منذ قيام ثورة يناير والمشهد السياسي في مصر يكاد لايمر فيه شهر بدون أزمة سياسية واختلاف في وجهات النظر بين من في الحكم والسلطة ومن في المعارضة. وخلال مايزيد علي عامين من الثورة طرحت العديد من مبادرات لم الشمل والمصالحة منها ما أطلقته قوي سياسية أو الازهر الشريف أو بعض الشخصيات العامة لكن وبكل أسف لم الشمل لم يتم ولاتزال مبادرات تطرح هنا وهناك. ولو عدنا للخلف قليلا لوجدنا مبادراة الأزهر الشريف للم الشمل ونبذ العنف حاضرة وبقوة ذ دعا الازهر الشريف كافة القوي السياسية بما فيها حزب الحرية والعدالة إلي جانب رموز جبهة الانقاذ واتفق الجميع ووقع علي وثيقة نبذ العنف التي تضمنت تعهدات كثيرة علي كافة الاطراف لكن تلك المبادرة علي أهميتها وقوة الداعي لها وعلي أهمية الرموز الذين حضروا الا ان الايام التي تلت اطلاق المبادرة والتوقيع عليها تم تراجع عدد ليس بالقليل من القوي السياسية عليها إذ خرج كل من حمدين صباحي تلاه البرادعي ثم عمرو موسي ليؤكدوا ان توقيعهم كان مجرد اتفاق علي مبادئ ليعلن البعض انه تراجع عن توقيعه. أو بمعني آخر سحب توقيعه من الوثيقة بشكل غير مسبوق قتل المبادرة في مهدها. وللحق لم يتأخر الازهر الشريف عن طرح مبادرات للم الشمل في أي وقت ولو عدنا عدة أشهر حيث كانت أزمة التأسيسية فلم ينقذ المشهد من الانفجار إلا مبادرة للازهر الشريف أيضا مع كل من الدكتور محمد سليم العوا والمستشار حسامس الغرياني وهي تلك المحاولة التي تم من خلالها انهاء حالة الارتباك في اللجنة التأسيسية للدستور بعودة الازهر وممثلي الكنيسة. وهو ما ردت عليه الرئاسة من خلال تلك المبادرة أيضا بتعيين ممثلين للازهر وللكنيسة في مجلس الشوري. أما حزب مصر القوية فأطلق عدة مبادرات في أوقات لكن وبكل أسف بلا جدويوكذلك أطلق حزب الوسط مبادرات عديدة لكن ميله للحرية والعدالة وترأسه للجنة الحوار الوطني حال دون قبول مبادرته. ومن المبادرات التي لاقت قبولا كبيرا في الشارع السياسي وجاء اطلاقها في التوقيت الحالي محلا للقبول لدي جبهة الانقاذ ولدي الرئاسة وهي مبادرة حزب النور والتي أطلقها الدكتور يونس مخيون رئيس الحزب لطرح حلول عملية للازمة لعل من بينها طرح تشكيل حكومة ائتلافية ودراسة امكانية اقالة النائب العام وتحديد شكل وطريقة الحوار بين الرئاسة والقوي السياسية ونجح حزب النور في تبليغ صوته للرئيس مباشرة لكن يبدو ان البعض من قيادات حزب الحرية والعدالة استكثر هذا الدور علي حزب النور خاصة وأننا مقبلون علي الانتخابات فأبوا ألا يتم هذا الانجاز بالتقريب بين جبهة الانقاذ والرئاسة فبدلا من مساندة حزب النور في مبادرته التي هي في النهاية محاولة من ثاني أكبر قوة اسلامية في المشهد السياسي المصري للخروج من الازمة حدث انقلاب اخواني علي النور السلفي. والذي يبدو ان في خلفيته حسابات انتخابية. لتحدث أكبر مواجهة في تاريخ الاخوان والسلفيين علي النحو الذي حدث. المبادرات التي علي كثرتها أنسي بعضها بعضا لايزال المشهد العام يفتقر للمبادرات المخلصة ورغم محاولات أحزاب سياسية وقوي مختلفة لتقديم مبادرات للاصلاح إلا ان المشهد لم يخل أيضا من لمبادرات الشخصية ولعل منها ما قام به الداعية الاسلامي الشيخ محمد حسان من محاولات للاصلاح بين جبهة الانقاذ والرئاسة بلا جدوي. ورغم استقالته من اكبر هيئتين دعويتين تم تشكيلهما بعد الثورة تضم في عضويتها ممثلو التيارين السلفي والاخواني الا ان محاولات طرحت للتداول من دعوة الرئاسة للشيخ محمد حسان للدخول معترك الاصلاح بين الرئاسة وحزب النور. وهو الدور نفسه الذي سعت للعبه الهيئة الشرعية للحقوق والاصلاح ورغم كثرة المحاولات الا ان شيئا لم يتغير علي أرض الواقع. وهو ما طرح أهمية كبيرة لمعرفة أي مبادرة الاقدر علي التأثير والتفاعل الحقيقي مع المشهد السياسي الحالي مع كثرة تداخلاته.