كرمت الشريعة الإسلامية المرأة لاهتمامها بها اهتماما عظيما. وكذا بمكانتها في المجتمع. فقد كرم القرآن الكريم المرأة منذ ميلادها وحتي وفاتها. بل وبعد وفاتها حيث الجزاء ثوابا وعقابا حسب عملها فقد عرض القرآن الكريم الكثير من شئون المرأة فيما يزيد علي عشر سور من القرآن الكريم منها: سورة النساء. والطلاق. ومريم. والبقرة. والمائدة. والنور. والأحزاب. والمجادلة. والممتحنة. والتحريم كما وضع الإسلام المرأة في مكانة لم تحظ بها امرأة مثلها في أي تشريع سماوي سابق ولا اجتماع إنساني لاحق تواضع الناس عليه فيما بينهم واتخذوا له القوانين والأحكام. أما عن المرأة في الجاهلية قبل الإسلام فلم يكن لها حق حتي في الحياة حيث كانت بعض القبائل يئدون الأنثي بمجرد ولادتها فحفظ القرآن الكريم حقها في الحياة مستنكرا هذا الفعل الشنيع. يقول تعالي: "وإذا بشر أحدهم بالأنثي ظل وجهه مسودا وهو كظيم" النمل/58. ويقول أيضا "وإذا الموؤدة سئلت بأي ذنب قتلت" التكوير/8. 9 وذلك تحذيرا للقبائل الأخري من هذا الفعل الشنيع كما ساوي جل وعلا بين المرأة والرجل في الجزاء للعمل الواحد يقول تعالي: "ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو انثي وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا" النساء .124 ويقول أيضا: "إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما" الأحزاب/.35 كما أصبح للمرأة المؤمنة أو الكافرة حسابها الخاص بغض النظر عن كونها امرأة نبي أو امرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين" مريم/.10 "وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأة فرعون إذا قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين" مريم/.11 كذلك ألغي الله تعالي القوانين الصارمة التي سادت في الجاهلية مثل قول الرجل لأمر أنه "أنت علي كظهر أمي" فانزل الله تعالي "إن الذين يظاهرون منكم من نسائهم ما هن أمهاتهن إن أمهاتهم إلا اللائي ولدنهم وإنهم ليقولون منكرا من القول وزورا" المجادلة/2 وقد أمر الله تعالي كفارة كذلك صيام شهرين متتابعين أو إطعام ستين مسكينة قبل العودة للعلاقة الزوجية. كما أصبح للمرأة حق البيعة دينيا وسياسيا لرسول الله صلي الله عليه وسلم لنبي ورسول الإسلام وقائدا للأمة الإسلامية. يقول تعالي: "يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك علي ألا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهم ولا يعصينك في معروف فبايعهن واستغفر لهم الله إن الله غفور رحيم" الممتحنة/12 كذلك تساوت المرأة مع الرجل في الحدود ففي حد السرقة قال تعالي: "والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله عزيز كيم" المائدة/38 وفي حد الزنا قال تعالي: "الزاني والزانية فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر" النور/2 كما حذر الإسلام من الارغام علي الزنا طلبا للربح فقال تعالي "ولا تكرهوا فتياتكم علي البغاء إن أردن تحصينا لتبتغوا عرض الحياة الدنيا" النور/.33