حادثة خطف الجنود السبعة بسيناء وما تبعها من تصريحات واجتهادات من خبراء استراتيجيين وآراء من هنا وهناك تحلل وتحكي وتقترح الحلول الممكنة وغير الممكنة.. المقبولة وغير المقبولة.. المدروسة وغير المدروسة.. المفيدة وغير المفيدة.. عكست حالة الفوضي التي نحياها وتزداد يوماً بعد يوم علي أرض مصر. بعض القنوات الفضائية ووسائل الإعلام والمواقع الالكترونية والقوي السياسية المعارضة كعادتها قامت بالتهييج والإثارة واستضافت من يغذون هذا الاتجاه في محاولة منهم لإذكاء روح الانقسام في المجتمع المصري من ناحية ومحاولة استثارة الجيش ضد الرئاسة من ناحية أخري أو العكس.. وكثر الكلام واللغط وأصبح كل من هب ودب يفتي ويرسم الخطط متناسين أن ذلك يؤثر علي حياة الجنود المختطفين ويساعد الخاطفين علي المضي قدماً في غيهم وضلالهم والإصرار علي مطالبهم بالإفراج عن ذويهم أو أهلهم وعشيرتهم من الإرهابيين المحكوم عليهم بالإعدام والمؤبد في قضايا إرهابية بسيناء. صحيح أن الحادثة أدمت قلوب كل المصريين.. ذكرتهم باختطاف الضباط الثلاثة وأمين الشرطة في سيناء منذ شهر فبراير 2011 ولم نعرف عنهم شيء حتي الآن.. وأعادت إلي الأذهان مرارة قتل 17 جندياً مصرياً علي الحدود الإسرائيلية وهم يتناولون إفطارهم في رمضان الماضي.. دون أن تظهر أية نتائج للتحقيقات في قتلهم أيضاً حتي الآن.. لكن تناول الموضوع بهذه الحالة من التشفي في النظام ومحاولة كسب نقطة في الصراع القائم بين الحكم والمعارضة.. في الوقت الذي طال فيه مدي التفاوض مع الخاطفين سواء من ناحية أجهزة الأمن الرسمية أو شيوخ القبائل في سيناء فضلاً عن عدم التحرك القوي والسريع علي أرض الواقع للإفراج عن جنودنا المختطفين وتخليصهم من أسرهم جعلنا نشعر أن المواطن المصري لم يعد له قيمة في بلده وأنه أصبح بين شقي الرحي.. بين نظام حاكم غير قادر علي اتخاذ القرار الصائب في الوقت المناسب.. ومعارضة فاشلة فارغة لا يهمها إلا تشويه كل شيء علي الأرض دونما تقديم حلول شافية لأمراض هذا الوطن. ما يقلقني بحق أن بعض المواقع والصحف نشرت تسريبات عن حجم قوات وصلت إلي رفح والعريش للقيام بعملية لتخليص الجنود بعد أن تم تحديد مكان احتجازهم.. وهنا يثور سؤال مهم: منذ متي وعمليات من هذا النوع يتم الإفصاح عن تفاصيلها أو حجم القوات المشاركة فيها أو تحديد مكانها وزمانها؟!.. هذه العمليات يجب أن تتم في سرية تامة وبعيدة عن أعين الجميع حتي تتم بسلام وأمان. هذه الحادثة توجب علينا ضرورة تطهير سيناء بأكملها من هذه الجماعات الجهادية المتطرفة التي أصبحت تسيطر علي أجزاء كبيرة من أرض الفيروز.. وتهدد أمن الدولة بكاملها.. وكذلك ضرورة البدء في تعمير وتنمية سيناء وزرعها بالبشر القادرين علي حمايتها والحفاظ علي أمنها باعتبارها بوابة مصر الشرقية.. ويجب ألا نغفل أن ذلك لن يكون سهلاً وميسوراً لأننا نعلم جميعاً أن هناك قوي كثيرة خارجية لا تريد لسيناء أي تنمية أو ازدهار أو أمن لخدمة مصالحها هي فقط لأنها تعتبر أن تنمية سيناء أخطر من القنبلة النووية عليها.. ولعل ذلك يكون دائماً في حساباتنا وأمام أعيننا.. ولكننا بإذن الله قادرون علي ذلك إذا خلصت النوايا وكان هدفنا جميعاً مصلحة وطننا.. خاصة اننا نملك أقوي وأعظم جيش في المنطقة وهو قادر علي تحقيق هذا الهدف.. مثلما استطاع تحرير الأرض في معركة العزة والكرامة بعد أن لقن العدو الإسرائيلي درساً لن ينساه علي مر الزمان.. ولكنه ينتظر الإشارة.