لم يكن يدري الطفل المعجزة السيد الطنطاوي السيد المولود في آزار 1995م بقرية النسمية مركز المنصورة أنه سيصبح محط أنظار كل المتخصصين في القرآن الكريم وعلوم القراءات علي مستوي العالم ولم يختر لنفسه الوالد والمربي الذي رعي الله في ولده حيث وهبه للقرآن منذ الصغر وشمله بالعناية والرعاية وحسن التوجيه وذهب به إلي من يعلمه القرآن حفظاً وأداء وتجويداً.. وإذا بالطفل الموهوب يهبه العاطي الوهاب ما لم يوهب لغيره من أبناء جعله حيث أصبح مميزاً بين أقرانه التلاميذ بمعهد النسمية الابتدائي الذي يعمل والده وكيلاً به وحين دفع به والده ليقرأ في طابور الصباح كانت المفاجأة المذهلة التي انبهر بها كل من كان في المعهد وقتها حيث أخذ الطفل يقرأ في المذياع بإلقاء الكبار وهنا أثني عليه شيخ المعهد خيراً وطلب من والد الطفل ألا يضيع الفرصة وأن يكثف للابن الجرعات في علم القراءات والتجويد علي وجه السرعة وبالفعل استجاب الوكيل "والد الطفل" لنصيحة شيخ المعهد وعهد بابنه إلي فضيلة الشيخ صلحي محمود "معلم الأجيال" الذي سبق له وأن علم القاريء الإذاعي "الكروان" الشيخ محمد عبدالوهاب الطنطاوي "عم الطفل" وكان شيخه قد لقبه في صغره ب "الكروان". وأصبح الطفل الصغير السيد الطنطاوي يزداد ثقلاً علي ثقل في القرآن والعلم وحين بلغ سن السابعة من عمره بدأ حفظ القرآن الكريم علي يد فضيلة الشيخ السيد زيدان ليختم الحفظ في العاشرة من عمره. ونظراً للموهبة الخارقة لطفل في أدائه الصوتي للقرآن الكريم ذهب به والده إلي مدرب الأصوات طه عبدالوهاب ليعلمه المقامات الصوتية ومع أول مسابقة قرآنية التي ينظمها الأزهر الشريف يحقق الابن المركز الأول علي مستوي محافظة الدقهلية ليتم تصعيده إلي قطاع المعاهد الأزهرية بالقاهرة ليحقق المركز الأول علي مستوي الجمهورية ويتكرر نفس المشهد في مسابقة وزارة الأوقاف ليحقق السيد الطنطاوي المركز الأول في محافظته وعلي الجمهورية وتأتي اللحظة الفارقة التي تخطي فيها الابن حاجز المحلية منطلقاً إلي العالمية فيحقق المركز الأول علي مستوي العالم في المسابقات الدولية بدول المغرب. السعودية. تركيا. قطر ورأت "عقيدتي" أن تكرم هذا النموذج الرائع عرفاناً منها بنبوغه وتألقه وليكون دافعاً للآخرين إن شاء الله وأجرينا معه هذ اللقاء التالي لنثبت من خلاله صدق كلام ربنا جل وعلا: "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون". ماذا يمثل لك القرآن؟ ** القرآن بالنسبة لي كل شيء فهو عطية ونعمة كبيرة من الله تعالي منَّ بها عليّ ولولاه ما ازددت وقاراً ولا نلت هذه التكريمات في الداخل والخارج.. وما كنت قد سافرت إلي الدول العربية والأوروبية بدونه.. وما من يوم يمر إلا وأحمد الله تعالي وأسجد له طويلاً علي فضله ومنَّه وكرمه علي هذه النعمة الكبيرة. * لمن تدين بالفضل؟ ** أدين بالفضل لله أولاً ثم لوالدي الذي وهبني للقرآن منذ الصغر وأخذ علي عاتقه حسن توجيهي الوجهة الصحيحة وتقديم النصائح الغالية والتي أري من أهمها أن أمشي بين الناس بخلق القرآن كما كان خلق سيدنا رسول الله كما ورد "كان خلقه القرآن".. وأيضاً أوصاني والدي أن أتواضع مع جميع الناس الصغير قبل الكبير. * بمن تأثرت في تلاوتك من القرآن.. مجوداً مرتلاً؟ ** بحمد الله تأثرت في بداية حياتي كمجود للقرآني بالعَلَم القرآني الكبير الشيخ محمد عبدالوهاب الطنطاوي "وهو عمي" وتأثرت أيضاً بعملاقين كبيرين في دنيا التلاوة هما مولانا راغب مصطفي غلوش وشيخنا الشحات نور "رحمه الله" وكمرتل للقرآن تأثرت بالشيخين مصطفي اللاهوني ومحمد جبرين.. حديث الصحافة والتليفزيون. * وماذا عن سفرياتك؟ ** بحمد الله سافرت لأول مرة عام 2009م إلي دولة قطر وكان عمري وقتها 14 عاماً وفقني ربي في الحصول علي المركز الأول علي مستوي العالم بحضور الدكتور أحمد المعصراوي والشيخ أحمد محمد عامر وتكرر المشهد في دولة المغرب في مسابقة الأصوات الحسنة وفي عام 2011 تلقيت دعوة كريمة خاصة لإحياء ليالي شهر رمضان المعظم بدولة تركيا وذلك قبيل أن أسافر إليها في عامنا الحالي 2013م للمشاركة في المسابقة الدولية التي شارك فيها عدد 200 متسابق من 150 دولة والتي شارك فهيا الطفل المعجزة عبدالرازق الشهاوي "11 سنة" وبحمد الله حصلت علي المركز الأول علي مستوي العالم. وفي أعقاب هذه المسابقة تلقيت دعوة كريمة من دولة النمسا وكرمت في المملكة العربية السعودية لكوني الأول علي العالم في أربعة مسابقات دولية. وأخيراً.. ما هي أهم الأشياء والتكريمات في حياتك وماذا عن منيتك التي تحلم بتحقيقها إن شاء الله؟ أري أن من أهم الأشياء في حياتي تحقيق أمنية والدي بأن أصبحت بحمد الله خادماً لكتابه العزيز مما جعلني أكرم في كل مكان أذهب إليه داخل مصر وخارجها ولا أنسي يوم أن قرأت القرآن في أكبر مساجد تركيا علي الإطلاق مسجد السلطان أحمد كما قرأت في مدن أنطاليا وأسبارتا واسطنبول وأنقرة وعنتاب وقاموا بتكريمي بالأوسمة الذهبية والمصاحف العملاقة كبيرة الحج وسط بهجتهم واحتفالهم بي. أتمني أن أصبح قارئاً بالإذاعة المصرية وأن أكون أستاذاً بجامعة الأزهر الشريف حيث إنني بالفرقة الأولي بشريعة دمياط.