الأمة العربية أوضاعها لا تسر وعرضة للتشتت والتمزق بسبب تناحر الطوائف والجماعات داخل تلك الأمه وتسلط الأعداء من حولهم لإذكاء روح التمزق. العراق ضاع أو في طريقه للضياع الكامل تتفتت أرضه وينقسم شعبه بين سنة وشيعة وأكراد سوريا تحرقها الديكتاتورية وتمزقها السلطة الغاشمة وتنطلق أصوات غبية جاهلة لا تبصر تحت أقدامها السودان أصبح دولتين إحداهما في الجنوب والأخري في الشمال كل له حكومته التي تعادي الأخري والشمال في طريقه إلي الإنقسام ليصبح دويلات صغيرة ضعيفة ومصر درة العالم العربي وقائد ثقافته ومثله الأعلي في كل شئ يحاك لها الأحابيل وتنسج حولها المؤامرات ويقذف في أراضيها اللهب بغرض إلحاقها?والعياذ بالله- بالدول السابقه وبهذا تتم المؤامرة وتحبك اللعبة ليكون العرب جميعاً لقمة سائغة في فم الذئاب والمتربصين بهم.. وفرحة إسرائيل لا يدانيها فرحه..وكيف لا وقد أصبح العالم العربي المحيط بها من كل جانب والذي كان يعمل سابقاً علي وحدة الأمة العربيه تحت ظلال القوميه من المحيط إلي الخليج- أصبح- الآن في مرمي الضعف والمهانة والذلة بالتقسيم أو بمحاولة التقسيم... مصر هي منارة العرب وقبلة الشعوب العربية وباعثة الحضارة في المنطقه تملك جيشاً عظيماً ذا عزيمة وقوة يتمتع ببسالة رجاله ووطنية قادته وحصوله علي أقوي الأسلحه وأحدثها الأمرالذي يجعل من يتربص بها يفكر ألف مرة قبل أن يرتكب حماقة الاعتداء عليها وكانت العراق أيضاً و سوريا من القوة واليقظة ما يجعلهما سنداً لمصر وجيشها الأمر الذي أقلق إسرائيل وكلفها الكثير في الإنفاق علي التسليح والإحتياطات اللازمة لمواجهة زعمهم خوف الاعتداء من دول الجوار وتمكنوا خلال السنوات السابقه من إمتلاك أحدث وسائل الحرب إلي حد حصولهم بل وتصنيعهم أسلحة نووية وكل ذلك تحت مظلة الدفاع عن نفسها وسط بحيرة من الشعوب العربيه تتطلع إلي امتلاك القوة والقدرة علي صد أي هجوم يحدث من عدو لها..واستطاعت إسرائيل أن تنشر الإدعاءات الكاذبة والملفقة في العالم كله والتي تتحدث عن المخاطر المزعومة والتي تتعرض لها من شعوب بها إستقرار في النظام السياسي والإجتماعي فكان ولابد من الخلاص من هذا الرعب والتوتر الدائمين والتخلص من الإنفاق الزائد عن التسليح بأقل جهد ممكن فسعت والغرب من ورائها إلي إشعال المنطقة بالخلافات والبغضاء والكراهية لتحقق هدفها بالحصول علي الأمن و الأمان ولتصبح هي القوة الوحيدة القادرة علي تحقيق أهدافها وصيانة مصالحها والصعود إلي قوة حربية وإقتصادية تبهر العالم الغربي وتشير إلي أن العرب المتخلفين المنقسمين هم مجموعة من الهمج والدهماء لا يستطيعون أن يحكموا أنفسهم أو يرعوا مصالحهم... وكانت المؤامرة التي حيكت بليل للمنطقة ساعدها في ذلك اختلاف شعوبها وتناطحها وتفرقها شيعا وأحزابا إلي الحد الذي رفع كل فريق السلاح في وجه الآخر دون أن يخشي في الله لومة لائم مدعيا أنه الصادق وغيره كاذب وأنه وطني وغيره الخائن والمخلص وغيره المنافق..وأصبح كل فريق يقصي الآخر وينسب كل إلي كل أسوأ الصفات وأقبح الأفعال طمعاً في كرسي أو رغبة في وظيفة أو أملاً في تحقيق هدف نبيل أو غير نبيل ويستعين بعضهم بقوي خارجية تطمع في المنطقة مما أشعلها كلها وجعلها تعيش علي سطح من صفيح ساخن بل نقول ملتهب..وينشغل كل بما يطمع فيه ويصبو إليه ويدعي كل طرف حبه وإخلاصه للوطن دون أن تكون أفعاله تؤدي إلي صيانة هذا الوطن..وما أسعد الأعداء بنا ونحن في هذه الحالة وما أهنأ إسرائيل بما آلت إليه الأمور في العالم العربي..وأنه ولاشك يصب في مصلحتها ولا يتعارض مع أهدافها دون أن يكلفها عناء الإنفاق وتعب الاستعداد.. نعم..ضاع الحب وذهبت الطمأنينه وانتهي الوفاق الأخوي وماتت الأغنيات في شفاهنا ماعدنا ننبس بها أو ننشد معانيها.. أين الأمن والأمان الذي كان يعم أرضنا ويظلل هاماتنا والذي كنا نفخر به أمام العالم كله وكان المصري يرفع رأسه في كل مكان ويتيه فخراً بأن الطفل أو المرأة تسير في أي مكان ليلا أو نهارا لا تجد من يتعرض لها بأذي أو يبث في نفسها الرعب والخوف بل كان من السهل إلي أبعد حد أن يجد الإنسان من يدله علي المكان الذي يقصده إن لم يصحبه إليه.. أين الأيام التي كنا نغني فيها أغنيات: حب الوطن فرض علي ومصر التي في خاطري وفي فمي وقف الخلق ينظرون جميعا كيف أبني قواعد المجد وحدي.. أين ذهبت تلك النغمات الجميلة التي كانت تشع وطنية ووجدا فيحب الوطن .. أين ذلك كله مما يفعله المتناحرون في مصر وما يفعله حشود البلطجة التي تخيف السائر والجالس وتعتدي علي الأرواح والممتلكات دون ردع أو خوف وكأنهم ملكوا الوطن كله وانحازوا إلي الفساد والإجرام بلا رحمة أو خشوع... إن ما يحدث في الشارع المصري الآن يبعث في قلوب الناس الإحساس بالضياع وعدم الأمان وأن الوطن يدمر نفسه بنفسه ويبعث الشقاق بين أبنائه...فريق يقول لم نشعر بتغيير وآخر يقول أن فريقا لم يرض بنظام الحكم هو وراء ذلك كله.. وفي النهاية...الوطن هو الخاسر والمستفيد هو العدو الذي كان سروره عظيما بما يحدث في البلاد من انفلات وضياع فاحذروا السير في طريق الفرقة والضلال وإلا ضاعت مصرنا الحبيبه.....