شاءت إرادة الله أن ترصد "عقيدتي" تألقه مصادفة حينما تقدم أحد الأشخاص طالباً الاستئذان من القارئ الإذاعي الكبير الشيخ محمد عبدالوهاب الطنطاوي - الذي كان مدعواً لإحياء ليلة عزاء أحد رجال التربية والتعليم بالسنبلاوين - وحين وافق الشيخ الطنطاوي حملوا الطفل علي الاعناق وأجلسوه علي تخت التلاوة وأخذ الطفل المعجزة محمد جمال شهاب البالغ من العمر 12 عاماً يقرأ أمام القراء الكبار كما لو كان هو الشيخ مصطفي إسماعيل أو غيره من عمالقة التلاوة في مصر والعالم. وكان كلما قرأ آية يبدع فيها وسط اندهاش وإعجاب من جميع الحضور وبدلاً من أن يقرأ خمس دقائق تركوه يصدح بصوته العذب قرابة النصف ساعة ومن هنا أخذت "عقيدتي" كعادتها أن تكرمه كما تكرم كبار العلماء وقراء القرآن الذين أثروا الحياة الدينية في مصر والعالم. يقول والد الطفل ل "عقيدتي" أحمد الله ربي أن وهبني ولدي الشيخ الصغير محمد المولود في الأول من يناير عام 2001 الذي ما إن ألحقته بكتاب القرية ليحفظ القرآن حتي ظهرت علامات النبوغ المبكر عليه وتكونت موهبته التي أشاد بها شيخه في الكتاب. ظهور الموهبة بمن تأثر ولدكم من قراء القرآن ومتي ظهرت موهبته كقارئ للقرآن؟ ولأني أعشق اثنين من أرقي المدارس القرآنية وهما العملاقان الشيخ مصطفي إسماعيل والشيخ محمد الليثي لذا فقد تأثر ولدي محمد بهما منذ صغره حيث كنت دائم الاستماع إليهما عبر الكاسيت وكنت كثيراً اسمعه وهو يحاول أن يقلدهما وما كنت أتوقع أن يصل إلي مستواه الذي هو عليه الآن ولكنها قدرة وإرادة الله عز وجل وقد ظهرت موهبته الفعلية كقارئ للقرآن في احتفال بلدتنا بذكري المولد النبوي الشريف حينما كان في التاسعة من عمره - وكانوا قد سمعوه في طابور الصباح بالمعهد الديني وهو يقرأ القرآن لدقائق - وفوجئت به في هذا الاحتفال يتألق تألقاً ابهرني أنا أولاً قبل الحضور وهنا علمت أنها نعمة ونفحة وعطية من الله تعالي لي وأخذت علي عاتقي أن أرعاه الرعاية التي تؤهله لأن يصبح قارئاً كبيراً في دنيا التلاوة إن شاء الله. المحافل القرآنية * وماذا عن مشاركاته في المحافل؟ ** أؤكد أن مشاركة ولدي في المحافل كثرت وتعددت بعدما تألق في احتفال المولد النبوي الشريف ببلدتنا مدينة منشأة أبوعمر - الحسينية - شرقية حيث أصبحت الدعوات تنهال عليه من جميع البلاد والقري المجاورة بالإضافة إلي مشاركاته ليقرأ جنباً إلي جنب مع العمالقة الذين أثنوا عليه وعلي أدائه ومنهم من كان يقوم برقيته خوفاً عليه من الحسد ومنهم من كان يحتضنه ويقبله بل ويعطيه نقوداً من فرط الإعجاب من هؤلاء المشايخ - منصور جمعة منصور - عبدالله عزب - محمود علي حسن - محمدي بحيري وغيرهم. * سألت الطفل القارئ لمن تدين بالفضل وهل تبدع في مجالات أخري؟ ** أدين بالفضل لله أولاً ثم لوالدي أكرمهما الله ثم لجدي لأمي الحاج أحمد عبدالمقصود ولأعمامي السيد وعلي شهاب كما لا أنسي شيخي الذي حفظني القرآن الشيخ عبدالستار عبدالرحيم سعد عالم القراءات - بعدما كنت قد حفظت ثلاثة أجزاء علي يد والدي - نعم أبدع في مجال الابتهال الديني وأؤديه بحمد الله بطريقة الشيخ السيد النقشبندي رحمه الله - لكني استجبت لرغبة والدي الذي أوصاني أن أركز مع القرآن - كلام الله المعجز وهذا أفضل إن شاء الله. أعظم تكريم * وماذا عن التكريمات والأمنية التي تتمناها لولدك؟ ** أري أننا بحمد الله نلنا أعظم تكريم في حياتنا بالقرآن الكريم الذي حبا الله به ولدي مما جعلنا ننال التكريم في كل مكان نذهب إليه من المسابقات القرآنية والمؤتمرات والاحتفالات والأمسيات والندوات التي ندعي إليها كما أننا نعتبر أن حفظ ولدنا لتحفة الأطفال في تجويد القرآن تكريماً هاماً في حياتنا ومن التكريمات الهامة التي نشير إليها أن قناة 6 أكتوبر قامت باختياره الطفل المعجزة ليشارك فيها بتلاوته وقد احتضنه الشيخ مصطفي اللاهوني ويقوم علي رعايته وعنايته عناية فائقة. * وعن أمنيته الخاصة يقول والد الطفل: أتمني من الله عز وجل أن يحقق لي مرادي في ولدي بأن يصبح أستاذاً في كلية القرآن الكريم وأن تعتمده الإذاعة المصرية قارئاً بها إن شاء الله ويختتم الأب: أحيطكم علماً بأن ولدي منذ صغره يبكي عندما يقرأ آيات العذاب مما جعله يبكي كل من كان يستمع إليه فسبحان من علمه وألهمه.