السفر قطعة من العذاب مهما تعددت وتطورت وسائل السفر. وتيسيرا علي المسلم في سفره شرع الاسلام للمسلم أن يقصر ويجمع صلاته في السفر. "عقيدتي" تلقت العديد من الأسئلة والاستفسارات كلها تستفسر علي قضايا عديدة خاصة بالجمع و القصر في الصلاة. قمنا عرضها علي الشيخ عبدالحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوي بالأزهر السابق. و الشيخ عبدالعزيز النجار مدير عام بوعظ الأزهر وعضو لجنة الفتوي. الشيخ عادل أبوالعباسي عضو لجنة الفتوي بالأزهر. * إذاكانت مدة السفر سفر يوم وليلة وكان السفر بالخيل والجمال والسفر الأن بالطائرة أو بالسيارات الفارهة.. فهل ان القصر هنا غير جائز؟! ** يري جمهور الفقهاء أن تبلغ مسافة القصر علي الأقل 80 كيلو مترا تقريبا. أي مسيرة يوم وليلة يسير الابل المحملة سيرا معتادا ولا يشترط أن تقطع هذه المسافة في المدة المذكورة يوم وليلة فلو قطعها في أقل منها ولو في لحظة صح القصر. وأن الشأن في السفر المشقة والحرمان والعذاب وأن الله سبحانه وتعالي رخص لعباده قصر الصلاة كما رخص بفطر الصائم في السفر تخفيفا ورحمة بهم وقد فعلها النبي صلي الله عليه وسلم وأصحابه في عهده ومن بعده وان اختلفت كلمة الفقهاء في حكم قصر الصلاة هل هو واجب أو سنة مؤكدة. أوجائز. إلا أنه أفضل من الاتمام. وإذا كانت المشقة في السفر مسألة واقعية ونسبية تختلف من إنسان لآخر ومن حين لاخر. فإنه مع اختلاف وسائل النقل والمواصلات وتقدم السفر وتطورها حتي أطلق عليها بالسرعة الخاطفة المذهلة لا يخلو السفر من المشقة. ومن ثم فلا يقبل القول بسقوط رخصة القصر في السفر. ذلك لأن المشقة ليست محصورة في الجهد البدني أو المادي. وإنما تمتد إلي القلق النفسي. الذي يفوق المشقة الجسدية. واننا مخاطبون باتباع الرخص تعبديا بدليل قوله صلي الله عليه وسلم "إن الله يحب أن تقبل رخصة كما يحب العبد مغفرة ربه" وقوله صلي الله عليه وسلم "إن الله تعالي يحب أن تؤتي رخصه كما يكره أن تؤتي معصيته" وما روي عن ابن عمر وابن عباس وابن مسعود رضي الله عنهم أن النبي صلي الله عليه وسلم قال "إن الله تعالي يحب أن تؤتي رخصه كما يحب أن تؤتي عزائمه".