عملية اختطاف الجنود المصريين السبعة في سيناء اصابتني بحزن وإحباط شديدين مما آلت إليه الحالة الأمنية في مصر الفترة الحالية. والتي جعلتنا نخاف علي كل شيء في حياتنا. أنفسنا وأهلنا وأموالنا. هذه العملية الغادرة والتي قام بها فئة مجرمة خارجة عن القانون ولا أعلم شيئاً عن هويتهم حتي كتابة هذه الكلمات. اثارت عدة تساؤلات ووضعت علامات استفهام كثيرة حول شخصية الخاطفين ومدي انتماءاتهم السياسية. وهل هم مصريون من بدو سيناء؟ أم فلسطينيون من حركة حماس؟ أم إسرائيليون؟ عموماً سوف نعرف حقيقة وهوية هؤلاء المختطفين بعد تخليص جنودنا وإطلاق سراحهم وعودتهم علي يد القوات المسلحة التي نثق بها. لكن المشكلة التي مازالت تؤرقني هي اختراق الأمن المصري في سيناء فهذه ليست العملية الأولي لخطف واستهداف قوات مصرية في سيناء. فمنذ فترة قصيرة تم اختطاف اثنين من الضباط المصريين. ومازلنا نذكر مقتل الضباط والجنود المصريين علي الحدود في رمضان الماضي وهم صائمون وإلي الآن لم نعرف من قتلة أبنائنا؟ وكان يجب علي الدولة ان تنظر إلي هذه الحوادث بشيء من الاهتمام لأن تكرارها يؤكد ان سيناء مستهدفة أمنياً من الداخل ومن الخارج. وان الدولة لم تسع إلي تنمية شبه جزيرة سيناء طوال ال 30 سنة الماضية مما خلق تربة خصبة لشيوع الجرائم بكل أنواعها. ارهاب وظهور جماعات متشددة وتجارة مخدرات وتهريب سلاح. وحفر انفاق علي الحدود مع غزة. ولا ننسي التعامل الأمني الظالم الذي انتهجته وزارة الداخلية في عهد الرئيس المخلوع مع القبائل في سيناء من قتل وتعذيب واعتقال مما خلق نوعاً من العداوة والكراهية للدولة والنظام جعلتهم ينتقمون من هذا النظام. لذلك يجب علي الدولة ان تعيد حساباتها تجاه سيناء وأهلها وان تسعي لتنمية هذا الجزء الغالي والهام حتي لا يخترق من جهات عديدة أخطرها إسرائيل الكيان الصهيوني المحتل. فالقضية ليست اختطاف 7 جنود ولكن القضية اختطاف سيناء بأكملها بعد اختراقها أمنياً. وعلي الرئيس مرسي ان يصلح ما أفسده مبارك في سيناء في الفترة الماضية.