* يسأل محمد الجندي: شبين الكوم منوفية: تفشت ظاهرة الكذب في المزاح بين الناس. وللأسف لا يحلو لهؤلاء المازحين الكذب إلا علي الرموز الدينية والأحاديث النبوية بطريقة بعظمتها وقدسيتها. فما الحكم الشرعي في هؤلاء؟ ** يجيب الشيخ رسمي عجلان من علماء الأزهر قائلا: أولا: الشريعة الإسلامية لم تمنع المزاح ولكن بشرط ألا يخالف الشرع. وكان سيد المرسلين يمزح مع أصحابه فقالوا له: يا رسول الله إنك تداعبنا أي تمزحنا فقال: "إني لأمزح ولا أقول إلا حقا" وكان يمزح مع أخو أنس بن مالك وهو فطيما ويقول له : "يا أبا عمير ما فعل النغير" أي العصفور؟ وقال رجل لرسول الله استحملني أي أعطني دابة أركبها فقال له: إني حاملك علي ولد الناقة. فقال: ما أصنع بولد الناقة؟ فقال صلي الله عليه وسلم: "وهل تلد الإبل إلا النوق". وكان ينادي علي خادمه أنس فيقول له: "يا ذا الأذنين" يمازحه. ورأي رسول الله رجلا وجهه أحمر. فقال له : "أنت أبوالورد" يمازحه. وقال لعلي بن أبي طالب "يا أبوتراب" يمازحه. وقال للمرأة العجوز التي سألته أن يدعو الله أن يدخلها الجنة. فقال لها : إن الجنة لا يدخلها عجوز" . فولت وهي تبكي. فقال: أخبروها أنها لا تدخل الجنة وهي عجوز إن الله قال : "إنا أنشأنهن إنشاء فجعلنهن ابكارا". وكان زاهر بن حرام من البادية الصحراء وكان يهدي للنبي هدايا من البادية وكان النبي يهدي إليه النبي عند خروجه فقال لأصحابه: "إن زاهرا بدينا ونحن حاضره" والأمثلة في السنة كثير. وكان جل ضحكة التبسم. كما قالت عائشة: "ما رأيت رسول الله مستجمعا قط ضاحكا حتي أري منه لهواته" أي يضحك ويستلقي علي قفاه ويصفق علي يديه كما يفعل معظم الناس الآن ونقول لمن يمزح بالكذب والسخرية من الآخر. واختلاق القصص الوهمية ليضحك الجالسون. إن الإسلام الذي أباح مندوحة عن الحرام وفي الصدق غني عن الكذب. ويكفي هذا التحذير من سيد المرسلين لمن كان له قلب أو ألقي السمع وهو شهيد فقال: "ويل للذي يحدث بالحديث ليضحك القوم فيكذب ويل له ويل له". وقال: "إن الرجل ليلقي بالكلمة لا يريد بها شيئاً غير أن يضحك الجالسين يهوي بها في النار مقدار ما بين السماء والأرض". وبشر من ترك الكذب في المزاح فقال له : "أنا زعيم بيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا". ومن باب إبراء الذمة والنصح للمسلمين أقول لهؤلاء الذين يستسهلون الكذب حين يمزحون ويطلقون العنان لأخيلتهم في تلفيق القصص ليضحكوا جلساءهم اتقوا الله وحذروه سبحانه. لأن الكذب يهدي الي الفجور والفجور يهدي الي النار ومازال العبد يكذب حتي يكتب عند الله كذابا. سائل المولي عز وجل أن يهديهم ويتوب عليهم إنه ولي ذلك والقادر عليه.