«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المفكرة المغربية الدكتورة فاطمة طحطح ل"عقيدتي " :
التيارات الدينية تفسر الإسلام حسب أهوائها الشخصية
نشر في عقيدتي يوم 22 - 10 - 2013

منذ اندلعت شرارة ثورات الربيع العربي والحديث لا ينقطع عن وضع المرأة في المجتمعات العربية خاصة وأن الأحداث تؤكد مشاركة المرأة بقوة في فعاليات ثورات الربيع العربي وسالت دماءها وهي تدافع عن حريتها وحرية المجتمع الذي تعيش فيه ومع صعود التيارات السياسية الإسلامية تزايد الخوف في نفوس الكثير من الناشطات العربيات المهتمات بحقوق المرأة خاصة مع تصاعد قوة التيارات السياسية الإسلامية.... ورغم أن المغرب لم تشهد ثورات إلا أنها شهدت بعض أنواع الاحتجاجات التي أدت إلي إقرار عدد من الإصلاحات التي تسببت في وصول أحزاب ذات توجهات إسلامية للحكم ... وتقول المفكرة المغربية الدكتورة فاطمة طحطح مدير وحدة الغرب بجامعة محمد الخامس إن المرحلة التي تعيشها المرأة حاليا في ظل الثورات الربيعية هي فترة انتقالية ولهذا فإن المرأة مازالت لا تعتبر الإرهاصات الناتجة عن وصول الإسلاميين للحكم هي المحصلة النهائية لمكتسباتها التي تنظرها من ثورات الربيع العربي .... التقينا طحطح واجرينا معها الحوار التالي :
* بداية نود التعرف علي حال المرأة المغربية ؟
* * حال المرأة في المغرب لا يختلف كثيرا عن حال المرأة العربية بشكل عام فمازالت المرأة المغربية تناضل من اجل نيل حقوقها المشروعة والتي يتم هضمها للأسف بسبب تشدد بعض التيارات الدينية فمثلا في الحكومات السابقة في المملكة المغربية كانت الحكومة المغربية تضم اكثر من خمس عناصر نسائية ولكن بعد إجراء بعض الإصلاحات السياسية ووصل حزب العدالة والتنمية صاحب التوجهات الدينية لمقعد الحكم لم تصل سوي سيدة واحدة لمنصب الوزيرة وهو ما اعتبرته الحركة النسائية المغربية تراجعا خطيرا يمس المكتسبات التي تحققت للمرأة. سواء في مدونة الأسرة أو في الدستور الجديد الذي ينص علي مبدأ المناصفة ومن أجل الضغط علي الحكومة لتفعيل بنود الدستور الجديد. نظمت الحركة النسائية المغربية وقفات احتجاجية أمام البرلمان.
* ولكن الدستور المغربي كما نعلم احتوي علي ضمانات عديدة تضمن حصول المرأة المغربية علي حقوقها كاملة ؟
* * بالفعل نستطيع أن نقول إن الدستور المغربي أوجد ضمانات دستورية تحمي حقوق النساء. وتلزم أي جهة حكومية باحترام هذه الحقوق » فضلا عن القوانين التي تنظم الأحوال الشخصية والمبنية علي مبدأ المساواة والتكافؤ. إلا أن التعويل علي القوانين وحدها لا يكفي لضمان تطبيقها ولحماية كرامة المرأة. ذلك أن المرأة في العالم العربي تعاني استلابا ثقافيا خطيرا تحتاج إلي أن تحرر نفسها منه كشرط لضمان انخراط فعال لها في الحياة السياسية والاجتماعية. فالمرأة. في الغالب الأعم. مازالت ضحية ثقافة ذكورية متسلطة تجردها من إنسانيتها. وتكرس دونيتها. بل المرأة نفسها تمارس القهر والدونية في حق نفسها وغيرها من الإناث علي مستويات عديدة. بما فيها المستويات السياسية. خاصة في مجال الترشيح والتصويت. فالمرأة تمثل نصف الكتلة الناخبة. لكنها لم تتحرر بعد من تبعيتها للرجل. كما لم تستقل بعد بقرارها السياسي لتختار بحرية الجهة التي تصوت لصالحها. ويكون تصويتها نابعا من قناعتها بأهمية البرنامج الانتخابي وما يعد بتحقيقه للنساء من حقوق وكرامة ومساواة. ولا يمكن للمرأة أن تكون لها مشاركة فعالة وإيجابية في الحياة السياسية. إلا إذا تحررت من نفسها التي تعيد إنتاج ثقافة البداوة والدونية .
ثورة نسائية
* كلامك يعني أن المرأة العربية عانت بسبب الثورات الربيعية ولم يتقدم شأنها كما يتخيل الكثيرون ؟
* * لا بالطبع لا توجد طائفة أو فئة في العالم العربي لم تستفد من الثورات الربيعية بل حتي الدول التي لم تشهد ثورات شكلت الثورات هاجس أنظمتها جعلها الأنظمة الحاكمة تسارع إلي اتخاذ خطوات إصلاحية تصب في صالح كل أطياف المجتمع حتي لا تواجه بالإنتفاضات الشعبية الهائلة مثلما حدث في دول الربيع العربي الخمسة ولكن المشكلة تكمن في أن المجتمعات العربية التي عانت من الكبت والحرمان الديموقراطي مازالت تتخبط ولم تستطع حتي الأن توجيه بوصلتها التوجه الصحيح وهو ما خيل للجميع أن الحقوق التي قامت الثورات من اجلها قد ضاعت ولكن في رأيي الشخصي فإن المستقبل سيكون زاهر للجميع إن شاء الله ومن بين من سيجنون المكاسب ستكون المرأة العربية والجميع يعلم أن أوضاع المرأة العربية كانت من أسباب اشتعال ثورات الربيع العربي لإرتباطها بالسياسات الإجتماعية والاقتصادية الخاطئة التي تؤثر علي المرأة وأسرتها فالمرأة تمثل نصف المجتمع وهي الأكثر فقرا والأكثر أمية والأكثر خضوعا للقهر والإقصاء والمعاناة من غياب العدالة الاجتماعية .
* وكيف ترين المشاركة النسائية في ثورات الربيع العربي ؟
* * بلا جدال فإن المرأة العربية كانت في طليعة الحركات الثورية والإنتفاضات الشعبية والدليل أنك لن تجد ثورة عربية واحدة لم تشهد سقوط ضحايا وشهيدات من النساء وهو ما يؤكد أن المرأة العربية شاركت بدمها في الثورات الربيعية وان دور المرأة العربية كان دوراً ايجابياً في ثورات الربيع العربي وما تشهده ساحات التغيير في بعض البلدان العربية وهو ليس بموقف غريب فقد مرت به المرأة عبر التاريخ الاسلامي والمرأة اليوم في شتي المجتمعات العربية تدرك انه من المحتم والضرورة أن تشارك في نهضة وتنمية مجتمعها ووطنها سواء عبر العمل السياسي او الاجتماعي او بتربية ابنائها التربية الحميدة علي خلق الاسلام وتعاليمة وتنمية احساسهم بالمسؤولية اتجاه وطنهم وتأدية واجبهم نحوه بحمايته من كل يد تحاول المساس به والواقع يؤكد لنا أن المرأة لم تتخلف عن مسيرة التغيير في بلدان الربيع العربي ولم تمنعها التقاليد من المشاركة فيها المرأة العربية ساهمت بشكل كبير وايجابي في ثورات الربيع العربي في كل من تونس ومصر وليبا واليمن ولهذا فمن حق المراة علي المجتمع اليوم دعم ورفع سوية ومكانة المرأة في كافة المجالات نظرا لكونها منتجة لأجيال تنهض بمجتمعاتها واوطانها وترسي علي شواطئها اسمي مراتب الاخلاق والعلم والانسانية و المرأة هي من تقرر نوع الشعب. فاما منتجا ومثاليا او متخاذلا غير مسؤول .عدم تهميش دور المرأة السياسي والاجتماعي والمعرفي كونها تحمل نصف طاقة المجتمع وتقع علي عاتقها تربية اجيال بكاملها .
غياب المرأة
* ولكن ألا تتفقين معي أن المرأة غابت بشكل أو بأخر من المشهد الثوري بعد نجاح الثوار في إقصاء الأنظمة الديكتاتورية ؟
* * هذه حقيقة للأسف الشديد فالمرأة زرعت ولم تحصد شاركت بدمها كما قلنا في حماية الثورة وعند الحصاد غابت بشكل مريب للغاية والشاهد يؤكد لنا أنه بعد إعادة بناء بعض النظم السياسية فوجيء الكثيرون بغياب الحضور النسوي رغم أن الذاكرة العربية تحفظ أصوات حناجرهن في الساحات والميادين وتعترف بأنهن لم يكنّ شاهدات يجلسن للمراقبة علي ضفاف التاريخ بل اندفعن وبكل قوة وسط أمواجه العاتية للمشاركة في صناعة مستقبل الشعوب علي أسس من العدالة والحرية. ليكتشف أن لا نصيب للمرأة في العدالة والحرية. فقد بدت سيطرة شبه واضحة للرجال علي البرلمانات المنتخبة بفعل ثورات شكلت النساء نصف وقودها. فالثورات العربية إذن لم تحدث تغييرا في منظومة الوعي الموروثة لمئات السنين. وما زالت المجتمعات العربية تحكم علي النساء بالإقصاء والتهميش وترفض الاعتراف بقدرتهن علي المشاركة بعد أن أثبتن أنهن لسن ناقصات عقل وكتبن شهادة الحضور الصارخ بالدم والسحل بدءاً من جميلة بوحيرد في الجزائر وانتهاء بهناء شلبي بفلسطين ومرورا بالسحل والتحرش وكشف العذرية الذي تعرضت له النساء والفتيات في مصر وغيرها من دول الربيع العربي وهناك عشرات بل مئات النساء العربيات اللواتي تزدحم بها ذاكرة الحرية في الوطن العربي .
* هل يعني هذا أن المرأة العربية تم تغييبها عن المشهد ما بعد الثوري بفعل فاعل ولم تغب بإرادتها؟
* * بالطبع في رأيي فإن المرأة تم تغييبها عمدا مع سبق الإصرار والترصد عن المشهد الثوري عقب نجاح الثورات في الإطاحة بالأنظمة الديكتاتورية ويبدو أن هذا قدر النساء دائما حتي في أوقات الثورات فهي أول من يضحي وآخر من يستفيد ولقد اندهش العالم من إصرارها الذي فنّد كل المزاعم الغربية المقلّصة لدورها وحجمها في المجتمع العربي. فسمعنا ورأينا بأم العين نساءًا وشابات يخضن المعارك المصيرية حدّ إِراقة دمائهن وسحْلهن في الشوارع ورأيناهن يلعبن دورا بارزا في محاولات متنوعة لإعادة تشكيل النّظم السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الوطن العربي من خلال الكلمة الحرة والتجمعات والمظاهرات السلمية لكن وللأسف. نشهد اليوم وبعد الثورات تهميشا للدور الذي قامت به المرأة واستبعاداً لكفاءاتها بعد احتكار التيارات الإسلامية للساحة السياسية لدرجة أن حضورها انعدم تقريبا في البرلمانات والحكومات الجديدة وبات تمثيلها في المجالس الشعبية حبرا علي ورق بل ذهب الكارهون لحرية المرأة للمطالبة بإلغاء بعضا من الحقوق التي اكتسبتها خلال سنوات من النضال بجهد جهيد .
تغييب متعمد
* ولماذا في رأيك يحدث هذا التراجع في دور المرأة من وجهة نظرك؟
* * ابحث عن التيارات الدينية التي دخلت باب العمل السياسي دون سابق خبرة للأسف الشديد وتلك التيارات الاسلامية السياسية تفسر الشريعة بمفهومِها الضيّق في المجتمع العربي الجديد. وهو ما سيؤدي إلي تقزيم أكثر من دور المرأة وسيكون وبالاً عليها ليقودَ حتْميا الي مزيدي من الإجحاف في حقها ليس هذا فحسب بل ان العبث السياسي الذي تمارسه تلك التيارات الدينية سيؤدي إلي إجحاف حق كثير من الأطياف السياسية والمجتمعية في مجتمعات الربيع العربي وهو ما سيقودنا بالتالي إلي عهود التراجع الحضاري بدلا من أن تكون تلك الثورات وسيلة لدفع الأمة العربية نحو مزيد من التقدم الحضاري وللأسف فالواقع العربي في ظل سيادة التيارات التي ترفع شعار الإسلام يعاني من أزمات مركبة يدفع ثمنها الجميع ومن الطبيعي أن يكون نصيب المرأة هو الأكبر فالمجتمعات لا تزال بعيدة عن قيم الحرية والعدالة بفعل غياب مقدمات اجتماعية تشكل أرضية لثورة الحريات ولكن هذا لا يعني تسليم المرأة بهذه المكانة انتظار تحولات التاريخ الهائلة وتشكل المدن ودخول عصر الصناعة وعلمنة المجتمعات بقدر ما أنه يمكن العمل علي تعزيز وضع مكانة المرأة. فالربيع العربي أحدث تقدما في مجال الحقوق بالنسبة للشعوب. صحيح أنه لم يصل للحد المطلوب ولكن السؤال الذي يجب أن يسكن المرأة هو : كيف تمكن الرجل وحده من حصد مكاسب الربيع في حين أن المرأة التي غامرت بحياتها في زراعة البذور وجدت نفسها مقصاة حين الحصاد .. بل ووجدت نفسها محل استهداف في برلمانات سيطر عليها من رسخوا صورة المرأة .
* علي ذكر التيارات السياسية الدينية هل ترين ان استمرارهم في السلطة كان يشكل خطرا علي المرأة العربية؟
* * أننا نعي تمام الوعي "رجالا ونساء" بأنّ تمكّن الإسلاميين والسلفيين من السلطة في أي بلد عربي سيعود بالمرأة -خصوصا- الي الوراء قرونا من الزمان وحينها لن يسع حوّاء العربية سوي التأسّف علي رفاعة الطهطاوي والشيخ محمد عبده وقاسم امين وكل التنويريين في عصر النهضة الذين دافعوا عن حق المرأة في المساواة مع الرجل كرامة وحرية ودستورا وتعليما والحقيقة هي أنَّ الإسلام بما جاء فيه من تعاليم ومبادئ حميدة قد كرم المرأة التي اضطهدها الجاهلية وحرمتها من الميراث ووأدتها وكأنَّها عار لابد من طمسه. كما أنَّ المرأة في الدولة الإسلامية ومنذ بدايتها كان محاربة وفقيهة وشاعرة وراوية لأحاديث النبي ¢صَلَّي اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهناك الكثير من النماذج التي يحفل بها تاريخ الإسلام للمرأة المسلمة. وكيف قامت بمختلف الأدوار من أجل نصرة الدَّعوة وتثبيت دين الله عزّ وجل. بدءً من أم المؤمنين خديجة بن خويلد ¢رَضِيَ اللهُ عَنْها¢. والتي كانت ذات يوم نصف جماعة المسلمين. مرورًا بالصّديقة بنت الصّديق عائشة بنت أبي بكر ¢رَضِيَ اللهُ عَنْهما¢ تروي أحاديث النبي صلوات الله وسلامه عليه. وكانت رَضِيَ اللهُ عَنْها فقيهة في أمور دينها .
وهناك الخنساء. تماضر بن عمرو. التي قدَّمت أبناءها الأربعة في سبيل الله تعالي. وتبكي فقط لأنَّها لم يكن لديها الخامس لتقدّمه شهيدًا. والسيدة سميّة بنت الخياط أم الصّحابي عمَّار بن ياسر وزوجته ¢رَضِيَ اللهُ عَنْهم جميعًا¢. التي كانت أوَّل شهيد في الإسلام. وغيرهن كثيرات ممَّا حفظ لنا التاريخ أسماءهن وأمجادهن وانطلاقًا من أنَّ المرأة هي نصف المجتمع» حيث هي الأم والأخت والزَّوجة. مصداقًا لقول النبي ¢صَلَّي اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ¢: ¢النساء شقائق الرجال¢ "أخرجه الإمام أحمد". بات من الضروري أن تشارك في نهضته وتنميته. سواء بالمشاركة في العمل السياسي والاجتماعي. أو بتربية أبنائها تربية حميدة علي خلق الإسلام وتعاليمه لينفعوا بلادهم.
اشارات التطمين
* ولكن تلك التيارات الدينية بعثت بكثير من إشارات الاطمئنان للمرأة والاقليات بشكل خاص حتي بعد وصولها للسلطة؟
* * هذا حدث بالفعل ولكن علي أرض الواقع كانت تلك الإشارات التطمينية مجرد كلمات والدليل واقع المرأة العربية بعد مرور ما يزيد عن عام ونصف منذ بدء شرارة ثورات الربيع العربي وهو وضع لا يسر عدو ولا حبيب ونحن نتمني ان يقوم الإسلاميون بالتعامل مع ملف المرأة وفق أحكام وتشريعات الإسلام الوسطي الحقيقي وليس وفق أهوائهم الشخصية او وفق تفسيراتهم المتطرفة في كثير من الأحيان ولابد أن يعي الإسلاميون جيدا ان العمل العام ليس مقتصرًا علي الرجال. ونلاحظ في سنة الرسول صلي الله عليه وسلم أنه كان هناك نائبة عن الانصار كانت تتحدث باسمهم. وهي أسماء بنت يزيد. وكثير من الصحابيات كن يشاركن في العمل العام. وكانوا يتحدثوا مع رسول الله في حقوق المرأة ويبحثن عن حقوق النساء. إذًا فالمرأة يجب شرعًا أن تشارك إذا وجد من يكفها هذا الحق. بمعني إذا توفرت امرأة تتحدث باسم الناس في أي مجال أو أي مجلس فلا بأس به.
* وهل ستستسلم المرأة العربية لتلك الإرهاصات والتداعيات؟
* * رغم كل شيء إن المرأة العربية المغيبة عن عملية التنمية المستدامة بسبب الإرث المجتمعي أو بسبب هزالة الخطط الاقتصادية أو النظرة الدونية للمرأة. قد تجد لها مكانا تحت الشمس في ظل المعطيات الجديدة التي تفرضها المعادلات الجديدة التي برزت مع تباشير الربيع العربي بداية العقد الثاني من الألفية الثالثة و نحن علي ثقة بأننا مازلنا في مرحلة انتقالية أو في مراحل انتقالية في كل الدول التي بها ثورات لم تكتمل ثورتها بعد وبالتالي هناك تعدد في الملفات جعل ترتيب الأولويات لدي العديد من القوي المؤثرة في صناعة القرار ليس بالوضوح وقضية المرأة من وجهة نظر الكثيرين ليست مرتبطة بالديمقراطية يعني هناك درجة من الانفصال ما بين التطور الديمقراطي ومشروع نهضة وما بين حقوق المرأة والبعض يتعامل مع حقوق المرأة باعتبارها مطالب فئوية يمكن إرجاعها فيما بعد. وفي تقديري أن هذا خطأ تام لن ننتقل إلي ديمقراطية حقيقية ولدينا ضعف في المشاركة البرلمانية كما قلت ويتم إقصاء النساء عن صناعة القرار أو عن المشاركة أو حتي الهجوم علي قوانين المرأة بادعاء أنها من صنع أنظمة سابقة مثل نظام بن علي في تونس أو نظام مبارك في مصر القوانين التي تدعم حقوق المرأة هي قوانين نضال المرأة العربية وجدنا سواء في تونس سواء في مصر المدة التي مئات عشرات السنين ناضلت المرأة فيها وجدنا أن حق المشاركة السياسية في الكويت علي سبيل المثال جاء نتيجة عشرات السنين لنضال المرأة الكويتية. فنضال المرأة العربية هو ما أنتج هذه القوانين .
* بصفتك احدي المثقفات العربيات وتحتكين عمليا بالغرب هل ترين ان موضوع المرأة وثورات الربيع العربي قد يؤدي إلي مزيد من الهجمات الغربية ضد الإسلام والمسلمين ؟
* * اولا : انا احب ان اوضح صورة غاية في الاهمية الا وهي ان المجتمعات الغربية لا تكن اي كراهية للاسلام كدين وانما هم يملكون وجهات نظر سلبية تجاه المسلمين ويرونهم مسئولين مسئولية مباشرة عن تفشي العنف في العالم وكل هذا بسبب بعض المتطرفين من امثال بن لادن والزرقاوي والعالم الاسلامي مطالب اليوم بالدفاع عن نفسه باستراتيجية جديدة للحد من الفكرة السلبية التي كونها المواطن الغربي عنا بفعل فاعل اساسي هو غيابنا الاعلامي والثقافي ويجب ان يدرك الجميع ان الدين الاسلامي كديانة سماوية ليست مستهدفة وان حدث فهو بصورة فردية ولكن المسلمين هم المستهدفون وبالتالي فهم مطالبون بتفعيل الياتهم الحضارية والثقافية للصمود والدفاع عن وجودهم ونحن اذا قدمنا للمجتمع واقول للمجتمع الغربي نموذج للتعايش الاسلامي مع اصحاب الثقافات والديانات الاخري ولنأخذ مثالاً بالاندلس فسنكون بهذه الطريقة قد خطونا اولي الخطوات الجدية نحو تحسين علاقاتنا بالاخر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.