أكد البروفيسور روستيلاف ريباكوف مدير معهد الاستشراق الروسي أن الهجمة العنيفة ضد العالم الإسلامي هي التي تتسبب في خلق تيار التطرف والتشدد وقال إن الحضارة الإسلامية كان لها أكبر الفضل في ظهور الحضارة الغربية الحالية. التي يجب أن تدين بالفضل للمسلمين مؤكدا أن الغرب كنوع من رد الجميل للعطاء الإسلامي الحضاري عليه أن يبذل جهودا حقيقية لمكافحة العنصرية ضد الإسلام والمسلمين. وقال ريباكوف في تصريح لعقيدتي علي هامش زيارته الحالية للقاهرة إن الإسلام يحتاج إلي ترويج يبرز عطاءه الحضاري علي المستوي الاجتماعي والاقتصادي والسياسي لأن نسبة كبيرة من الناس في الغرب تستقي معلوماتها عن الإسلام من مصادر تغالط وتزور كل ما له علاقة بالإسلام. وأشار ريباكوف إلي أن مؤلفات المستشرقين الغربيين دفعت بالعقل الغربي للتعرف إلي الإسلام والمسلمين لفترة طويلة لتكوين صورة سلبية عن الإسلام. سيطرت علي أذهان الشعوب في الغرب وعندما استيقظ المسلمون من سباتهم وبدأوا يحاولون التواصل بأنفسهم مع القاعدة الشعبية في الغرب لتقديم صحيح الإسلام كانت المفاهيم المشوهة قد ترسخت في العقلية الغربية. والحقيقة أن علماء الاستشراق علي مر العصور لو اتبعوا الأسس العلمية والمنهجية في دراسة الإسلام لما وصل الاحتقان بين الشرق والغرب إلي هذا المستوي فالمعروف أن مهمة العالم والباحث عن دراسة ثقافة الآخر أن يتجرد تماما من أسباب الخصومات وأن يتجهوا نحو البحوث العلمية المحايدة التي توجد أسس البناء الحضاري والتواصل العلمي والثقافي والموضوعي ولو اتبع كل المستشرقين هذا المنهج لكانت دراساتهم مثلت رافدا من روافد المعرفة الغربية بالإسلام ولكن للأسف فقد لعبت السياسة والمال دورا في توجيه دراسات المستشرقين حول الإسلام تبعا للأهواء السياسية والشخصية. أكد المسئول الروسي علي أن الولاياتالمتحدةالأمريكية هي التي لعبت الدور الأكبر في تشويه الإسلام خاصة في أعقاب أحداث الحادي عشر من سبتمبر. حيث أصبحت الإدارة الأمريكية ترعي وبشكل مباشر. الدعاية التي تقوم بها وسائل الإعلام الغربية ضد الإسلام وكلها دعاية تحتوي علي معلومات مضللة. وتؤدي إلي نشر معلومات خاطئة وتساهم في تفشي الجهل بالإسلام بين مختلف المجتمعات الغربية وبدلا من أن تقوم الولاياتالمتحدة باعتبارها القطب الأوحد برعاية الحوار والتبادل الثقافي حول العالم كله إذا بها تروج للمعلومات المزورة التي تتهم الإسلام بالتحريض علي العنف وللأسف فإن إحجام المسلمين عن المشاركة بفاعلية في المجال الإعلامي فإن هذا فتح الباب علي مصراعيه أمام من تسول له نفسه الإساءة والتضليل بالعمل كما يريد تجاه الدين الإسلامي وهكذا ظهر من يدرس بعض قواعد الإسلام ويفسرها بشكل ضيق ليضعها في تيار معاد للإسلام ومفيد لأعدائه. والحل من وجهة نظري يكمن في ضرورة أن يسعي المسلمون بالتعاون مع التيارات المحايدة في الغرب لكسر ظاهرة القطب الواحد. بعد أن ثبت بالدليل القاطع. أن دوران العالم سياسيا وثقافيا واقتصاديا في فلك القطب الأوحد من الممكن أن يتسبب في دمار العالم. وبالإضافة إلي هذا فإن المسلمين مطالبون بالسعي إلي نشر المواد التي توضح حقيقة الإسلام بحيث تتطرق إلي الجوانب المهمة والأساسية مثل التقاليد والثقافة والسياسة والفلسفة وغيرها.