أثار انطلاق القوافل الدعوية الأزهرية الي السويس ردود فعل متباينة حول جدواها والطريقة التي تتم بها ..وقام البعض بالمقارنة بينها وبين القوافل التي تقوم بها الجمعيات الاسلامية والخيرية التي لها باع طويل حتي أن بعضها يزيد عمر هذه القوافل فيها عن 20 عاما متواصلا. البداية كانت مع الدكتور مجدي عبد الغفار رئيس لجنة الدعوة بالجمعية الشرعية والأستاذ بجامعة الأزهر فيؤكد أن القوافل الدعوية بالجمعية الشرعية قديمة منذ أكثر من عشرين عاما وتجوب كل محافظات مصر لنشر وسطية الاسلام وتحارب التعصب وتصحح أفكار المتعصبين ونهجها في ذلك قوله تعالي ¢ادْعُ إِلَي سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ¢ . أما جذور هذه القوافل الدعوية وان كانت بشكل غير منتظم فتعود الي المؤسس الأول للجمعية الشرعية وهو الشيخ محمود خطاب السبكي قبل قرن من الزمان حيث كان يعمل علي نشر دعوة الاسلام الوسطي بالحكمة والموعظة الحسنة. وأضاف : ننطلق في دعوتنا في القوافل الدعوية التي تشمل شهريا قرابة الأربع أو الخمس محافظات من الوسطية والاعتدال التي تعد أهم ما تميز الأمة كلها حتي أن الله وصفها بأمة الوسطية في قوله تعالي ¢ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَي النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً ¢. ويتم خلال القوافل القاء الدروس الدينية والإجابة علي الفتاوي التي تشغل اذهان المصلين ونعمل علي وأد أي فتنة او تعصب او فكر تكفيري بتقديم صحيح الدين لأننا نؤمن ¢ أن الوقاية خير من العلاج ¢ لهذا لا ننتظر حتي تقع الكارثة ثم نتحرك بل اننا نعمل علي الاجراءات الاستباقية لحماية فكر المسلمين من التشدد أو التهاون والتفريط.پ وأشار الدكتور مجدي عبد الغفار إلي أن القوافل الدعوية للجمعية الشرعية طافت كل محافظات الجمهورية مرات كثيرة ويقع اختيارنا علي المحافظات الأكثر احتياجا من خلال تقارير فروعنا في كل المحافظات والحمد لله تؤتي ثمارها ويطلب رواد المساجد المزيد منها حتي أن لدينا طلبات كثيرة من كل المحافظات لتذهب القوافل الدعوية اليها بما فيها المحافظات الحدودية التي وضعنها في ظل أحداث ما بعد الثورة في قمة أولوياتنا لحمايتها من الجرائم تهريب السلاح والمخدرات وكذلك حمايتها من الفكر التكفيري عن معايير اختيار علماء القوافل الدعوية قال الدكتور مجدي عبد الغفار : نعمل علي انتقاء كبار الدعاة من أساتذة جامعة الازهر المتعاونين مع الجمعية والمشهود لهم بالكفاءة العلمية والاعتدال والوسطية وتشرب منهج الجمعية المشهود لها بالوسطية والاعتدال طوال تاريخها الذي يقارب المائة عام. كما تضم القوافل كبار العلماء من خريجي معاهد اعداد الدعاة او من يقومون بالتدريس فيها ممن لديهم مواهب توصيل المعلومة الدينية الصحيحة بيسر ومن اقرتهم هيئة كبار العلماء بالجمعية الشرعية التي تعمل علي انتقاء أفضل العناصر الدعوية ليحملوا لواء الدعوة ويستحقوا أن يكونوا ممن وصفهم الرسول صلي الله عليه وسلم بانهم ¢ ورثة الانبياء فقال فيهم ¢ إن العلماء ورثة الأنبياء. إن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهما. ولكن ورّثوا العلم فمن أخذ منه أخذ بحظ وافر¢ . ولابد أن يكون لدي العلماء قدرة علي الافتاء الوسطي لأنهم يجيبون علي الأسئلة التي تطرح عليهم أثناء أو بعد الدروس الدينية. أسبوع الدعوة للجميع أشار الشيخ أحمد خرم.. المسئول عن النشاط الدعوي بالجمعية الشرعية إلي أن النشاط الدعوي لجمعية الشرعية لا يقتصر علي القوافل فقط بل هناك ما يسمي ¢ أسبوع الدعوة ¢ وقد بدأ منذ اكثر من عشرين عاما وفيه يتم تحديد قضية معينة يتناولها علماء الجمعية من خلال محاضرات لكبار العلماء علي أن يتناول كل منهم جانبا من جوانبها حتي يتم الإلمام بكل جوانبها في نهاية أسبوع الدعوة وتعم الفائدة في نشر الوعي بتلك القضية. وعن معايير اختيار القضية التي يتناولها العلماء في اسبوع الدعوة قال الشيخ أحمد خرم : أهم معيار أن تكون القضية تعالج أمراضا فكرية أو عقائدية في البيئة التي ستلقي فيها هذه المحاضرات حتي لا يكون العلماء في واد ورواد المساجد في واد آخر وحتي تعم الفائدة المرجوة لهذا فإن القضية لابد أن ترتبط بواقع الناس سواء من خلال طلبهم هم معالجة هذه القضية أو طلب الفرع التابع له المساجد التي ستكون بها أسابيع الدعوة . وفي نفس الوقت نختار الداعية أو العالم الذي لديه إلمام كامل بتلك القضية واقعيا وليس من خلال الكتب فقط حتي تكون دعوته أكثر تأثيرا. وعن اقتصار القوافل الدعوية وأسابيع الدعوة علي مساجد الجمعية الشرعية فقط قال الشيخ أحمد خرم : لاشك أن غالبية القوافل وأسابيع الدعوة تكون في مساجد الجمعية ولكننا نتعاون مع الجمعيات الاخري التي ترغب في استضافة قوافلنا أو أسابيع الدعوة في مساجدها وكذلك مساجد الاوقاف بشرط حصول المسئولين علي تلك المساجد علي الموافقات المطلوبة لاستضافة القافلة لديهم لأننا لا نبخل بالعلم علي من يحتاجه سواء في مساجد الجمعية الشرعية أو خارجها. وسائل وقوافل دعوية في جماعة أنصار السنة المحمدية يشير جمال سعد حاتم رئيس تحرير مجلة ¢ التوحيد ¢ الناطقة بلسان الجماعة الي ان علماء الجماعة يعملون قدر استطاعتهم علي الدعوة في المساجد في مختلف المحافظات علي سنة رسول الله صلي الله عليه وسلم الذي ما رفع سيفًا ولا أشرع رمحا إلي صدر عدو إلا بعد أن طهر القلوب من الممارسات الشركية والجهل والخرافات لذا يقوم علماء جماعة أنصار السنة برد الحق إلي نصابه والتصدي للخرافات والدجل باسم الدين وصور الشرك المختلفة والقيام بهذا الدور ليس جديدا وانما تعود جذوره الي المؤسس الاول للجماعة الشيخپپمحمد حامد الفقي قبلپپقرن تقريبا حيث أمعن الشيخ في دراسة الحديث علي الوجه الصحيح ومطالعة كتب السلف الصحيح والأئمة الكبار أمثال ابن تيمية وبن القيم وابن حجر والإمام أحمد بن حنبل والشاطبي وغيرهم ودعا إلي التمسك بسنة الرسول الصحيحة والبعد عن البدع ومحدثات الأمور وأن ما حدث لأمة الإسلام بسبب بعدها عن السنة الصحيحة وانتشار البدع والخرافات والمخالفات وأمضي ست سنوات من دراسته بالأزهر وهذا أكبر دليل علي أن وسطية دعوتنا منطلقة من وسطية واعتدال الاسلام الذي يحمل لواءه الأزهر. وأشار الي قوافل الدعوة التي تقوم بها الجماعة لا تقتصر علي المساجد فقط وإنما تستخدم وسائل مساعدة مثل الشرائط الدعوية لكبار علماء الجماعة فيها الكثير من الأمور التي توضح الإسلام الصحيح وتوزع علي المساجد وبعض الأفراد والهيئات مجانًا وكذلك يتم توزيع الكتب والمجلدات والكتيبات والتي تصل إلي حوالي خمسمائة كتاب ومجلد وأشهرها مجلد ¢احذروا أقوال وأفعال واعتقادات خاطئة¢. ونفي جمال سعد حاتم ما يتردد ان فكر جماعة انصار السنة وما تقوم به من قوافل تنشر التعصب الديني مؤكدا أن مجلس شوري الجماعة وهيئة العلماء بها تضم كبار العلماء المشهود لهم بالوسطية والاعتدال مثل الدكتور عبد الله شاكر والشيخ محمد حسان والدكتور جمال المراكبي والشيخ أبو اسحاق الحويني وغيرهم الكثير . ونقوم من خلال المحاضرات الدعوية معالجة القضايا الحياتية وكذلك نوزع كتباً توضح فكرنا مثل كتاب ¢پبراءة أهل السنة من تكفير عصاة الأمة ¢ وكتاب ¢ الصفات الإلهية بين السلف والخلف¢پوكتاب ¢ طاعة أولي الأمر¢ وكتاب ¢ تطهير الجنان والأركان من أدران الشرك والكفران¢ كما نهتم بمعالجة الامور الحياتية من خلال اصدراتنا الدعوية مثل كتاب ¢فتاوي مهمة للتجار ورجال الأعمال¢ وكتاب ¢الغيبة والنميمة ¢ وكتاب ¢الكذب¢ . كما نهتم بمعالجة قضايا الأسرة مثل كتاب ¢ مسئولية المرأة المسلمة ¢ وكتاب ¢الطلاق ..شريعة محكمة لا أهواء متحكمة¢ وكتاب ¢ تعدد الزوجات ¢ وكتاب ¢ كيف نري أبناءنا؟ ¢ وكتاب ¢ تذكير الأبرار بحقوق الجار¢ . كما نتصدي لاخطاء الصوفية من خلال موسوعة الصوفية وهي من أربعة أجزاء كبار. ونتصدي للفكر الشيعي من خلال موسوعة الشيعة أربعة أجزاء كبار وتتناول فكر الشيعة في العقيدة والتفسير والفقه والحديث. ونكشف كذلك الفرق والافكار الضالة التي تهدد الامة مثل كتاب ¢ القاديانية¢ وكتاب ¢البهائية¢ ولدينا كتاب تفند الفكر العلماني وهذا كله نحرص علي تقديمه في الدورس الدينية والقوافل الدعوية بالمساجد فضلا عن وجودها في الكتب لمن يود أن يقرأها ونفي جمال سعد حاتم انشقاق جماعة انصار السنة عن نهج الوسطية الازهرية في قوافلها الدعوية قائلا : من يتهمنا بذلك يظلمنا وإلا لماذا قمنا بإصدار ¢مختصر فتاوي دار الإفتاء المصرية¢ ومن المعروف ان غالبية من تولوا مشيخة الازهر كانوا مفتين . وفي نفس الوقت قمنا باصدار الفتاوي الصادرة عن المركز العام لأنصار السنة كما أن معاهد إعداد وتخريج الدعاة والداعيات لدينا يدرس فيها اساتذة جامعة الازهر. قال الدكتور عبدالفتاح أبوالفتوح وكيل اسلامية بنات القاهرة: بالرغم من أنني أمارس الدعوة منذ عشرات السنين وهناك أساتذة بالكلية لهم باع في هذا المجال ولديهم خبرة طويلة في التعامل مع هذه النوعيات المتحجرة فكرياً من البشر الا انه لم توجه لنا دعوة للمشاركة في هذه القوافل ولا ندري ما سبب هذا التجاهل من قبل المسئولين عن تنظيم هذه القوافل. أضاف: للأسف الشديد هناك تجريف عقلي حدث لكثير من الناس ليس المتطرفين فكرياً انما لأناس عاديين يصلون خلفي الصلوات الخمس ويؤدون العمرة والحج علي فترات ورغم ذلك لا يعرفون من دينهم شيئاً ولا توجد لديهم مرونة في الفكر وغير قابلين لتغير أفكارهم فما بالنا بهؤلاء الذين تشربوا الفكر المعوج علي مدي سنوات طويلة فقد غابت عنهم الثوابت الإسلامية السمحة وحلت محلها العصبية والتشدد. لفت النظر الي ان اماكن هذه المناطق لا يثقون الا في كبار الشيوخ لذا لا يصح أن يذهب اليهم دعاة صغار في السن فهذا لن يحقق الثمرة المرجوة كما أنهم يحترمون الدعاة الملتحين فحليق اللحية لا يؤثر فيهم من قريب أو بعيد. طالب بالتنسيق بين المؤسسات الدينية هناك الأهلية والرسمية وعقد لقاءات جماهيرية في اكبر المساجد بها وحشد الالاف والتواصل معهم مع الاستمرارية في هذه اللقاءات علي المدي الطويل.