أكد المشاركون أهمية تنشيط الوقف الاسلامي وازالة المعوقات التي أدت الي تراجع دوره في العالم الاسلامي خلال العقود الماضية .. وأوضحوا أن الوقف أحد السمات الرئيسية الاسلامية وقد لعب دورا كبيرا في ازدهارها حيث شمل الوقف كل اوجه الخير في الحياة وأشاروا الي الوقف إبداع إسلامي غير مسبوق في تاريخ البشرية وقد أخذه الغرب عنا وفعله في حين تراجع دوره عندنا بسبب ضعف الامة. في البداية تحدث الدكتور محمد مختار جمعة فأكد أن وزارة الأوقاف لا تتدخر جهدا في استثمار الوقف حتي أن هيئة الاوقاف المصرية هي المؤسسة الاقل مخالفات او شبهة فساد بسبب حركة التطهير التي شهدتها خلال الاشهر الماضية. واشار الي ان كل أموال الوقف المصرية في أمان وهناك خطة كبيرة للاستفادة منها واستثما اموالها في مشروعات تنموية مفيدة للمجتمع بما لا يتعارض مع شروط الواقفين التي تحرص الوزارة علي تنفيذها التزاما بتعاليم الشرع في ضرورة مرعاة الشروط التي وضعها الواقف علي وقفه. أوضح الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية . أن توظيف الوقف في بناء الانسان قبل البنيان تاريخ مشرف لأن من فلسفة حضارتنا "بناء الساجد قبل بناء المساجد" لهذا لا يوجد مانع شرعا في توظيف الوقف في كل المشروعات التنموية والعلمية التي تفيد البلاد والعباد. وأشار مفتي الجمهورية الي انه يكفي الوقف في مصر فخرا أن الازهر "كعبة المسلمين العلمية" ظل الوقف العامل الأساسي في استمراره حتي الآن حيث أوقف كثيرون من أهل الخير علي رعاية طلاب وعلماء وعمال الأزهر في كل العصور ولعل هذا سر بقاء الازهر في حين أندثرت كثير من المدارس الاسلامية مثل المدرسة الناصرية والظاهرية وغيرها في حين بقي الأزهر شامخا بسبب الوقف. طالب الدكتور عباس شومان . وكيل الأزهر . بدراسة أسباب تراجع الوقف ليس في مصر فقط بل في مختلف أقطار العالم الاسلامي من حيث افتقاد الشفافية والموضوعية والامانة في بعض القائمين عليها وكذلك عقم التشريعات الخاصة به مما أدي الي انصراف الكثيرين عنه ولهذا لابد من عقد اجتماع دولي يشارك فيه كل المسئولين عن الوقف في العالم الاسلامي لدراسة أسباب التراجع وكيفية علاجها بوسائل عصرية ومتحضرة وتتماشي مع روح العصر. وحث الدكتور شومان مختلف الدول العربية والاسلامية الي تبادل الخبرات في كيفية استثمار وتوظيف الوقف وخاصة ان هناك تجارب ناجحة يمكن الاستفادة منها في مصلحة الامة مثل التجربة الاماراتية والكويتية والماليزية وغيرها من التجارب اليت يمكن الافادة منها مما يعود بالخير علي الواقفين والموقوف عليهم. عرض الدكتور حمدان المزروعي رئيس هيئة الشئون الاسلامية والوقف في الامارات . للتجربة الناجحة لبلاده مع الوقف والتي تعد من التجارب الرائدة التي يمكن نقلها الي كل من يحتاج اليها لا وكذلك يمكن التعاون مع مسئولي الوقف في مصر وغيرها من الدول العربية والاسلامية. واوضح المزروعي ان هناك برنامج لعرض الوقف ومزاياه ويمكن ان يحققه من اثار ايجابية ويتم توزيعها علي الاثرياء والتجار ويتم تقديم هذه المعلومات اليهم كهدية باستخدام كل الوسائل التكنولوجية الحديثة بالاضافة الي اللقاء الشخصي للحوار والاقناع. تحدث الدكتور أحمد محمد عجيبة. الأمين العام للمجلس الأعلي للشئون الاسلامية . فعرض لتاريخ الوقف منذ عهد الرسول صلي الله عليه وسلم وصحابته الكرام الذين اوقفوا في كل اوجه الخير واستمر الاثرياء في كل العصور الاسلامية التالية يتسابقون في الوقف حتي انه بلغ نسبة كبيرة في عهد الدولة الاموية والعباسية والعثمانية وغيرها من الدول في فترات القوة حيث كان يسهم بشكل ايجابي في تقوية الدولة. واوضح الدكتور عجيبة ان الوقف هو ترمومتر قوة وضعف الامة فعندما تكون الامة قوية وفتية ومزدهرة يزدهر الوقف فيها وعندما تضعف وتتراجع وتكون في ذيل الامم يكون الوقف في اضعف حالته . والتاريخ خير شاهد علي ذلك وقد اخذ الغرب التجربة منا وطورها ثم يعيد تصديرها الينا مع نسبتها لنفسه.