* تسأل أ. م. أ. من القاهرة: والدي طلق والدتي منذ عشرين سنة وتزوج هو بأخري وأنجب أولادا. وأنا تزوجت وأنجبت.. لكن المرض اشتد بوالدتي ودائما أذهب لرعايتها. لكن والدي يمنعني من ذلك. فماذا أفعل؟ ** يقول د. صبري عبدالرءوف أستاذ الفقه بجامعة الأزهر: أوجب الإسلام علي الأبناء بر الآباء. والبر كلمة جامعة لكل خصال الخير. وحذر من العقوق لأن الكلمة التي تؤذي الوالدين فيها إساءة لهما. ولهذا حذّر الإسلام من العقوق ولهذا قال الفقهاء: العقوق كلمة جامعة لكل خصال الشر ولهذا كان مراعاة شعور الوالدين أمر واجب لأن حقهما ليس كحق أي إنسان. قال تعالي في سورة الإسراء: "واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا" وحق الآباء علي الأبناء كبير لا يستطيع الإنسان حصره لما يلاقيه الآباء والأمهات من مشقات في سبيل تربية الأبناء. والوالدان هما الباب الذي يوصل الأبناء إلي الجنة. فمن أرضاهما فقد أرضي الله -عز وجل- ومن أسخطهما فقد أسخطه. ومن برهما وأحسن إليهما فقد شكر ربه. ومن أساء إلي والديه أو إلي أحدهما فقد كفر بنعمة الله عليه. علي الأب أولا أن ينسي ما كان بينه وبين مطلقته. وليتذكر ان إنسانا مريضا في حاجة إلي رعاية وشفقة ورحمة. وكان من الممكن أن يكون هو المريض أو مصاب بما يشعره بالضعف وعدم القدرة علي الحركة ويجعله في حاجة ماسة إلي تعاون الآخرين معه. نقول للبنت: برّي والدك. ولا تتركي أمك التي ربتك وسهرت الليالي من أجلك. وضحت بكل رخيص وغال من أجل تربيتك ورعايتك وهوني عليها ما تعانيه من آلام المرض. جاء في صحيح البخاري وسيدنا أبي هريرة رضي الله عنه ان سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم. قال: حينما جاءه رجل وقال له: من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أبوك. ومحبة الأم تتضاعف بسبب ما تحملته من حمل ورضاعة وتربية انفردت بها دون الأب. ولهذا فعليك أن تحاولي التوفيق بين برك الأبوي لأبيك. وبين رعايتك لأمك من غير أن تغضبي واحدا منهما.