لا يكلف الله نفساً إلا وسعها. وهنا لا يعني طاقتها. فالطاقة هي الحد الأقصي أما الوسع فيعني الحد الأدني. فلو فرض الصيام بطاقة الإنسان فإنه لا ينتهي. بينما صيام رمضان صيام في الوسع في القدرة. وعلي يالذين يطيقونه. أي لا طاقة لهم به. لا قدرة لهم عليه. إطعام مسكين. ويمكن تشبيه الفرق بالفرق بين البنطلون الإستريتش الشديد الضيق والبنطلون الفضفاض. الأول استنفد طاقته. والثاني لا يزال فيه سعة. ونكمل الآية: "لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته علي الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا" "286: البقرة" إن هذه الآية نزلت بسبب آية أخري هي: "وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء" "284:البقرة" وعندما شق ذلك علي الصحابة قالوا: يا رسول الله. هذا صعب علينا. قال لهم: " لا تعترضوا" قالوا: سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير. وهي آية أصبحت ورداً "ءامن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل ءامن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير * لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت" "285.286: البقرة". ولنتوقف الآن عند قول الله للنبي: "حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين" وهي تعني. يكفيك الله والذين اتبعوك يا محمد. وهو أمر لا يمس العقيدة في شيء. ولا يعد شركاً كما يوهمنا البعض. فماذا لو قال النبي: حسبي الله والمؤمنون. ان هذا يكون متمشياً مع الآية. فماذا لو قال العبد: حسبي الله والنبي. باعتبار أن النبي خير الوكلاء. أفضل الموكلين من الله لهداية البشر بالشفاعة العظمي. رحمة للعالمين. باللين. بكل شيء. لقد وكل النبي بذلك كما وكل الأغنياء بالمال. يقول الحديث القدسي: "المال مالي والأغنياء وكلائي والفقراء عيالي فإذا بخل وكلائي علي عيالي أذقتهم وبالي ولا أبالي". وفي الحديث الشريف كما ورد في المعجم الكبير الجزء "10". ص"105" 10033 - حدثنا محمد بن الفضل السقطي حدثنا إسحاق بن كعب حدثنا موسي بن عمير عن الحكم عن إبراهيم عن علقمة عن عبدالله قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم الخلق كلهم عيال الله فأحب الخلق إلي الله أنفعهم لعياله. ولو كان النبي وكيلا لله. بل خير وكلاء الله. فلابد أن يكون أيضاً هو نعم الوكيل. إن غيره من الوكلاء يحتمل أن يقصروا فيما وكلوا فيه أو وكل إليهم أمره. إلا رسول الله. ليس هناك احتمال إن يقصر فيما وكل فيه ولذلك فهو نعم الوكيل. يقول أحد البسطاء: كل من راما ذلنا من قريب. لكن يكفي قولنا حسبنا الله والنبي. حسبنا الله ونعم الوكيل. ولا حول ولا قوة إلا بالله.