من عظيم ما أتت به الشريعة الإسلامية ,أن الأسرة لا تقف عند حدود الوالدين وأولادهما فقط ، بل تشمل جميع الاقارب من ذوي الرحم ,وأُولِي القربى من الإخوة والأخوات، والأعمام والعمات، والأخوال والخالات، وأبنائهم وبناتهم؛ فهؤلاء جميعا لهم حق البر والصلَة التي يحث عليها الإسلام، وتعد من أصول الفضائل، وينتظر قاطع رحمه, أعظم الجزاء عند الله، فمن وصل رحمه وصله الله، ومن قطعها قطعه الله. يقطع المرء رحمه نتيجة لامور دنيوية , أنسي المرء ان الله يساله يوم الحساب عن رحمه ولماذا قطعه ؟ فماذا يقول المرء يومئذ اقطعته من اجل الميراث ام لامور دنيويه يخجل المرء من ذكرها يوم القيامة ؟ . قال الله تعالى : " يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام ان الله كان عليكم رقيبا " النساء 1 . وفي الصحيحين ان الرسول "صلي الله عليه وسلم" قال : " لا يدخل الجنه قاطع رحم " رواه البخاري ومسلم . قاطع الرحم هو من هجراقاربه ,وتكبر عليهم ولم يصلهم بره واحسانه كان غنيا ,وهم فقراء فهو داخل في هذا الوعيد ,ومحروم من دخول الجنه الى ان يتوب الى الله تبارك وتعالى ,ويحسن اليهم وقد ورد عن النبي "ص" : " من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليصل رحمه " , وفي الحديثين الرسول "ص" : " ليس الواصل بالمكافيئ ولكن الواصل اذا قطعت رحمته وصله " . وروي عن اب هريره رضي الله عنه وارضاه انه جلس يحدث عن رسول الله "ص" احرج عن كل قاطع رحم الا قام من عندنا فلم يقم احد الاشاب من اقصى الحلقة فذهب الى عمته لانه كان قد صارمها خاصمها منذ سنين فصالحها ,فقالت له عمته , : ما جاء بك يابن اخي فقال : اني جلست الى ابي هريره رضي الله عنه فقال : احرج على كل قاطع رحم الا قام من عندنا ,فقالت له عمته : ارجع الى ابي هريره واساله لما ذلك ,فرجع اليه واخبره بما جرى لهم مع عمته وساله : لما لا يجلس عندك قاطع رحم ؟ , فقال ابي هريره : اني سمعت رسول الله "ص" يقول : " ان الرحمة لا تنزل على قوم فيهم قاطع رحم " . وقال ابي هريرة قال النبي "ص" : " ان الله تعالى خلق الخلق حتى اذا فرغ منهم فقالت هذا مقام العائز بك من القطيعه قال : نعم اما ترضين ان اصل من وصلك واقطع من قطعك ؟ فقالت : بلى فقال : فذلك لك" فقال النبي "ص" قال الله تعالى :" فهل عسيتم ان توليتم ان تفسدوا في الارض وتقطوا ارحامكم اولئك الذين لعنهم الله فاصمهم واعمى ابصارهم " محمد 22 23.