عبد الوهاب حامد قال رجل: يا رسول الله اي سورة القرآن أعظم ؟ قال: قل هو الله احد قال: فأي أية في القرآن أعظم ؟ قال: أية الكرسي الله لا إله إلا هو الحي القيوم قال: فأي أية يا نبي الله تحب أن تصيبك وأمتك ؟ قال خاتمة سورة البقرة فانها من خزائن رحمة الله من تحت عرشه أعطاها هذه الامة, لم تترك خيرا من خير الدنيا والآخرة إلا اشتملت عليه, ان النبي عليه السلام يحب ان تصيبه وامته خاتمة سورة البقرة وهي الايتان الأخيرتان منها قال الله تعالي: أمن الرسول: لا يكلف الله نفسا إلا وسعها. وقد ورد في صحيح مسلم أن هاتين الايتين أعطيت للنبي صلي الله عليه وسلم مع الصلوات الخمس لما أسري به الي السماء, فعن عبد الله قال: لما أسري برسول الله صلي الله عليه وسلم انتهي به الي سدرة المنتهي وهي في السماء السادسة, اليها ينتهي ما يعرج به من الارض فيقبض منها, وإليها ينتهي ما يهبط به من فوق فيقبض منها قال إذ يغشي السدرة ما يغشي قال: فراش من ذهب, قال: فأعطي رسول الله صلي الله عليه وسلم ثلاث: اعطي الصلوات الخمس, وأعطي خواتيم صورة البقرة, وغفر لمن لم يشرك بالله من أمته. أما سبب نزولهما فعن أبي هريرة قال: لما نزلت علي رسول الله صلي الله عليه وسلم لله ما في السموات وما في الأرض وان تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله, فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله علي كل شيء قدير قال فاشتد ذلك علي أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم فأتوا رسول الله ثم بركوا علي الركب فقالوا: أي رسول الله كلفنا من الاعمال ما نطيق: الصلاة والصيام والجهاد والصدقة وقد أنزلت عليك هذه الآية ولا نطيقها قال رسول الله صلي الله عليه وسلم أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم سمعنا وعصينا ؟ بل قولوا: سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا واليك المصير, قالوا: سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا واليك المصير, فلما افتراها القوم ذلت بها السنتهم فأنزل الله في اثرها امن الرسول بما أنزل اليه من ربه والمؤمنون فلما فعلوا ذلك نسخها الله تعالي فأنزل الله عز وجل: لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا أو أخطأنا قال نعم ربنا ولا تحمل علينا اصرا كما حملته علي الذين من قبلنا قال نعم ربنا ولا تحملنا ما لاطاقة لنا به قال نعم واعف عنا وأغفر لنا وارحمنا انت مولانا فانصرنا علي القوم الكافرين قال نعم.