محمد أحمد رفاعي سرور ¢عزت اسحاق معوض سابق¢ هو رجل مصري في العقد الخامس من عمره ولد لعائلة نصرانية ثرية وولد في حي مصر الجديدة الراقي وعاش في حي الزيتون وسط القاهرة إلي جوار كنيسة العذراء مريم وكانت أصول عائلته تعود لمحافظة الفيومجنوبالقاهرة. فيما عاش منذ صغره وهو يتوق إلي الفطرة السليمة التي تتفق وتتسق مع القيم الإسلامية وانعكس ذلك كثيرا عليه وتسبب في نقطة تحول مبدئية في حياته. بدأ حياته شماسا في كنيسة العذراء وتردد عليه وأخذ يراقب ويقيس كل ما يراه علي الفطرة السليمة التي يري ذاته فيها فكان منذ صغره يري نفسه في ذلك وانعكس هذا علي تصرفات عديدة منها أنه منذ صغره عزل نفسه عن النوم لجوار شقيقته بمجرد ظهور ملامحها الأنثوية عليها وهو ما يتفق والسنة النبوية وشريعتنا الإسلامية قبل إسلامه بسنوات طوال. كما كان يسأل نفسه اذا كان في الكون إله واحد فلماذا لا يكون فيه دين واحد. نعود للكنيسة وتردده عليها إذ إصطدم من بدايات تردده عليها بتناقضات في الأنجيل خاصة فيما يتعلق بكون المسيح ابن الله وهو الله في الوقت نفسه. ذلك نظرته لقداسة الرهبان في الكنيسة. ومن الأمور التي اعتادها مسيحيو مصر فتنة ظهور العذراء وهو أمر يحتشد له آلاف المسيحيين كل عام في اوقات معينة إلا أنه لكونه يسكن لجوار الكنيسة أخذ يراقب الموقف من التاسعة مساء إلي الثانية صباحا ليفاجأ بحدوث فلاش ضوئي فيه خداع بصري ثم اطلاق قسري لحمام أبيض رغم انه من المعروف أن الحمام لا يطير ليلا وهي مسألة شاهدها بعينه واستشعر ما فيها من فتنة اشغال للبسطاء. ابتعد عن الكنيسة زاهدا فيما فيها والتفكير يراوده في المسألة بحثا عن الحقيقة متوقفا امام امور عديدة في المسيحية منها سفور النساء والاختلاط مقارنة بحجاب المرأة المسلمة ووقاره. والصوم عما فيه روح مع استمرار ممارسة كل الشهوات في المسيحية بينما الصوم في الإسلام صوم حقيقي وتربية للشهوات. تناقضات في الأنجيل واعجاز علمي في القرآن. إله واحد في الإسلام واله وابن إله في آن واحد في المسيحية وكلها أمور أخذت تختلج في صدره وتسيطر علي وجدانه وينتابه التفكير العميق فيها لمدة استغرقت ثلاث سنوات كاملة. وفي ذات يوم وهو منطقة الزيتون صادف أن قابل جار له اسمه الشيخ أحمد كمال وهو مسلم ملتزم وملتح وعضو في التبليغ والدعوة يتحدث للسائق الذي يجلس لجواره ويدعوه للالتزام بالصلاة ويقول له ¢يا محمد مالك لا تصلي وقد كثرت المساجد وقل روادها ¢. وانتقل الي يحدثني ويقول :¢ وانت يا اخ عزت لماذا لا تذهب لتصلي في الكنيسة ¢ فرديت عليه بأني غير مقتنع بالشعائر المقامه هناك ولا يعجبني الاختلاط بين الرجال والنساء ولا عدم اجابة القساوسة علي اسئلتي اجابه كافيه في حين المشايخ بيردوا بوضوح. مر هذا الموقف وأخذ بعدها عزت ¢محمد¢ يفكر في الإسلام وهو يتوقف أمام مسائل التوحيد وحجاب المرأة. والاعجاز العلمي في القرآن ثم عاد ليقول لأحمد انا أفكر في الإسلام لكني لا أجد من يأخذ بيدي فما كان منه إلا أن أجلسه إلي احد كبار دعاة التيار السلفي في مصر المرحوم الشيخ رفاعي سرور الذي أجمل لعزت ما احتار فيه وقرب له ما بعد وهون عليه صعاباً كثيرة في الجلسة الأولي وفي الثانية طلب منه ان يقرئه الشهادتين. فما كان من الشيخ إلا أن طلب منه ان يتمهل لحين عقد النية لكن عزت وقتها كان قد حسم أمر وارتاح من عناء تفكير عميق تنازعه لمدة ثلاث سنوات نزاع ما بين الحق والباطل والشك والريبة والحق واليقين فما كان من الشيخ أن استجاب له وأقرأه الشهادتين ثم طلب منه أن يقول ¢ وأشهد أن المسيح عبد الله ورسوله ¢ ثم علمه كيفية الصلاة وما هو معلوم من الدين بالضرورة. عاد عزت إلي مواجهة الاسرة ووالده ذلك الرجل النصراني المتعصب والرأسمالي القوي الذي حرمه من نصيبه في مصنع للبلاستيك كان يشارك اخوته فيه وحرم علي إخوته ووالدته حتي ان يسلموا عليه. ورغم كل هذه المواقف شديدة القسوة من والده إلا أنه لمح تعاطفا كبيرا من والدته التي انعم الله عليها فيما بعد بأن ماتت علي الإسلام سرا دون اشهار بسبب طبيعة الأسرة والوالد. اضطر عزت ابن الأثرياء أن يستغني عن حياة الثراء والغني من أجل حياته الجديدة التي يعيش فيها حياة روحانية تتسق والفطرة البشرية ويستلذ فيها بالطاعة ويؤمن باله واحد ويعبد رب الناس بعد سنوات من عبادة بشر مثله ليجد نفسه في ايامه الأولي من اشهاره إسلامه مضطرا إلي النوم في المساجد إلي أن تبناه الشيخ رفاعي سرور الذي اعتبره كإبن له وتبناه في بيته أربعة أشهر تعلم خلالها عزت أمور دينه وقربت عليه معيشته في منزل الشيخ رحمه الله مسافات طويله كانت سيقطعها للتعرف علي دينه الذي تمناه والذي ابتعد لأجله عن عبادة وثنية ومفارقات لا أخلاقية وأمور لا تتسق مع الفطرة البشرية ليصوم ويصلي وينعم بسترة أهله بتعاليم دينه الذي انعم الله عليه به. كان عزت يعد عدته لهذا اليوم لدرجة انه صام شهر رمضان السنة التي قبل إسلامه دونما ان يسلم ودونما ان يصلي اعجابا بجمال اتساق طبيعة الصوم عندنا مع فطرته السوية. بعد إسلام عزت في يوم الاثنين 8 أغسطس عام 1988 غير اسمه من عزت اسحاق معوض ليصبح ¢ محمد أحمد رفاعي سرور¢ تيمنا باسم النبي واسم الشيخ رفاعي سرور الذي اسلم علي يديه. ثم توجه ليزيل آخر ما تبقي من آثار المسيحية في جسده فوجد ان ثمن العمليه لا يقدر عليه إلي أن توصل لطبيب مسلم ترأف بحالته ووافق علي اجراء العملية بمخدر موضعي ليتحمل آلام إزالة الصليب من جسده ليتحرر من عبودية ووثنية المسيحية ولينطلق في رحابة وسماحة الإسلام ولتبقي آثار جراحة ازالة الصليب في يده لتذكره بنعمة الإسلام وعظمتها كلما نظر اليها. عاش حياة جديدة بدأها بالسعي لتحقيق أمنيته بالعمرة والحج ليعرض عليه شيخه ان يجمع له المبلغ المطلوب لذلك لكنه أبي إلا أن يعتمر من جهده ليعمل بعد ذلك في بيع الكتب الإسلامية ليقرأها وفي نفس الوقت يجد ما يستره إلي أن أتم الله عليه نعمة العمرة الأولي في عام 1992 ويقبل الحجر الأسود ويستمتع برائحته الذكية كما لم يستطع بعد ذلك في 12 رحلة عمرة رزق بها بعد ذلك. يقبل الحجر في لحظات وعاش نشوة لم يعشها من قبل ليذكر في تلك اللحظات كل ما دار به ورحلته من الظلمات والشرك إلي نور الهداية ورحابة الإسلام. تمر الأيام به وكلما تذكر ما كان فيه في لحظات صمت يحدث نفسه بما كان يحدث من تعميد للاطفال وهي مسأله غريبة عنف أمامه أحد القساوسة أباً لأنه تأخر في تعميد نفسه وهو يقول له ¢ انت ازاي متعمدوش لغاية دلوقتي.. ده كده يبقي مسلم ¢. ومسالة التناول والتي يفترض انه فيها بيتناول جسد المسيح ويشرب دمه متمثلا في خبز ونبيذ. وكيف ان للقساوسة أسرارا سبعه منها الاعتراف و التناول والكهنوت والزيجة وزين الميرون والتعميد وكيف يمثل كل هذا غموضا شديدا. وكتب انجيل لا يحفظه بشر علي وجه الأرض بينما القرآن يحفظه الأطفال ويتنعم ويتعبد بتلاوته والاستماع اليه كل مسلم بشكل يريح النفس في مقابل طلاسم غير مفهومه. كان محمد حريصا منذ بدأ تفكيره في التحول إلي نور الإسلام بالا يرتبط بزوجه مسيحية حتي لا تصبح معوقا علي دخوله الإسلام وبالفعل من الله عليه بالزواج من سيدة مسلمة وانجب منها ويعيش حياة طيبة وتحيطه صداقات عديدة في العمل والمنزل بعلماء وشيوخ أزهريين وكذا شركاء في عمله وشركته ويؤمن بأن الله من عليه بما لم يكن ليتخيله لكنه كان دائما تواقا للفطرة السليمة منذ نعومة اظافره وكأن الله تعالي كان يعده لهذا الفضل الذي صنع منه إنسانا جديدا تتفق نفسه مع الفطرة السليمة. عاش محمد حياته الجديدة بدأها ببيع الكتب والاتجار فيها وقراءتها وزار المملكة العربية السعودية مرات عديدة حتي اصبح عضوا في مركز البحث العلمي والترجمة بجده ليلتقي كبار علماء المملكة كالشيخ محمد صالح العثيمين والشيخ عبدالعزيز بن باز والشيخ صالح الحميد والشيخ عائض القرني والشيخ فهد بن سلمان العودة والشيخ سفر الحوالي. وفي مصر الشيخ عبدالحميد كشك والشيخ محمد الغزالي والشيخ محمد سيد طنطاوي - رحمهم الله -. لم يتوقف طموح محمد عند مجرد تحوله إلي الإسلام فحسب بل أصبح عضوا بالجمعية المصرية للمخترعين التابعة لأكاديمية البحث العلمي في مصر. استشاري إنشاء وانتاج مزارع المشروم وصاحب شركة تعمل في هذا المجال. أسلم علي يديه أربعة شباب وفتاتان. وكتبت عنها صحف سعودية منها عكاظ والمسلمون والعديد من الصحف المصرية وقدم نموذجا جديدا في التحول من المسيحية إلي الإسلام وبقيت المسيحية له ذكريات كلما ألم به تذكره لحياته القديمة واسرته واخوته ومصنعه يؤمن أشد الإيمان ان الله اختاره للإسلام وعوضه بأسرته الصغيرة أسرة كبيرة هي أسرة المسلمين فهو كلما شعر بوحدته البشرية تذكر اخوة الإسلام وتونس بصلاته في المساجد وكيف ان الدنيا تمر به سريعا وتبقي له الآخرة التي لا يمكن مقارنة العمل لها بأي شيء مهما صغر أو كبر. ويسبح بين الناس كل يوم وهو يتفجر بالنشاط وتزين وجهه لحية بيضاء وينير جبينه علامة الصلاة من أثر السجود وكلما نظر لجرحه القديم في يده من أثر إزالة صليب الوثنية آمن بأن الله أنعم عليه بنعمة عظيمة نعمة لا تقارن نعمة الإسلام وكفي بها نعمة ويتمتم كلما غدا أو راح ¢الحمد لله علي نعمة الإسلام وكفي بها نعمة¢.......... ويمضي وسط جموع عريضة من المصريين وهو يشعر بزهو في نفسه وطمأنينة تملأ قلبه بنعمة الإسلام.