يقول ضياء السيد إمام الجوهري رجل يصلي ويخرج زكاة ماله. ولكنه مع هذا لا يصل رحمه. ويكره أقاربه ولا يزور إخوته مع أنهم يزورونه ويتحملون إساءته لهم فهل يعاملونه بمثل عمله أم ماذا؟ إن صلة الرحم خلة من أجمل الخلال وخصلة من أفضل الخصال بها يزول التباغض والتحاسد ويكثر التراحم والتواد وبمراعاتها تستمال القلوب وتغفر الذنوب ولهذا حث الإسلام عليها. وشدد في التمسك بها. حتي اننا لنجد رسول الله صلي الله عليه وسلم يرتب السعة في الرزق والبركة في العمر وحسن الذكري في العقب علي بر الأقارب فيقول: من أن يبسط له في رزقه وأن يسأله في أثره فليصل رحمه رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه وعن عائشة رضي الله عنها مرفوعاً صلة الرحم وحسن الجوار يعمران الديار ويزيدان في الأعمار وروي الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: إن صلة الرحم محبة في الأهل مثراة في المال منساة في الأجل كما أنها تكون سبباً في إقبال الله عز وجل علي الواصل باللطف والإكرام والرحمة والإنعام وقطيعتها تكون سبباً في الحرمان من كل ذلك قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "إن الرحمة لا تنزل علي قوم فيهم قاطع الرحمة" رواه الأصبهاني. وهاهو سبحانه وتعالي يتوعد الذين يقطعون أرحامهم بالطرد من رحمته والمصير إلي دار عقوبته قال تعالي: "والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار" وعن جبير بن مطعم قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : لا يدخل الجنة قاطع رحم متفق عليه. وقال جل شأنه "فهل عسيتم أن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمي أبصارهم" ونصيحتي إلي أقارب ذلك القاطع ألا يعاملونه بالمثل قال رجل يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني وأحسن إليهم ويسيئون إليّ وأحلم عنهم ويجهلون عليّ فقال لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل يعني الرماد الحار ولا يزال معك من الله ظهير ما دمت علي ذلك فليتق الله ذلك الشخص القاطع لرحمة ويصلهم ويتودد إليهم ليفوز برضوان الله.