لم تنجح قبلة الدكتور اسماعيل هنية رئيس وزراء حكومة غزة علي يد العلامة الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمينپ في التقليل من زوابع الرحلة التي بدأت حتي قبل دخوله إلي غزة وخروجه منها حيث تركت تأثيرهاپ من خلال تلاسن شديد بين مسئولي حماس وفتح حول قانونية منح هنية للقرضاوي الجنسية الفلسطينية وجواز سفر دبلوماسي لم تفلح تصريحاته خلال زيارته لغزة مع وفد مكون من واحد وأربعين عالما من 14 دولة عربية علي رأسهم المشير عبدالرحمن سوار الذهب وتأكيده علي ¢تجديد العهد علي تحرير فلسطين وأن النصر آت لا محالة وأن الشعب الفلسطيني سينتصر لأنه ضحي وانتصر خلال معاركه مع الاحتلال وأمله - أي القرضاوي - أن يحضر هذا الانتصار ¢ في التخفيف من شدة الرياح التي اتت ببعض ما لا تشتهيه السفن. شهد وصول القرضاوي إلي العريش - بطائرة خاصة خصصها ولي العهد القطري الشيخ تميم بن حمد - صداما بين الاعلاميين والمنظمين للرحلة الذين حاولوا منع الشيخ من لقاء الاعلاميين وتحت الضغط والتهديد بالمقاطعة والهجوم علي الرحلة اضطر المنظمون إلي التخفيف من شدة الحظر وصدرت تصريحات مقتضبة عن الرحلة اهدافها ووعد القرضاوي بلقاء موسع معهم عقب عودته من غزة. ووصل الشيخ القرضاوي إلي غزة وسط استقبال حافل فما كان منه بقوله ¢نحن معكم وسنحتفل بالنصر إن بقيت علي قيد الحياة وإن لم يكتب لي الله الحياة ستحتفلون أنتم والأجيال القادمة بذلك النصر الذي هو آت لا محالة بإذن الله.. نحن مع هذا الشعب الذي خرج من كل معاركه منتصرًا وسينتصر رغم كل شيء وأنا مؤمن بهذا الانتصار والله سيرينا كذلك قريبًا نصر الثورة بسورية فالغد لنا بإذن الله تعالي وثقوا أنه لن يتخلي عنكم وسنحتفي بالنصر قريبًا علي المُحتل الإسرائيلي وخير شاهد انتصار المسلمين بجميع معاركهم علي الاستعمار الحديث والقديم¢. واشترط القرضاوي لتحقيق هذا النصر أن تكون فلسطين مُوحدة والعمل من أجلها يجب أن يكون موحداً لأجل التحرير وهذه هي المرة الرابعة التي يزور فيها فلسطين. والثالثة في زيارة غزة. فقد كانت أولي الزيارات عام 1952 حينما زار الضفة الغربية. تلاها زيارتان إلي غزة عامي 1957 و1958. مشيرًا إلي أنه منذ سنوات يهم بزيارة غزة إلي أن تحقق هذا اليوم¢. ومن جانبه وصف الدكتور إسماعيل هنية العلامة القرضاوي بأنه ¢شيخ القدس والجهاد علي أرض فلسطين وشيخ مرحلة الربيع العربي.. والقرضاوي لا يدخل غزة بإذن إسرائيلي بل إنه يدخل دخول الفاتحين المنتصرينپ فهذه الزيارة مقدمة لتحرير الأرض الفلسطينية ودحر الاحتلال عنها¢. وقام وفد العلماء بزيارة لبيت المجاهد الشهيد الشيخ أحمد ياسين. وشارك في مؤتمر نصرة الأقصي والأسري واستقبل ممثلين عن عائلات الأسري والشهداء وشارك في مهرجان جماهيري بملعب اليرموك وقام بجولة تفقدية في قطاع غزة لتفقد أماكن الدمار التي خلفها العدوان الإسرائيلي في معركتي الفرقان. وحجارة السجيل. وألقي القرضاوي خطبة الجمعة بالمسجد العمري في حين يلقي علماء الوفد خطب الجمعة في مساجد القطاع. الدعوة لإنهاء الانقسام رغم تأكيد الدكتور يوسف القرضاوي مرات عديدة أنه لا يجوز لأي أحد التنازل عن جزء من أرض فلسطين ودعوته جميع الفصائل الفلسطينية إلي توحيد صفوفها في هذه المرحلة وإنهاء الانقسام لأن ابناء فلسطين وكل المظلومين في الأرض الذين يقاتلون في سبيل الله لا في سبيل الطاغوت سينتصرون ¢ وزيارته تأكيد علي ¢ أن فلسطين لم تكن يوما يهودية. بل عربية وإسلامية. وأن الإسلام سينتصر. وستنتصر الأمة الإسلامية ¢ فرد عليه الدكتور اسماعيل هنية بالتأكيد علي التمسك بالأرض وعدم التفريط بالحقوق الفلسطينية لأنه لن يقبل أحد أن يتنازل عن ذرة من أرض فلسطين أو الاعتراف بإسرائيل ¢. جواز السفر والتلاسن بدأ التحول الدرامي في الرحلة عندما قرر الدكتور هنية في في مقر مجلس الوزراء بغزة. منح هنية الجنسية الفلسطينية للقرضاوي وكذلك وسام الوفاء ودرع الحكومة ومجسم قبة الصخرة تكريما له ولدوره في الدفاع عن القضية الفلسطينية ¢ ورغم ان هذا الاجراء شرفي إلا أن رد فعل أحمد عساف المتحدث باسم ¢فتح¢ كان عنيفا علي القرضاوي وهنية علي حد سواء حيث قال بالحرف :¢ جواز السفر الذي أعطاه هنية للقرضاوي ¢مزور¢ ومن لا يملك أعطي لمن لا يستحق لأنه إذا ما قررت أي دولة منح جواز سفرها لأي أجنبي تقديراً له فهذه صلاحيات رئيس الدولة فقط وليست من صلاحيات رئيس وزراء مطرود بسبب قيادته لانقلاب دموي علي السلطة الشرعية ¢. پوأضاف عساف : إن جواز السفر الذي منحه هنية للقرضاوي هو مزور ولاقيمة له بسبب إلغائه من قبل السلطة الوطنية الفلسطينية منذ العام 2008¢. ولم يصدر عن الجهة الشرعية المناط بها إصدار جوازات السفر الفلسطينية كما ان جميع جوازات أهلنا في قطاع غزة تصدر عن الحكومة الشرعية للشعب الفلسطيني. وأنه منذ الانقلاب لا يصدر أي جواز فلسطيني من غزة لأنه لا أحد في العالم يقر بما قامت به حماس من انقلاب ولا يعترف بنتائج الانقلاب¢. وأنهي عساف تصريحاته العنيفة قائلا :علي ماذا يكافأ القرضاوي ليمنح جوازاً دبلوماسياً وجنسية فلسطينية؟ علي الفتاوي التي أصدرها والتي أباحت الانقلاب الذي قامت به حماس في غزة وراح ضحيته آلاف من أبناء شعبنا بين شهداء وجرحي ومشردين. وكانت نتيجته الانقسام الكارثي علي القضية الفلسطينية وعلي الشعب الفلسطيني. أم لفتواه التي حرمت زيارة المسجد الأقصي ومدينة القدس لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض عليهما. ولتعزيز صمود أهلها بحجة أن القدس تخضع للاحتلال الإسرائيلي لهذا فإن زيارة القرضاوي لغزة ستكون لها تبعات سلبية علي الوحدة الوطنية الفلسطينية حيث إنها ستعزز الانقسام وستكرسه وتعتبر تشجيعاً لحماس للاستمرار في الانفصال¢. الدعاء علي العسكر الفاسدين أثارت تصريحات منسوبة للقيادي الإخواني الشيخ عبدالسلام البسيوني لغطا بزعم أنه يدعو علي الجيش المصري لهذا فإنه بالرجوع إلي التفريغ النصي للفيديو يؤكد أنه لم يدع علي الجيش المصري وإنما دعا علي العسكر - بوجه عام ودون تسمية - أو تحديد - الذين أفسدوا في الدول العربية التي حكموها باستثناء المشير سوار الذهب الذي كان حاضرا في الحديث باعتباره احد أعضاء الوفد المرافق للقرضاوي. وأوضح أن إساءة استخدام العسكر لقوله تعالي ¢ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آَمِنِينَ¢ - والتي كانت مكتوبة علي لوحة قرآنية معلقة بالمسجد الذي يتحدث فيه - منعته من دخول مصر لمدة ثلاثة عقود وأنه ما كان يحلم أن يدخل مصر أو يزور غزة أو يخطب في العريش بسيناء بسبب إساءة استخدام هذه الآية التي ولدت لديه حساسة ضد حكم العسكر.