مع اختلاف المرحلة؛ فإطلاق القذائف وصواريخ الهاون لم يعد يجدى، بل تدخل القطاع فى حروب ودمار بلا فائدة.
* هناك أقاويل عن وجود تنسيق أمنى بين إسرائيل وحماس، إلى درجة أن ابنة وزير الداخلية الفلسطينى عولجت فى مستشفى ساروكة الإسرائيلى، ثم نُقلت بطائرة إلى الأردن؟
- علاج ابنة وزير الداخلية الفلسطينى فى مستشفى ساروكة الإسرائيلى، لا يعنى أن هناك تنسيقاً أمنياً بين حماس وإسرائيل، بل هناك التزام ومسئولية من قبل الكيان الصهيونى تجاه قطاع غزة، الذى هو تحت الاحتلال الإسرائيلى، بل إن مواليد غزة ووفيات غزة حتى الآن يسجلون فى إسرائيل، وهناك التزام دولى على الكيان الصهيونى ككيان محتل بتلبية احتياجات أهل قطاع غزة فى شتى المجالات، ومنها الجانب الصحى ومعالجة بعض المرضى من القطاع، وكثير من الحالات المرضية التى تستعصى على مستشفيات قطاع غزة يجرى تحويلها إلى المستشفيات الإسرائيلية داخل أرضنا المحتلة، وأذكر أن الكهرباء والبنزين وكثيراً من البضائع والسلع الاستراتيجية تأتى من الكيان الصهيونى، وهذا لا يكون من خلال التنسيق الأمنى بل اتصالات ما بين التجار وأصحاب السلع من الجانبين.
* هنية، فى كثير من خطب الجمعة، يؤكد على دولة الخلافة، ما الأولوية لديكم، القضية الفلسطينية أم دولة الخلافة؟
- لم أتابع خطب هنية، لأننى ببساطة أصلى هنا فى مصر، لكن ما أؤكد عليه هو أن الأولوية لدينا تحرير فلسطين ومقاومة المحتل وعودة القدس، وإعادة الحقوق المغتصبة قبل الحديث عن دولة الخلافة.
* وهل تتفق أن حماس هى الذراع العسكرية لجماعة الإخوان المسلمين، كما هو مكتوب على الجدران فى غزة؟
- لا شك أن ميثاق تأسيس حركة حماس، ينص على أنها جزء من جماعة الإخوان المسلمين، والإخوان موجودون فى أكثر من 80 دولة حول العالم، والحديث بأنها الذراع المسلحة لجماعة الإخوان، كلام تنقصه الدقة، وأنا أقول إنها لا ذراع ولا «رِجل»، لأن «حماس» حركة تحرر ومقاومة فلسطينية وطنية، وليست هى الذراع المسلحة للجماعة، بل تنتمى لها فكرياً، وتبايع المرشد العام فى مصر.
* على الرغم من أن التقارير النهائية لم تؤكد تورط عناصر من حركة حماس فى أحداث رفح، فإن هناك حديثاً عن وجود أسماء مطلوبة من الأمن قبل عملية رفح وبعدها، مثل ممتاز دغمش وأيمن نوفل؟
- الأمن المصرى لم يطلب منا تسليم أحد من قطاع غزة، لأنه لم يتورط أحد فى عملية رفح، وما يطلبه الأمن هو الاستعلام عن أسماء أشخاص فقط، وبدورها تستعلم عنهم الحركة وترسل تقارير عن تحركاتهم، فضلاً عن أن الأمن المصرى لم يطلب منا لا تسليم ممتاز دغمش ولا أيمن نوفل، الذى خرج مع المعتقلين من السجون المصرية أثناء الثورة بعد فتحها من قبل أهالى المعتقلين.
* وما حقيقة أن هناك جماعات جهادية فى غزة وفى سيناء مثل أكناف بيت المقدس؟
- لا أكناف بيت المقدس ولا غيرها، الجماعات الجهادية فى غزة لا يتعدى عددهم ركاب «باص»، وعلى الرغم من أن جميع الحركات المتشددة الجهادية والإرهابية بما فيها تنظيم القاعدة خرجت من مصر، فإن غزة بها أقل عدد من هؤلاء ونحن لا نحارب الفكر بالسلاح أو القتل، بل بالفكر أيضاً، إلا إذا كانت هناك حالات تمرد وإعلان عن إمارة أو ما شابه، كما حدث سابقاً فى رفح، وكانت المواجهة بعد أن استنفدنا كل سبل الحوار والإقناع؛ لأن قطاع غزة لا يحتمل مثل هذه التصرفات، ومشكلة سيناء ليست فى هذه الجماعات بقدر ما هى مشكلة فراغ أمنى.
* وما حقيقة أن هنية طلب من الرئيس مرسى، عدم الإعلان عن أسماء من قطاع غزة متورطة فى حادث رفح؟
- هذا كلام غير صحيح؛ لأن هنية قابل مرسى قبل الحادث، وليس بعده، كما أنه لا يوجد متورطون أصلاً من قطاع غزة فى مثل هذا الحادث الإرهابى؛ لأنه ليس من مصلحة القطاع أن يفعل مثل هذه العمليات تجاه مصر، ومنذ أول يوم قلت إن أصابع إسرائيل هى التى حركت هذا الحادث، لأنها الوحيدة المستفيدة، وما زلت أستبعد تورط جماعة دحلان، وما أثير عن أن عدداً من منفذى العملية كان يرتدى أحذية كتب عليها «صنع فى نابلس» كلام فارغ، والبضائع والسلع الفلسطينية موجودة فى كل أسواق سيناء والعريش، مثل ما توجد البضائع المصرية فى غزة؛ فالتبادل التجارى للسلع موجود.
* على الرغم من الحديث عن منطقة تجارة حرة بين مصر وغزة، فإن البعض يرى المنطقة لن تقضى على عمليات التهريب من داخل الأنفاق؟
- نحن نرحب بأى مشروع من شأنه أن يخفف معاناة أهالى القطاع، والآن مصر تقوم بمسئوليتها تجاه قطاع غزة وتسعى لتوفير السلع الأساسية لأهالى القطاع، ومشكلة الأنفاق سوف تنتهى بوجود منطقة التجارة الحرة، التى من شأنها أن تمد القطاع باحتياجاته من السلع الأساسية والاستراتيجية، ومن ثم لن يكون هناك جدوى من وجود مثل هذه الأنفاق التى كانت تستخدم كبديل لكسر الحصار عن القطاع، ويجب أن نفرق بين الأنفاق الموجودة شمال معبر رفح، التى تقع تحت مسئولية حماس، والأخرى فى جنوب المعبر بالقرب من السيطرة الإسرائيلية المصرية، وغير الواقعة تحت مسئولية الحركة، وهى التى تستخدم كمنفذ لتهريب الأسلحة والمخدرات ويستخدمها العملاء فى عمليات التهريب، وكثيراً طلبنا من الحكومة المصرية هدمها والتخلص منها، وحال فتح معبر رفح، أمام السلع والبضائع، لن تكون هناك أهمية للإنفاق ولن يقدم أحد على تهريب السلع التى تدخل بشكل رسمى.
* وما حقيقة أن قيادات حماس زاد ثراؤها على حساب تجارة الأنفاق وغسيل الأموال الإيرانية فى هذه التجارة؟
- غير صحيح، فلا يوجد قيادى واحد من حركة حماس يتاجر فى الأنفاق أو يستثمر أمواله فيها، أو اغتنى على حسابها، كما لا توجد أموال إيرانية ليجرى غسيلها عبر الأنفاق أو استخدامها فى هذا الغرض ومن يقول ذلك يحاول تشويه قيادات الحركة دون دليل.
* لكن هناك ملايين صادرتها الجهات المصرية كانت بحوزة قيادات حماس عند معبر رفح منهم سامى أبوزهرى وغيره؟
- هذه أموال أهالى قطاع غزة، وكانت عبارة عن تبرعات ومساعدات لأهالى القطاع من الخارج عقب الهجوم العدوانى من قبل الكيان الصهيونى على غزة، وأطالب الحكومة المصرية برد هذه الملايين من الدولارات التى صودرت من معبر رفح ومنها 35 مليون دولار، كانت بحوزة إسماعيل هنية، ورفضت السلطات المصرية دخولها إلى غزة عن طريق المعبر، وأودع هنية تلك الأموال بجامعة الدول العربية، لكى تتولى إدخالها إلى القطاع بمعرفتها، إلا أن الجامعة أعطتها دون وجه حق إلى محمود عباس أبومازن، فهذه أموال الشعب الفلسطينى وغير صحيح أنها أموال إيرانية.
* التقارير التى صدرت مؤخراً، تشير إلى استخدام معبر كرم أبوسالم، من أهالى غزة، بصورة كبيرة فى الأيام الماضية، ما يعنى رواج التجارة بين حكومة حماس وإسرائيل؟
- لا نعترف فى حماس، بأى معبر آخر تجاه غزة سوى معبر رفح، لأن معبر كرم أبوسالم، تحت الاحتلال الإسرائيلى، وأية بضائع تمر منه لا بد أن تكون من خلال الكيان الصهيونى، وهذا ما لا نرحب به، ولكن نلجأ إلى معبر كرم أبوسالم حين نغلق معبر رفح، ولا يوجد لدينا بديل آخر للحصول على احتياجاتنا إلا من خلال هذا المنفذ.
* تظل قضية وجود معتقلين لدى حكومة حماس فى قطاع غزة، ووجود معتقلين لدى السلطة «حكومة فتح»، عائقاً أمام المصالحة، ما أبعاد القضية؟
- جميع المعتقلين لدى حماس فى غزة، اعتقلوا فى قضايا عمالة للكيان الصهيونى، وثبتت عليهم التهم بالأدلة الدامغة، لكن أغلب من اعتقلوا من أبناء حماس توجه إليهم تهم تتعلق بمقاومة الكيان الصهيونى، ويظل عدد كبير من أبناء «حماس» فى الضفة يرفضون إجراء المصالحة وأبناؤهم ما زالوا فى سجون السلطة الفلسطينية هناك.
* المواقع الإلكترونية تقول إن ابن حسن يوسف، قيادى حماس، هو من مثل الفيلم المسىء للرسول؟
- ابن الشيخ حسن، ويدعى مصعب، عميل لإسرائيل، واعتقل أكثر من مرة من الاحتلال الإسرائيلى، ثم ذهب إلى إسرائيل وكفر بالإسلام واعتنق النصرانية، وتبرأ منه والده، فى بيان رسمى للعائلة، ثم سفرته إسرائيل إلى الولايات المتحدة، ويعيش هناك، ولا أعتقد أنه من مثل فى الفيلم المسىء لأن اللغة الإنجليزية عنده ركيكة.
* وقضية سيارات الشرطة المصرية المسروقة، التى دخلت غزة، وسيارات المواطنين المسروقة عقب الثورة، التى لم تعد حتى الآن؟
- السيارات التى دخلت غزة عبر الأنفاق كانت جراء الفراغ الأمنى على الحدود المصرية، وتأتى إلى غزة بعد تهريبها من التجار المصريين بأوراق مزورة لتبدو رسمية، وأهل غزة يشترونها على هذا الأساس ويدفعون ثمنها، المشكلة تبدأ من عصابات المافيا والتهريب، وجرى تشكيل لجنة للتوصل إلى هذه السيارات وإعادتها إلى أصحابها فى مصر، وحتى الآن يجرى البحث عنها وإعادتها إلى أصحابها الفترة المقبلة.
* خلال الأيام المقبلة يتوجه رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، للمرة الثانية إلى الأمم المتحدة، لإعادة طلب العضوية الدائمة لفلسطين فى الأمم المتحدة، هل ستقف حماس ضد هذه الخطوة؟
- نحن لم نرفض ذهاب أبومازن إلى الأمم المتحدة المرة الأولى، ودعونا له بالتوفيق، ولكن ما نريد أن نؤكده هو أن أبومازن غير جاد فى هذه الخطوة، وأذكر أن العالم كله كان يصفق لخطابه فى الأمم المتحدة، حين طلب العضوية المرة الأولى، وكان التصفيق تشجيعاً له لكى يعلن فى النهاية طلب التصويت على العضوية، لكن أبومازن لم يجرؤ، ولم يعلن طلبه، تحسباً من قطع المعونات الأمريكية، التى تقدم للسلطة وتقدر سنويا ب450 مليون دولار، ونحن نشك فى جديته، هذه المرة أيضاً.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.