برافو.. دكتورة ليلي تكلا

ما أجمل أن يدعو الشيخ لأخيه المسيحي وكذلك القسيس أن يدعو لأخيه المسلم في التجمعات والمناسبات الدينية وأن يدعو الجميع لمصر التي تضم الكل
كنت أتابع حلقة من حلقات " البيت بيتك " مع الاعلامي المتألق والصديق محمود سعد وكانت إحدي فقراته تدور حول المواطنة وهل حقا هناك نيران تحت الرماد بين المسلمين والمسيحيين وهو ما يسمي بالطائفية البغيضة .. كان من ضيوف هذه الفقرة الاستاذة الدكتورة ليلي تكلا والشيخ المستنيرخالد الجندي .. والحقيقة أنني قد استمتعت كثيرا بالنقاش الحضاري بين السادة الحضور وجرأة مقدم البرنامج حيث تحدث بكل صراحة عن الموضوع وما يدور في خلجات الصدور وكيفية التغلب عليه وعن أننا في النهاية سواسية تحت علم واحد لا يعرف الطائفية البغيضة عبر تاريخه الحضاري النضالي ولكن ما يحدث هو نتاج قلة واعية بالخارج ويحركها كلما دعت الحاجة قوي خارجية لها أهداف غير معلنة وغير بريئة والقطع ضد صالح واستقرار هذا البلد العظيم . ومن الجدير بالذكر أن آخر أفلام النجم عادل امام مع الممثل العالمي عمر الشريف وسيناريو الكاتب المبدع يوسف معاطي تناول الموضوع بحرفية عالية جدا في فيلم "حسن ومرقص" مما دعا الجمهور في كل مرة أثناء العرض وعندما تتماسك أيدي الطرفين الي التصفيق الحاد اللا ارادي . ونال هذا الفيلم أكثر من جائزة دولية للسيناريو وجائزة الجمهور وغيرها ..
نعود الي حلقة البيت بيتك وبالاخص الي الدكتورة ليلي تكلا التي قامت بتأليف كتاب باللغة الانجليزية حول هذا الموضوع وهو نتاج محاضرات قامت بإلقائها في أمريكا وكانت تتضمن الآيات القرأنية التي تحكي قصة السيدة مريم العذراء والسيد المسيح عليهما السلام وكيف أن الاسلام دين التسامح والاعتراف بالأخر ووضعه في المرتبة الصحيحة له دون مغالطة أو تزييف وكيف أيضا علي الجانب الآخر في الانجيل المقدس الذي يتضمن نفس قصة السيدة مريم عليها السلام وأننا جميعا نعبد الها واحدا .. نصلي له ونتجه بالدعاء جميعا اليه .. ومما لفت نظري حقيقة هو ما قالته الدكتورة العظيمة أن سبب الأزمة هو الجهل .. نعم جهل كل من المسلم والمسيحي لدينه أولا ثم جهل كل منهما لدين الآخر فعلي المسلم أن يعي ما جاء في الانجيل وعلي المسيحي أيضا أن يعي ما جاء بالقرآن فكلها أديان سماوية تتحد تحت عباءة اله ورب واحد وتدعو الي المحبة والسلام .. وعلي الدعاة من الطرفين سواء كان شيخا في مسجد أو قسيسا في كنيسة أن يقربوا ولا ينفروا وأن يبتعدوا عن التطرف وما أجمل أن يدعو الشيخ لأخيه المسيحي وكذلك القسيس أن يدعو لأخيه المسلم في التجمعات والمناسبات الدينية وأن يدعو الجميع لمصر التي تضم الكل .
حفظك الله وحماك يا مصر ..
والله الموفق ,,,